"رأس البر".. مقصد المشاهير قديما وقِبلة لرحلات "اليوم الواحد"
«رأس البر» من أشهر مناطق الجذب السياحى فى مصر
تعد مدينة رأس البر واحدة من أشهر مناطق الجذب السياحى فى مصر، نظراً لكونها نقطة التقاء البحر الأبيض المتوسط بنهر النيل، أنشئت المدينة عام 1823، حين كان مشايخ الطرق الصوفية وأتباعهم بدمياط ينتقلون للشمال للاحتفال بمولد «الشيخ الجربى» جنوب رأس البر. «رأس البر» كانت مقصداً للتجار الذين ينتظرون سفنهم العائدة من رحلاتها التجارية، وأخذت المدينة تكبر يوماً تلو الآخر، إلى أن أصبحت تنافس المصايف المصرية الشهيرة على ساحل المتوسط، وظلت مقصداً لرواد الفن والسياسة، ومن أبرز هؤلاء المطربة أم كلثوم، والموسيقار محمد عبدالوهاب، وحالياً تشتهر المحافظة برحلات اليوم الواحد حيث يقصدها روادها القادمون من المحافظات المجاورة «الدقهلية وبورسعيد وكفرالشيخ».
الأهالى: ملتقى مرج البحرين لأنها تجمع بين المياه العذبة والمالحة وطبيعتها خلابة لا تضاهيها مدينة أخرى
محمد حسن جلال، مدرس، روى حكايته مع المصيف قائلاً: «رأس البر زمان كان لها رونق خاص لما تتميز به من هدوء وجمال وطبيعة خلابة، وفى الشتاء تتحول للؤلؤة وجنة الله فى أرضه، خاصة منطقة اللسان الشهيرة بمرج البحرين كانت جميلة جداً، لكن الآن لم تعد كذلك، ولا بد من المحافظة على طبيعة البناء برأس البر التى كانت تلقب بفينسيا لكن الآن تحولت إلى كتل خرسانية، وحتى تعود المدينة إلى سابق عهدها يجب خفض أسعار الإيجارات بالوحدات السكنية المؤجرة وكذلك الفنادق التى لا تقل الليلة فيها عن 750 جنيهاً، فضلاً عن افتتاح شاطئ خارجى لرواد اليوم الواحد، فضلاً عن حل مشاكل المناطق المخصصة للمصيفين على البلاج، مع تحديد أسعار موحدة للشماسى والمشروبات على البحر، نظراً لغلاء الأسعار الذى كان سبباً فى عزوف المصطافين عن المدينة.
وقال حمدى طمان، موظف، إن مصيف رأس البر يختلف كثيراً عن أى مصيف داخل مصر، حيث تتمتع المدينة بالعشش المصنوعة من الأشجار والأخشاب ولها رونق خاص، فضلاً عن جمعها بين النيل والبحر، ما يجعلها مقصداً للرواد نهاراً، أما ليلاً فيسهر روادها على نهر النيل: «رأس البر بالنسبة لى وطن لا أستطيع أن أستبدله بأى مصيف آخر مهما بلغ صيته، فكل شارع فى رأس البر له ذكرى؛ من شكل العشش، إلى لون الشوارع، إلى رمل البحر، كل هذا إلى جانب نقطة التقاء النهر بالبحر الأبيض المتوسط، بالإضافة لفسحة اللسان، شارع النيل، القهاوى والنوادى والكافيهات، كل رملة فى رأس البر لها ذكرى معى، لا يمكن نسيانها، ففى فصل الشتاء دائماً ما تكون هادئة، أما فى الصيف فتجد فرحة روادها خلال تجولهم فى المدينة وسط رواج تجارى ينتظره العاملون فى المتاجر».
مصدر بالوحدة المحلية: المدينة تشهد أعمال تطوير كبيرة بعد افتتاح أول فندق 5 نجوم فى محافظات الدلتا
مصدر بالوحدة المحلية بمدينة رأس البر، أكد، فى تصريح لـ«الوطن»، أن المدينة تشهد أعمال تطوير كبيرة قبيل موسم الصيف المقبل، من بينها تطوير الحدائق كاملة كحديقة شارع بورسعيد واللسان وحدائق 77 وكذلك تطوير شارع 51، مشيراً إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى افتتح فندق شتيجنبرجر الذى يعتبر أول فندق 5 نجوم بمحافظات الدلتا، ضمن افتتاحه مشروعات قومية فى دمياط، بحضور عدد من الوزراء وكبار رجال الدولة، ولفت إلى أن عقد إدارة الفندق جرى توقيعه فى نوفمبر 2016، بين الشركة القابضة للسياحة والفنادق وشركة «شتيجنبرجر» العالمية، لتطوير الفندق السابق الذى دشنته المحافظة فى 2005، على مساحة 4200 متر مربع، وسط منطقة اللسان الشهيرة برأس البر، إلا أنّ الاستثمارات توقفت بعد 3 أعوام، ليظل هيكلاً غير مكتمل.
وعقب ذلك تمكنت المحافظة من توقيع عقد مع الشركة القابضة للسياحة والفنادق بوزارة الاستثمار، لاستكمال أعمال التشطيبات والفرش والأثاث ومستلزمات التشغيل الفندقى، على أن تحصل دمياط على حق انتفاع نحو 4 ملايين و338 ألف جنيه لصالح صندوق الإسكان، تزداد سنوياً بنسبة 7%، ليصل فى نهاية العقد إلى أكثر من مليار جنيه، ويضم الفندق 142 غرفة، و16 جناحاً فندقياً، ومطاعم وكافيتريات، بينما الدور الأخير منه على مطعم بواجهة تطل على نقطة التقاء البحر بنهر النيل، وصُمم الفندق على أعلى مستوى وفقاً لمعايير NN الفندقية العالمية وأحدث وسائل التقنيات الدولية، لتعيد إليه الحياة بعدما كان مهجوراً لأكثر من 10 أعوام، بالتعاقد مع شركة «شتيجنبرجر» الألمانية، التى تعد واحدة من كبرى الشركات العالمية المتخصصة فى إدارة الفنادق.