خبراء: ربط الزراعة بالصناعة ينهض بالاقتصاد ويجب توطين "الغزل والنسيج" في القرى
صناعة الغزل والنسيج من أهم الصناعات فى مصر
أكد عدد من المعنيين بالصناعات التى تعتمد على الزراعة بشكل مباشر أهمية دور الدولة فى عودة العلاقة الوطيدة بين طرفى معادلة الإنتاج، من أجل إحداث نهضة حقيقية فى اقتصاد الدولة، لافتين إلى أنه مع التقدم العلمى والبحثى أصبح يتم زراعة ما تحتاجه الدول فى الصناعة، لا سيما فى ظل تراجع زراعة الخامات الأساسية التى يُعتمد عليها فى صناعات مهمة مثل الغزل والنسيج، والورق، وصناعة الأدوية.
"إبراهيم": وجود مصانع يساعد على خلق فرص عمل جديدة.. ويمنع الهجرة من الريف
يقول عبدالفتاح إبراهيم، رئيس النقابة العامة للعاملين بالغزل والنسيج، إن صناعة الغزل والنسيج قائمة على الأرض الزراعية، مؤكداً أنه لا بد من إعادة النظر مرة أخرى فى كيفية توطين صناعة الغزل والنسيج بالقرى. وأوضح «إبراهيم»، لـ«الوطن»، أن وجود مصانع للغزل والنسيج داخل القرى، خاصة القرى ذات الكثافة السكانية العالية، يساعد على خلق فرص عمل عديدة موفرة، لأن عمالة الموطن لن تتكلف انتقالات، فضلاً عن أن ذلك يمنع الهجرة الدائمة لأهل الريف إلى الحضر والتى تسببت فى تراجع دور القرية بشكل كبير من منتجة إلى مستهلكة.
وتابع «إبراهيم» أن تجربة توطين صناعة الغزل والنسيج مطبقة بالفعل فى دول عديدة منها الصين والهند، مشيراً إلى أهمية وجود سياسة قطنية دائمة تسمح بزراعة مساحة سنوية ثابتة لضمان توفير الكمية المطلوبة للسوق المحلى والخارجى، واستنباط أصناف سلالات جديدة من قطن قصير ومتوسط التيلة كثيفة الإنتاج، مع وضع سياسة ثابتة لتفعيل صندوق رعاية موازنة أسعار القطن الذى توقف منذ سنوات عديدة حرصاً على عدم وجود فوارق كبيرة فى الأسعار من عام لآخر، الأمر الذى سيضطر الفلاح إلى الإحجام عن زراعة المحصول وتفقد مصر ميزة تنافسية عالمية، والسعى نحو استعاده أسواقنا الخارجية. وشدد رئيس النقابة العامة للعاملين بالغزل والنسيج على ضرورة اتخاذ عدة خطوات خاصة بالإجراءات والتعريفة الجمركية للحفاظ على الخام المصرى والاعتماد على القطن المصرى، قائلاً: «لا بد من إخضاع جميع الواردات والصادرات من الأقمشة والملابس الجاهزة والمفروشات للوزن الفعلى فى ميناء الوصول للواردات أو ميناء التصدير، بالإضافة إلى أهمية رفع قيمة التعريفة للبنود الجمركية إلى 10% بدلاً من 5% فى الغزل والخيوط، ورفعها إلى 30% بدلاً من 10% فى الأقمشة، وأيضاً فى الملابس الجاهزة إلى 40% بدلاً من 30%».، مؤكداً أن «مميزات خواص القطن المصرى مش موجودة فى أى دولة بالعالم»، حسب قوله.
وأكد المهندس مجدى طلبة، رئيس المجلس التصديرى للغزل والمنسوجات والملابس والمفروشات المنزلية، على أهمية وضع سعر قطن عادل، يحقق مكاسب للمزارع، لكى يتم تشجيعه على زراعة القطن فى الموسم. وأوضح «طلبة» أهمية تحقيق الحكومة إصلاحات تتعلق باللوجيستيات وتكلفة النقل وحل مشاكل زراعة القطن المصرى الذى يعد من أجود أنواع القطن فى العالم، قائلاً: «حجم الصادرات المصرية من قطاع المنسوجات ليس جيداً، فهو ثابت ووصل إلى 3 مليارات دولار فى عام 2018، وهو نفس الرقم الذى حققه القطاع عام 2010، وبحساب تحرير سعر الصرف سنجد أن إجمالى الصادرات ليس جيداً»، مضيفاً: نستهدف زيادة الصادرات من المنسوجات إلى 12 مليار دولار عام 2025.
"حمدى": التوسع فى المحاصيل المستخدمة فى الصناعة يعزز المنافسة
من جانبه، قال الكيميائى عماد حمدى، رئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الكيميائية، إنه يفضل للتقدم فى أى صناعة بالعالم أن تكون المادة الخام لها موجودة ولا يتم استيرادها لأن ذلك يساعد على نجاح الدولة بل ويجعل لها القدرة على المنافسة فى الأسعار. وعن رأيه فى حجم صادرات المنسوجات فى مصر، أكد عبدالسلام أمير، رئيس اللجنة النقابية للعاملين بشركة إدفو للورق، أنه لا بد من اتخاذ خطوات جادة من قبَل الدولة للحفاظ على العلاقة الوطيدة بين صناعة الورق واعتمادها على مخلفات قصب السكر، حيث إن ارتفاع سعر المخلفات يجعل مصانع الورق تتجه للاستيراد من الخارج، وهو ما يهدد الصناعة.
"أمير": نستورد المواد الخام ونحن بلد غنى
وأوضح «أمير»، لـ«الوطن»، أن مصانع إنتاج السكر قامت برفع سعر المادة الخام التى تستخدم فى صناعة لب الورق، وهو أمر كارثى لأن مصانع الورق تعتمد بشكل رئيسى على تلك المخلفات، كما أنها مقامة داخل مصانع السكر بغرض تسهيل الإنتاج، لافتاً: «غير معقول أن نقوم باستيراد مواد خام من الخارج، ونحن بلد غنية فى قصب السكر».
وطالب رئيس اللجنة النقابية بضرورة تفعيل اللجنة الفنية لإنقاذ هذه الصناعة والتى سبق أن شكلها مجلس الوزراء، لتطوير هذه الصناعة، وأيضاً تفعيل قرار منح الشركات التى تمتلك مولدات كهربائية ميزة نسبية تتمثل فى خفض سعر الطاقة إلى 3 دولارات للمليون وحدة حرارية والذى لم يتم تفعيله حتى الآن، ما يهدد بغلق هذه المصانع بسبب ارتفاع سعر التكلفة والخامات.