خبراء يشككون في استمرارية الاتفاق التجاري "المبدئي" بين واشنطن وبكين
خبراء يشككون في استمرارية الاتفاق التجاري "المبدئي" بين واشنطن وبكين
شكك خبراء اقتصاديون في استمرارية الاتفاق التجاري "المبدئي" الذي أعلن عنه مؤخرا بين الولايات المتحدة والصين، بسبب تضمنه بعض الشروط "التعجيزية" من وجهة نظرهم، تتطلب شراء الجانب الصيني كميات مبالغ فيها من المنتجات الزراعية الأمريكية بما يصل قيمته 50 مليار دولار، وهو ما قد تعجز عن تلبيته بكين على المدى الطويل.
ونقلت شبكة "سي إن بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية عن المدير التنفيذي للمركز الآسيوي للتجارة ديبورا إلمز، قولها، إن الاتفاق الأولي بين البلدين لن يصمد طويلا، وإنهما سيعودان إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى، نظرا للصعوبة التي ستواجه بكين في تلبية الشرط الذي ينص على شراء كميات مهولة من المنتجات الزراعية الأمريكية.
ودللت إلمز على وجهة نظرها، مشيرة إلى أن الجانب الصيني كان شديد الحرص والدقة حينما أوضح أن قدرته شراء منتجات زراعية بقيمة 50 مليار دولار مرهونة بأوضاع السوق والضوابط الموضوعة من قبل منظمة التجارة العالمية في هذا الصدد، وهو ما أكد عليه محللون اقتصاديون آخرون رأوا أن هناك حدا لكم المنتجات الزراعية التي في مقدور الصين استهلاكها، نظرا لاعتبارات تتعلق بالقدرة الاستيعابية للسوق الصينية والطلب المحلي، فيما قال الخبير الاستراتيجي في الشأن العالمي بمركز "سي سي بي" الدولي، مارك جولي، إن بعضا من بنود الاتفاق الأولي بين الاقتصادين الأكبر على مستوى العالم تخاطب الجانب السياسي أكثر من مخاطبة الحقائق على أرض الواقع، فمن الصعوبة بمكان مطالعة إلى مدى ستنجح بكين في زيادة حجم وارادتها بما يفوق مستوياتها الطبيعية"، مشيرا إلى إنه حتى وإن سعت بكين إلى تعزيز مخزونها الاستراتيجي من الحبوب الغذائية بما يستدعى زيادة وارداتها من المنتجات الزراعية، ذلك لا يلغي التزاماتها مع دول أخرى في هذا الصدد، مثل دول أمريكا الجنوبية التي لجأت إليها الحكومة الصينية طوال فترة نزاعها التجارية مع واشنطن من أجل استيراد الفول الصويا.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لمجلس تصدير فول الصويا بالولايات المتحدة، جيم ساتر، إنه رغم اشتراط المفاوض التجاري الأمريكي على نظيره الصيني شراء منتجات هائلة من الولايات المتحدة اعتقادا في أن ذلك سيسهم في دعم قطاع الزراعة الأمريكي، إلا أن العاملين في المجال لا يرغبون في أن يتم قصر التعاون مع الصين فقط بل يودون غزو أسواق عالمية أخرى، موضحا أن ما يراد تحقيقه زيادة القدرة التنافسية للفول الصويا المنتج بالولايات المتحدة عالميا وتزويد كافة الأسواق العالمية بمنتجاتها دون أن تستحوذ الصين على معظمها.
منوتشين ينفي عرض واشنطن خفض الجمارك على السلع الصينية
وكان وزير الخزانة الأمريكي ستيفين منوتشين والممثل التجاري الأمريكي روبرت روبرت لايتهايزر، قال إن تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية حول عرض المفاوضون الأمريكيون تخفيض الجمارك الأمريكية الإضافية على السلع الصينية إلى النصف "غير دقيق"، وأضاف المسؤولان - في بيان مشترك - حسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية - أنه "بينما نحن لا نعلق على محتوى المفاوضات (التجارية مع الصين)، فإننا قلنا علنا وفي تقرير (الصحيفة) أن هذا العرض كاذب وغير حقيقي وبلا أساس لم يحدث".
وأكد منوتشين ولايتهايزر، أنهما قالا أثناء حوارهما مع صحفيي "وول ستريت جورنال"، إن تقرير الصحيفة المبني على مصادر مجهولة الهوية "كاذب تماما"، وشدد المسؤولان على أنه "لم يتم تقديم مثل هذا العرض للصين من قبل الولايات المتحدة، ولا يوجد مفاوض أمريكي معروف واحد قد يدعم هذا الكذب وأنه لا يوجد مفاوض صيني يمكن أن يكون مصدر هذه المعلومة".
وأوضح منوتشين ولايتهايزر: "لن نتكهن بسبب إقدام أمريكيين أو صينيين غير منخرطين في هذه المفاوضات على التلاعب بالقصة هذا مثال آخر على الإبلاغ عن حدث مهم مزعوم يستند إلى مصادر سرية والتي بعضها قد يحتوي على تحيز واضح"، وطالبا "صحيفة وول ستريت جورنال بتوضيح أن المنخرطين فعليا في التقرير بالنسبة للولايات المتحدة قد أشاروا بوضوح إلى أنها أكاذيب ملفقة، كما ينبغي أن تكشف التحيزات المحتملة للمصادر المجهولة"، فيما أشارت "ذا هيل" إلى أن المتحدث باسم "وول ستريت جورنال" لم يكن متاحا على الفور للتعليق على بيان منوتشين ولايتهايزر.