صلاح جاهين.. سِيرِة الحكواتي
صلاح جاهين
حالة استثنائية في تاريخ الفن المصري، شاعرًا وكاتبًا للسيناريو ورسام كاريكاتير وممثلًا، عشق السينما طوال مشواره الفني وقدم العديد من الأفلام السينمائية تجاوزت الخمسين فيلمًا ما بين تمثيل وكتابة أشعار وسيناريو وأغنيات، ليبقى صلاح جاهين -التي تحل اليوم ذكرى ميلاده- صانع البهجة الباكي الأول في ذاكرة الفن.
"جاهين" التحق بكلية الفنون الجميلة نزولا لرغبة والده.. وتركها لأجل الصحافة والشعر
ولد "جاهين" في مثل هذا اليوم 25 ديسمبر عام 1930 بحي شبرا في القاهرة والتحق بكلية الفنون الجميلة ليتركها بعد ذلك بناءا على رغبة والده ويلتحق بكلية الحقوق، كانت بدايته الفنية والعملية من خلال الصحافة فبدأ بالعمل في جريدة "بنت النيل"، ثم جريدة "التحرير" بعد ذلك، وفي الوقت نفسه أصدّر أول دواوينه الشعرية بعنوان "كلمة سلام" عام 1955.
فيلمان سينمائيان ظهر فيهما صلاح جاهين كـ رواي
بعد ذلك قدم جاهين عددًا من الأغنيات للفنان عبدالحليم حافظ والتي جاءت أغلبها أغاني وطنية وبدأت علاقته بالسينما في ذلك الوقت كممثل وكاتب للسيناريو، فيما كانت له تجربة مختلفة وهو أداءه الصوتي لشخصية الراوي في فيلمين سينمائيين فقط خلال مشواره الفني.
"المماليك".. أول أداء صوتي
في عام 1965 عُرض فيلم "المماليك" للمخرج عاطف سالم ومن بطولة "عمر الشريف، نبيلة عبيد، عماد حمدي وحسين رياض" وشارك صلاح جاهين في الفيلم بالتمثيل بأداء شخصية "الشيخ سيد" كما شارك أيضًا بأداءه الصوتي لسرد الأحداث.
وسرد الفيلم معاناة المصريين من ظلم المماليك، وتجمع أفراد الشعب المصري لتنظيم المقاومة الشعبية للقضاء عليهم والتخلص من الحاكم الشركسي، وينضم حبيبان هما "أحمد" و"قمر" للمقاومة رغم العذاب الذي يلقونه، وحينها يصممّ أحمد على الانتقام لمقتل أمه.
"شفيقة ومتولي".. سيناريو وحوار وأداء صوتي لقصة شعبية
عام 1978 عرض فيلم "شفيقة ومتولي" من بطولة "سعاد حسني، أحمد مظهر، أحمد زكي وجميل راتب" وكتب صلاح جاهين السيناريو والحوار للفيلم الذي أخرجه علي بدرخان بعد اعتذار يوسف شاهين عنه بسبب حالته الصحية واكتفى حينها بإنتاجه فقط، وقدم جاهين خلال أحداث الفيلم الأداء الصوتي لـ"الرواي" الذي يسرد أحداث القصة الشعبية الشهيرة.
وسرد الفيلم ما فعلته السلطات الحاكمة حينما استدعت عشرات الآلاف من الشباب للعمل بالسخرة في قناة السويس، ليترك "متولي" شقيقته "شفيقة" وحدها مع الجد العجوز، لتضطر "شفيقة" بعد ذلك إلى قبول إغراءات ابن شيخ البلد "دياب"، وبعد فترة تكتشف البلدة العلاقة الآثمة بينهما، ويضطرها الجد إلى الرحيل برفقة قوادة تدعى "هنادي" وتستمر الأحداث.
رحل عن عالمنا الفنان والشاعر صلاح جاهين في 21 أبريل عام 1986 عن عمر ناهز 56 عامًا تاركًا إرثًا فنيَا تجاوز مئات الأغنيات والأشعار ورسوم الكاريكاتير، والأفلام السينمائية.