فرنسا تسلم شرطيا أرجنتينيا سابقا إلى بلاده بسبب "الحرب القذرة"
فرنسا تسلم شرطيا أرجنتينيا سابقا إلى بلاده بسبب "الحرب القذرة"
سلمت السلطات الفرنسية مسؤولا سابقا بالشرطة الأرجنتينية إلى بلاده، لاتهامه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، تمثلت في قتل المئات خلال ما تعرف بـ"الحرب القذرة" التي عاشتها الأرجنتين.
وذكرت قناة "فرانس 24" الإخبارية الفرنسية، اليوم، أن الشرطي الأرجنتيني السابق ماريو ساندوفال اعتقل بمنزله في "نوجينت سور مارن" الأربعاء الماضي على مشارف العاصمة الفرنسية "باريس" بعد أن رفض مجلس الدولة الاستئناف ضد تسليمه ولكن سمحت السلطات الفرنسية بتسليمه في ختام معركة قضائية استمرت 8 أشهر، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الشرق الأوسط".
وأضافت القناة الفرنسية، أن المسؤول السابق البالغ من العمر 66 عاما والمقيم في فرنسا منذ عام 1985 حيث حصل على الجنسية الفرنسية عام 1997، أعيد على متن طائرة غادرت "باريس" منتصف ليل أمس الأحد، فيما قال محام عن الدولة الأرجنتينية إن كل شيء حصل كما كان متوقعا، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء"الشرق الاوسط".
وأشار محامو ساندوفال، إلى أنه لن يحظى بمحاكمة عادلة في الأرجنتين حيث قد يتعرّض إلى التعذيب أو الاعتقال في ظروف سيئة. لكن مناشداتهم للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان للنظر في قضيته فشلت.
وتشتبه الأرجنتين في أن "ساندوفال" شارك في أكثر من 500 عملية خطف وتعذيب وقتل عندما اختفى نحو 30 ألف شخص خلال الحكم العسكري في الأرجنتين بين عامي 1976 و1983، لكن تسليمه تم فقط بناء على عملية الخطف المفترضة في أكتوبر عام 1976 لـ"هرنان أبرياتا" وهو طالب هندسة معمارية لم يعثر قط على جثته.
وأشارت السلطات الأرجنتينية إلى أن لدى المحققين عدة إفادات ربط الشهود فيها ساندوفال المعروف في بلاده بـ"جزّار" النظام الديكتاتوري بعملية قتل أبرياتا.
واعتقل أبرياتا في مدرسة تدريب سيئة الصيت تابعة للبحرية الأرجنتينية في بوينوس إيرس حيث تعرّض نحو 5 آلاف شخص للاحتجاز والتعذيب بعد انقلاب سنة 1976 العسكري، وألقي الكثير منهم من الطائرات في البحر أو في نهر "بليت".
وقالت المحامية بالنيابة عن دولة الأرجنتين صوفي ثونون لوكالة الانباء الفرنسية "فرانس برس"، إن والدة أبرياتا البالغة من العمر 92 عامًا "تنتظر بفارغ الصبر" مثول ساندوفال أمام قضاء بلاده.
وهرب ساندوفال، الذي نفى الاتهامات بحقه، من الأرجنتين بعد سقوط النظام العسكري، ورغم أنه مواطن فرنسي إلا أنه يمكن تسليمه إذ وقعت الجريمة قبل حصوله على الجنسية.