معلمو المدارس الأجنبية: "حصة العربي" أساس العلوم ولا غنى عنها
اللغة العربية تحولت إلى لغة ثانوية فى كثير من المدارس الخاصة
المدارس الأجنبية بعضها يهتم باللغة الألمانية كهدف من تأسيس المدرسة، وأخرى تهتم بالفرنسية، وثالثة تهتم بالإنجليزية، وتبقى اللغة العربية مجرد لغة ثانوية فى بعض المدارس، بحسب ما أكده معلمو لغة عربية فى المدارس الأجنبية فى حديثهم لـ«الوطن»، مشددين على ضرورة الاهتمام باللغة العربية كمادة حيوية لا غنى عنها فى مراحل تعليم الطفل، موضحين أنهم يطوعون التكنولوجيا الحديثة فى خدمة اللغة.
"سما": نعمل على تبسيط النصوص الأدبية الصعبة حتى يتذوق الطالب جماليات اللغة
نصوص أدبية صعبة يتعامل معها الطفل فى اللغة، وكلمات إعرابية لم يستطع إدراكها، فحرصت «سما أشرف»، مدرسة لغة عربية فى إحدى المدارس الخاصة، على تبسيط كل ذلك فى طرق معينة سلسة: «بنتعامل مع النصوص الأدبية الصعبة على أنها أغنية، ونشرح كل بيت فى النص بمفرده وبدرب الطفل إزاى يستخرج منه مظاهر الجمال من خلال الفهم».
تحاول «سما» ربط المادة بالواقع الذى يعيشه الطفل: «فى نهاية كل بيت من الشعر بنطلب منه قضية معينة ليها علاقة بالواقع وبكلف الأطفال أنهم يعملوا موضوع تعبير أو بحث عن هذه القضايا»، مبررة اتباعها هذه الطرق بأنها توسع من آفاق الطفل.
تتبع مدرسة اللغة العربية، طريقة مشاركة الطفل فى كل فروع اللغة، موضحة، أنها تهتم بتنظيم مسرحية أبطالها الأطفال لتمثيل أحداث قصة عقبة بن نافع، وكفاح شعب مصر، وطموح جارية، مستخدمة الوسائل المتعددة التى تتيحها المدرس: «بعمل زى فيديوهات صغيرة وأعرضها على السبورة الذكية عشان الصوت والصورة يرسخوا الفكرة فى ذهن الطفل».
فى كل فصل من فصول القصة يهتم الكاتب بوضع عنوان للفقرات، وراءه مغزى معين، تحرص «سما»، على تشجيع الطفل على التفكير فى سبب اختيار العنوان من خلال تمثيله لنفس الدور الذى تنطوى عليه الفقرة.
تتفاوت درجة الاهتمام باللغة العربية فى المدارس الخاصة، بحسب ما روته «سما» لـ«الوطن»، مؤكدة: «بتعامل مع اللغة على أنها أم العلوم، فتعليم من غير لغة عربية يعتبر تعليم من غير أساسيات»، موضحة أن اللغة الأجنبية تضيف للطفل معرفة إلا أنها لا يفضل أن تكون أساسية على اللغة العربية، لافتة إلى أن المدرسة التى تعمل بها تهتم بتنظيم احتفالات فى اليوم العالمى للغة من خلال مسرحيات، وشعر، وغناء.
ترى «سما» أن مدرس اللغة العربية فى المدرسة الخاصة يجب أن يساير الواقع الذى يعيشه، ويستخدم الوسائل التكنولوجية فى التعليم التى يفضلها الأطفال، فضلاً عن ضرورة اهتمامه بالإلقاء والغناء فى تدريس الشعر، ومراقبة مستويات وسلوكيات الأطفال بشكل مستمر.
ثلاثة مستويات قسّم على أساسها أحمد عباس، مدرس لغة عربية فى مدرسة خاصة، الأطفال: المستوى الأول «أ» للأطفال أصحاب القدرات الفائقة فى اللغة، والمستوى الثانى «ب» للأطفال المتوسطين، أخيراً المستوى الثالث «ج» للأطفال الضعفاء فى اللغة: «كده أبقى عارف إيه مستويات الأطفال اللى عندى»، موضحاً أنه يهتم بتنظيم حصص إضافة لأطفال المستويين الثانى والثالث لتنمية قدراتهم: «حتى لو عندى مجموعة ضعيفة فى فرع معين من فروع اللغة بعملّهم حصة إضافية وأبدأ معاهم من الأول».
شدد «عباس» على ضرورة الاهتمام باللغة العربية فى المدارس الخاصة: «حتى لو المدرسة مش بتعتبرها لغة أساسية ليها لازم المدرس يتعامل مع الأطفال على أساس أنها لغة أم وأساسية»، لافتاً إلى أن المدرسة الخاصة تختلف عن المدرسة الحكومية فى نظام المتابعة اليومية للطفل لحل واجباته وتنمية مواهبه.
لم يختلف منهج اللغة العربية فى المدارس الخاصة عن المدارس الحكومية، إلا أن الاختلاف يكمن فى الوسيلة التعليمية، وطرق وآليات وضع الامتحان، بحسب «عباس»، موضحاً أن الامتحان فى المدارس الخاصة يكون أكثر صعوبة لأنه يقيس مستويات عليا فى الغالب، وتابع: تتوافر فى المدارس الخاصة الوسائل التعليمية كالشاشة الذكية لعرض محتوى المنهج بشكل بسيط.
"عباس": نرفض نطق أى كلمات باللغة الأجنبية داخل حصة العربى
بنود أساسية يتفق عليها «عباس» مع الأطفال لتعليم اللغة، أبرزها عدم نطق أى كلمات باللغة الأجنبية داخلة حصة اللغة العربية: «أطفال المدارس الخاصة أغلبهم يعرفوا إنجلش كويس لذلك لازم أحسسهم باختلاف فى اللغة العربية وأفهمهم الفرق بين العامى والفصحى، من خلال النصوص والأحاديث والقراءة، مشيراً إلى أن الواجبات المدرسية تتمثل فى التطبيق العملى لما تم دراسته، وتقيس مستويات معينة فى الطفل كالتذكر والفهم والحفظ والاستنتاج.
وحذر الدكتور مجدى حمزة، الخبير التربوى، مما سماه كارثة تحدث فى التعليم، هناك طلبة فى المرحلة الجامعية يخطئون فى قراءة الصحف، لأن مستواهم شديد الضعف فى اللغة العربية مؤكداً أن وجود حالة من عدم الاهتمام باللغة العربية يأتى على حساب اللغة الأم، باعتباره نوعاً من التحضر، فى المدارس الأجنبية فى مصر.
"حمزة": الاهتمام بتدريس اللغة يجب أن يكون مشروع أمن قومى.. وهناك طلبة جامعات يخطئون فى قراءة المصحف
وأكد «حمزة» الاهتمام بتدريس اللغة العربية يجب أن يكون مشروع أمن قومى، وقد طالبت الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، عدة مرات، أن تكون اللغة الأم هى اللغة الرئيسية فى المدارس الأجنبية فى مصر، لكنه لم يستجب إلى الآن» متابعاً: هذا نداء نوجهه إلى مسئولى التربية والتعليم: ضياع اللغة العربية يعنى أننا نقضى على هويتنا لأن غير الانتماء إلى هذه اللغة، لافتاً: «لست ضد تعليم اللغات» وطالب الخبير التربوى بأن يكون تدريس اللغة العربية بالتوازى مع اللغات الأخرى وبالقدر نفسه من الاهتمام، مع التركيز على اللغة العربية وتقديم دعم أكبر لها.
موضحاً: «عدم الاهتمام بتدريس اللغة العربية يؤدى إلى اضمحلال هويتنا العربية والانتماء والولاء إلى البلد، لأن الطالب فى هذا الوقت يكتسب الثقافة الأولى التى يتلقاها فى التعليم، وبالتالى يتخرج كأنه أجنبى لأنه يفقد التواصل مع المجتمع المحيط، ولا يمكننا غرس القيم التربوية الملائمة للمجتمع فى الطفل».
من جانبه، قال الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوى، إن منهج اللغة العربية فى المدارس الأجنبية هو المنهج نفسه، كما يخوضون الامتحانات نفسها فى المدارس العربى المناظرة لها، وجميع هذه المناهج تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، لافتاً إلى أن ضعف اهتمام التلاميذ وليس المدارس باللغة العربية هو السبب فى تراجع مستوى الطلاب فى اللغة الأم، وذلك يحتاج إلى توعية.
مضيفاً: المعلمون مصريون، ويتم تدريس اللغة العربية فى المدارس الأجنبية باستخدام وسائط تكنولوجية حديثة، موضحاً أن الاختلاف فى طرق التدريس، فيمكن وقتها للطلاب الربط بين اللغات الأخرى، لأن من خصائص اللغات أن مهاراتها متداخلة فى جميع اللغات، وذلك قد يفيده فى تعلم اللغة العربية، متابعاً مستوى الطالب الدارس فى المدارس الأجنبية فى اللغة العربية متراجع، لأنه يدرس عدة مواد باللغة الأجنبية، فيكون تركيزه على هذه اللغة.