الصيادون: أزمات وتحديات وصرخات استغاثة.. والرزق "على الله"
الصيادون
تعاندهم الشباك الخاوية، وتغدر بهم الأمواج الغاضبة فى عرض البحر، يلقون حمولهم وهمومهم على الخالق طمعاً فى كرمه، رغم ما يواجهونه من أهوال، يعودون بالقليل من الرزق الذى لا يكفى لسد الرمق، ما دعاهم إلى الصراخ بين الحين والحين، عل المسئولين ينتبهون لصرخاتهم ووجعهم، دون جدوى. أزمات عديدة باتت تحاصر الصيادين من كل جانب، سواء فى مياه البحيرات أو فى مياه البحر المالح، بداية من ارتفاع تكاليف الرحلات التى تضم السولار وكلفة العمالة والمواد التموينية المستخدمة طوال الرحلة، ومروراً بالمخاطر التى يواجهونها حال قصدهم المياه الإقليمية لأى دولة، فدائماً ما يجرى احتجازهم بدعوى اختراق المياه الإقليمية فيعودون إلى بيوتهم بخفى حنين، إلى جانب إهدار الثروة السمكية فى البحيرات التى صارت مرتعاً لكبار الصيادين يقيمون فيها مزارعهم السمكية وتخرج لنشاتهم الكبيرة لتصطاد الزريعة فتقضى على أمل الصغار فى تحصيل قوت يومهم من البحيرة التى استعمرتها المخالفات، وسط محاولات متواضعة من قبل الأجهزة التنفيذية للقضاء عليها وتطهير المياه من التعديات.
أمام تلك الأزمات ما زال الموقف الرسمى من قبل أجهزة الدولة ساكناً، لم يتحرك لبحث مشاكل الصيادين وأزماتهم التى تسببت فى تراجع المهنة، وابتعاد الكثير من الصيادين عنها ليبحثوا عن مصادر جديدة لجلب الرزق حتى يتمكنوا من الحياة، ما يستدعى إطلاق صرخات استغاثة من قبل كبار الصيادين وشيوخ المهنة، فى محاولة أخيرة لإنقاذها من الغرق.