كيف ارتبطت حركة "حماس" بعلاقات قوية مع قطر وتركيا وإيران؟
إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس
ترتبط حركة "حماس" بعلاقات وثيقة مع قطر وتركيا وإيران، والأمر لم يعد خفيا على العالم، في ظل الزيارات المتبادلة، والتي تجسدت في زيارة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، الخارجية الأولى منذ منذ انتخابه عام 2017، قبل أيام في جولة شملت تلك البلدان.
وفي منتصف ديسمبر الجاري، زار هنية تركيا وقطر، حيث أشاد وفد الحركة، وفق بيانها، بـ"مدى العلاقة مع الدوحة، والدور الذي تقوم به القيادة القطرية في مختلف المحافل والمؤسسات الدولية دعما لفلسطين، إلى جانب ما تقدمه القيادة القطرية لصالح شعبنا الفلسطيني في القدس والضفة وغزة من مشاريع إغاثية وإنسانية تسهم في تخفيف معاناته".
جهاد الحرازين: فكر حماس وفق معتقدات الإخوان وقطر وتركيا
الدكتور جهاد الحرازين، القيادي بحركة "فتح" الفلسطينية، أكد أن علاقات حركة حماس مع تركيا وقطر وإيران، تأتي وفق الفكر الذي تنتمي إليه حماس، وهو فكر جماعة الإخوان المسلمين، التي اعتبرت حماس نفسها جزء من هذا التنظيم وفق المادة الثانية من ميثاقها.
وقال الحرازين، لـ"الوطن"، إن هذا الأمر لم ينكره قادة حماس حتى بوثيقتهم التي أعلنوا عنها في 2017، والتي جاءت بنص صريح بأنهم جزء من المدرسة الفكرية للجماعة، مشيرا إلى أنه بعد الانتكاسات التي شهدتها الجماعة ووجدت ملاذا لها في تركيا وقطر أصبحت العلاقة تتجسد مع تلك الدول باعتبار حماس تحكم أول بقعة جغرافية للتنظيم الإخواني.
قيادي بحركة "فتح" يفند علاقة "حماس" مع تركيا وقطر وإيران
وتابع أنه بعد ذلك بدأت العلاقات تتوثق مع تركيا وفتحت الأبواب أمام قادة حماس وكذلك الدعم التركي لتكون القضية الفلسطينية ورقة بيد تركيا تستخدمها وقتما تشاء، وبرز ذلك في العديد من المناسبات، رغم ما تتمتع به أنقرة من علاقات مع إسرائيل إلا أنها لعبت دور الوسيط بين حماس وإسرائيل في عدة قضايا.
وأردف أنه فيما يخص العلاقة مع إيران، فهي بنيت وفق منظومة المصالح، حيث إن إيران تقدم الدعم المادي لحماس وبالمقابل الحركة تكون عصا بيد طهران التي تستخدمها في ظروف معينة، موضحا أنه بذلك جهود كثيرة لإفشال التدخل الإيراني الذي أضر بالقضية الفلسطينية.
وأردف الحرازين أن العلاقة بين حماس وقطر تأتي نتيجة تقديم الثانية الأموال والمساعدات، لها، فهي بمثابة الوسيط الفاعل بين الحرمة وإسرائيل، لذلك تستضيف الدوحة قيادة حماس، وتقدم لها الأموال والمشاريع، فيما تمنح حماس اليد الطولية بقطاع غزة حتى أصبح السفير العمادي يتعامل مع القطاع وكأنه ملكية قطرية بتغذية الانقسام الفلسطيني، الذي نتج عن انقلاب حماس عام 2007 حتى تقضي على الهوية والقضية وتجسدت الأمور برعاية قطرية.
ولفت القيادي بحركة "فتح" إلى أن "حماس" سبق أن أعلنت لأمريكا جاهزية لتنفيذ صفقة القرن التي يرفضها الكل الفلسطيني والعربي والدولي، مشددا على أنه أمام هذه العلاقات التي تحاول رهن القضية الفلسطينية لدول في المنطقة والارتهان لتلك الأجندات التي لا تجلب الخير للقضية وإنما تمثل نقمة وطعنة للقضية، ولكن حماس اختارت التحالف مع تلك الدول على حساب فلسطين لأجل مصالحها الحزبية الضيقة ورفضت تحقيق المصالحة الوطنية وتنفيذ الاتفاقات التي وقعت في القاهرة، وآخرها اتفاق أكتوبر 2017 نتيجة لتلك التدخلات، ما أعطى الفرصة للاحتلال لمواصلة حربه وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
مصطفى بكري: "حماس" لم تتوقف عن تبعيتها لقطر وتركيا وإيران
وشاركه في الرأي نفسه، البرلماني مصطفى بكري، بقوله إن العلاقة بين "حماس" وقطر وتركيا وإيران، معروفة للجميع، وليست جديدة، فهي بمثابة الذراع العسكري لجماعة الإخوان الإرهابية، وبموجب ذلك ارتكبت جرائم أدانها القضاء المصري، في عدة قضايا.
وأضاف بكري، لـ"الوطن"، أنه رغم ذلك لم تكف الحركة عن علاقتها مع الدول الثلاثة المعادية لمصر وللمملكة العربية السعودية ودول الخليج، موضحا أن ذلك يعتبر أمرا مثيرا للتساؤل عن تلك الازدواجية التي ترتكبها "حماس".
وأشار إلى أنه يزور وفد من الحركة مصر فتتغير لغة خطابها، وبعد المغادرة تتبنى شكل آخر، بينما لا تتوقف عن التنسيق مع الدول الثلاثة "قطر وتركيا وإيران"، وتمارس نفس سياسات جماعة الإخوان، ما يجعلها كالخنجر في قلب العرب.