مدير "المرصد السوري": تجنيد ألف من "المرتزقة".. والرواتب 2000 دولار
رامى عبدالرحمن
أكد رامى عبدالرحمن، مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان، ومقره «لندن»، أن عملية نقل تركيا للمرتزقة من سوريا للقتال فى ليبيا بدأت أكتوبر الماضى بنقل المتطرفين من ذوى جنسيات تعود إلى شمال أفريقيا، مضيفاً، فى حوار لـ«الوطن»، أنه لاحقاً ومؤخراً يتم تجنيد مرتزقة سوريين من العنصر التركمانى للقتال فى ليبيا مقابل نحو ألفى دولار شهرياً قابلة للزيادة كلما طالت المدة.
"عبدالرحمن": أنقرة تنقل متطرفين من شمال أفريقيا إلى ليبيا منذ أكتوبر الماضى
وشدد «عبدالرحمن» على أن هؤلاء لا يمثلون الشعب السورى... وإلى نص الحوار:
ما المعلومات المتوافرة بشأن عملية نقل المقاتلين، خصوصاً أن «المرصد السورى» أشار لها مراراً؟
- عملة نقل المقاتلين من قبل تركيا إلى ليبيا بدأت منذ أكتوبر الماضى عندما أقامت «أنقرة» جسراً جوياً عبر أراضيها لنقل المتطرفين، الذين تعود جنسياتهم إلى دول شمال أفريقيا للقتال فى ليبيا، ولكن الأهم والجديد يتعلق بنقل المرتزقة.
ما الفارق بين من وصفتهم بـ«المتطرفين» و«المرتزقة»؟
- المرتزقة هم من الجنسية السورية، إذ تم نقل نحو ألف سورى من الفصائل المقاتلة فى سوريا الموالية لتركيا، كان يقال إن تلك الفصائل فصائل معارضة سورية، لكنها الآن تجند وتنقل للقتال فى ليبيا، وشاهدنا بالصوت والصورة الفيديوهات التى يفضحون بها أنفسهم، لأنهم عبارة عن مرتزقة، وهناك فئة منهم بالفعل باتوا فى «طرابلس» بأحد المعسكرات الذى يقع فى حى «صلاح الدين»، التى تعد المدخل الجنوبى للعاصمة الليبية، وهو معسكر «التكبالى» الذى سيطر عليه الجيش الوطنى الليبى، لكن استعادته قوات «طرابلس» مرة أخرى، وأود التأكيد هنا أن هؤلاء لا علاقة لهم بالشعب السورى، وأنا أقول ذلك كى لا يساء إلى السوريين فى ليبيا. الذين ذهبوا للقتال فى ليبيا هم عبارة عن مجموعات موالية للرئيس التركى «أردوغان».
التعاقد مع الإرهابيين مدته 3 شهور.. وتم تدشين 4 مكاتب علنية لتجنيدهم فى "عفرين"
ما المزايا التى يحصل عليها هؤلاء للذهاب إلى ليبيا؟
- يتم تجنيد العنصر منهم مقابل نحو ألفى دولار شهرياً، ويتم التعاقد مع المرتزق منهم 3 أشهر، بل إن الأمر وصل إلى وعود بمنحهم الجنسية التركية لمن يعود منهم حياً، لقد حدثت عميلة غسيل أدمغة لهؤلاء وابتعدوا عن المشروع الأساسى الذى كان محاربة النظام السورى وإيران هكذا كان، لكن فى ليبيا لا علاقة من قريب ولا بعيد للجيش الوطنى الليبى بإيران، وبالتالى هى ليست قضية شباب يغرر بهم وإنما هى عملية ارتزاق.
كيف تتم عملية تجنيد هؤلاء داخل سوريا؟
- البداية لتجنيد المرتزقة كانت فى «عفرين» شمال سوريا، الواقعة تحت الاحتلال التركى، من خلال تدشين 4 مكاتب علناً للتجنيد من المقاتلين الموالين لتركيا للذهاب والقتال فى ليبيا تحت غطاء شركة أمنية تركية، وهؤلاء المقاتلون المرتزقة أوضاعهم المالية صعبة وأقصى ما يحصلون عليه داخل سوريا ما بين 150 إلى 300 دولار شهرياً على أقصى تقدير، لكن عندما يتم الاتفاق معهم على الذهاب إلى ليبيا مقابل نحو ألفى دولار، وبالتالى العنصر منهم يفكر فى أن الذهاب إلى ليبيا ثلاثة أشهر أو أكثر يعنى العودة لاحقاً ومعه مبلغ من المال مناسب يجعلهم قادرين على العيش، خصوصاً أنه كلما طالت مدة القتال زاد راتبهم.
هل هناك تقديرات عددية حتى الآن لمن تم تجنيدهم ونقلهم إلى ليبيا؟
- حسب المعلومات التى لدينا، فإن هناك حوالى ألف عنصر جندوا، وهما كما قلت يقاتلون من أجل المال وابتعدوا عن جبهات القتال مع النظام، بينما تقول المعلومات إن عدد المقاتلين الذين انتقلوا فعلياً إلى «طرابلس» 300 عنصر، وكثير من هؤلاء المقاتلين فروا من مناطق التماس مع قوات سوريا الديمقراطية ودخلت محلهم قوات تركية شمال سوريا خوفاً من أن يفر هؤلاء المرتزقة إلى مناطق قوات سوريا الديمقراطية.