دور النشر: 50% من المواد رديئة وغير سليمة لغويا
اليوم العالمي للغة العربية
دار النشر هى همزة الوصل بين القارئ والمؤلف، تتلقى هذه الدور آلاف النصوص سنوياً، تمر بمراحل القراءة ثم الإجازة أو الرفض أو التعديل، جنود مجهولون يصوبون هفوات المؤلف، ومدققون لغويون ومحررون، يعملون على النص إلى أن يخرج للنور، فى صورة كتاب يحمل اسم المؤلف ودار النشر، يرى القائمون على هذه المهن أن مستوى اللغة يتراجع أيضاً فى النصوص المقدمة للنشر، حتى إن نصف النصوص المقدمة للنشر لا تصلح.
يقول الشاعر جرجس شكرى، مدير إدارة النشر العام بالهيئة العامة لقصور الثقافة إن هناك تراجعاً كبيراً فى مستوى اللغة العربية لدينا، مشيراً إلى أن «هناك فرقاً بين تطور اللغة الذى يحدث وفقاً للتغيرات الاجتماعية التى تحدث فى المجتمع، وبين تراجع اللغة، والذى يعنى عدم معرفة ودراية بقواعد وأسرار اللغة وفن تذوقها وفهمها.
ويرجع إلى أن المدارس نفسها لا تقوم بالدور الأصلى بالشكل المطلوب باللغة العربية، بالتالى يتخرج الطلاب بمستوى هزيل فى إجادة اللغة ويتضح تأثير ذلك فى نصوص الكتاب الشباب، حسب «شكرى» الذى يقول: ومن هنا تظهر النصوص الرديئة «الضعف اللغوى يكون سبباً لرفض نشر النص، من قبل اللجنة التى تعرض عليها النصوص».
لافتاً إلى أن قصور الثقافة تنشر كتباً متميزة من أمهات الكتب ونفائس التراث العربى للقارئ فى سلسلة الذخائر، والسلسلة توزع إصداراتها بنسبة مائة بالمائة، مؤكداً أن النهوض باللغة يأتى من الاهتمام بها فى المدارس أولاً، حتى يتمكن التلميذ من فهم أسرار اللغة وتذوقها» مشيراً إلى أن الدور المهم هو لوسائل الإعلام فى هذا المضمار، فقديماً كانت الإذاعة المدرسية تهتم فى كل تراثها باللغة بل تم تخصيص برامج تهتم باللغة والأدب منها برنامج «لغتنا الجميلة» للشاعر فاروق شوشة، وهذا تراجع فى جميع وسائل الإعلام.
"العادلى": السوشيال ميديا أحدثت حالة اجتراء على الكتابة
ويرى عماد العادلى، المستشار الثقافى لعدد من دور النشر، منها مركز الهالة الثقافى أن حال اللغة يرثى له «معظم المتقدمين للنشر لا يركزون على مسألة اللغة»، لافتاً إلى أنه يتم رفض نحو نصف الأعمال المتقدمة للنشر، بينما 15% من نسبة النصوص يتم قبولها مع إجراء بعض التعديلات بالاتفاق مع المؤلف، بينما 35% من النصوص يحتاج أصحابها إلى العمل على نصوصهم، وهم الكتاب الذين لم تنضج موهبتهم بعد. وأضاف «العادلى»: السوشيال ميديا أحدثت حالة اجتراء على الكتابة بشكل كبير، فتقابلنا كتابات إما شديدة السذاجة وغيرها شديدة التقعر، و«أسوأها الذى يهتك عرض اللغة»، والذى يحتوى أخطاء فادحة فى الإملاء والنحو.