عندما نشرت نجمة البوب اليابانية "إينا ماتسوكا" (Ena Matsuoka) صوراً لها على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن بينها انستجرام، كان هدفها هو زيادة أعداد معجبيها ومشاكرة بعض تفاصيل حياتها اليومية معهم، لكن ما لم تكن تتوقعه المغنية اليابانية الشابة هو أن صورها، التي كانت مجرد صور تقليدية لها في منزلها ومكان عملها، كان يتم فحصها بدقة بالغة من قبل أحد المهووسين، والذي تمكن من الوصول إليها عن طريق تمييز لافتة محطة القطار المقابلة لمنزلها، عن طريق تكبير إحدى صور السيلفي التي نشرتها على صفحتها، وقراءة اسم المحطة من انعكاس اللافتة على عدستي عين الفنانة الشابة، لتكون النتيجة هي انتظاره في تلك المحطة وتعقبه لها ومحاولته التعدي عليها جنسيا أمام باب شقتها.
هذه الواقعة المشهورة، التي أكدت كيف يمكن للصور العادية على وسائل التواصل الاجتماعي أن تكشف العديد من التفاصيل الشخصية عن صاحبها، زادت من مخاوف الكثيرين للتعرض للتعقب والخطف أو الاعتداء أو تعرض منازلهم للسرقة، أو حتى تعرض أطفالهم للاختطاف بغرض طلب الفدية، وهذا دفع بعض الخبراء إلى بيان أبرز التفاصيل التي من الممكن أن يستخدمها المجرمون في فحصهم للصور المنشورة على الإنترنت، والتي نشرتها صحيفة "Daily Mail" الإنجليزية في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني.
بداية، يجب على كل من يخاف من تعرضه للتتبع أو لأي نشاط اجرامي أن يلغي التفعيل الخاص بخاصية تحديد الموقع الجغرافي بالهاتف (Geolocation)، والتي تسمح للهاتف بأن يضيف بيانات الموقع الجغرافي للصور والفيديوهات وبعض الملفات الأخرى عند التقاطها أو إنشائها، يمكن أيضاً أن يتم إلغاء الإذن لاستخدام خاصية تحديد الموقع لكل تطبيق على حدة (Location Access)، بدلا ً من إلغاء الخاصية من جميع تطبيقات وخدمات الهاتف كلية.
ينبغي دائماً مراعاة عدم التقاط الصور التي توضح مداخل ومخارج المنزل، أو التي تظهر فيها الأقفال الموجودة بالأبواب، كما يفضل عدم التقاط الصور في الشرفة أو جوار النافذة بطريقة توضح المعالم والمباني الملاصقة أو المواجهة للمنزل، فهذه من أبرز التفاصيل التي تسمح بتحديد مكان ملتقط الصورة، وقد استخدمها الكثيرون، سواء مجرمين أو خبراء الأمن المعلوماتي، لتحديد الشارع الذي تم التقاط الصورة في أحد مبانيه، وتحديد الجزء الذي يقع فيه المبنى كذلك، ومن الممكن أن يقوم الشخص الذي يفحص الصورة باستخدام خاصية "منظر الشارع"، أو (Street View) كما تسميها شركة جوجل، للحصول على رؤية بانورامية (بزاوية 360 درجة) للجزء المحدد من الشارع، الذي تقع فيه البناية أو المنزل، وذلك لتحديد موقع الشقة أو منزل أو حتى الغرفة أو النافذة التي تم التقاط الصورة منها.
تزداد خطورة الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة لو لم يتم إلغاء خاصية التتبع الجغرافي أو تحديد الموقع الجغرافي (Geolocation)، عندما تظهر أجهزة جديدة باهظة الثمن أو مجوهرات أو أي مقتنيات غالية موجودة في المنزل، كما أن بعض المعلومات المكتوبة في وصف الصور أو الفيديو (Caption) قد تقدم تفاصيل مهمة لمن يفحص الصورة، مثل أسماء الأشخاص الظاهرين في الصورة والمناسبة التي تم التقاط الصورة من أجلها، أو أي أحداث يومية، سواء كانت جيدة أو سيئة، يمكن أن تعطي دليلا للمتتبع على تفاصيل حياة صاحب الصورة أو حياة الأشخاص الظاهرين معه.
لا شك في أن مشاركة صورنا مع أصدقائنا وعائلتنا على مواقع التواصل الاجتماعي يعتبر من الأمور المحببة لكل الناس، لكن لكي نتمكن من تقليل مخاطر التعرض للتعقب وتحديد موقعنا والوقوع ضحية لجريمة سرقة أو اعتداء أو اختطاف، ينبغي مراعاة اتباع تعليمات خبراء الأمن المعلوماتي بقدر المستطاع، فالخطر قد يتهدد أي فرد منا في أي وقت، بدون أي مقدمات أو إنذار.
تعليقات الفيسبوك