بدأ عام 2020 بأسبوع ملتهب فى دول شرق وغرب الوطن العربى الذى ترشحه كل التوقعات السياسية ليشهد مزيداً من التوترات داخل الدول العربية وخارجها فى لعبة السيطرة المحمومة بين الشرق والغرب على هذه المنطقة الحيوية فى العالم..
واستمرت فى مطلع العام الجديد حالات الحراك الشعبى العربى فى العراق ولبنان والجزائر والسودان، تزامناً مع الحروب الدائرة فى سوريا والعراق واليمن وليبيا، وتأزم العلاقات والحصار بين دول الخليج وإيران، واندفاع تركيا فى اعتداءات عسكرية استعمارية على سوريا والعراق وليبيا.. وفى خلفية المشهد نجد تصلب سياسات أمريكية ترامبية نهمة لجمع المال وتثير الغضب فى المنطقة ودول الاتحاد الأوروبى والصين وعدة دول فى آسيا وأمريكا الجنوبية. ووسط هذا كله نجد روسيا تسير بسرعة فى طريقها الذى دشنه الرئيس بوتين وتقضم فى هدوء مساحات ومواقع مهمة ومؤثرة على خارطة نفوذ الدول المؤثرة فى منطقتنا العربية حتى أصبحت المرشح الأول لملء الفراغ السياسى والعسكرى والاستراتيجى الذى تفقده أمريكا فى عدة مناطق من العالم مؤخراً كان العالم يترقب فى توتر وخوف تصاعد الصراع والتهديدات بالحرب بين إيران وأمريكا نتيجة اعتراف الأخيرة باغتيال قاسم سليمانى، القائد العسكرى الإيرانى، بعد وصوله مطار بغداد، وقرار حكومة وبرلمان العراق بإنهاء وجود القوات الأجنبية فى العراق.. والرئيس بوتين يزور سوريا ويهدى المسلمين والمسيحيين هدايا رمزية بمناسبة العام الجديد ويشيد بأداء «الأسد» فى إعادة الإعمار، ويذهب «بوتين» فى اليوم التالى لـ«أنقرة» ويفتتح خط الغاز الروسى المار بتركيا إلى أوروبا!! ولم يهتم «بوتين» كثيراً بتصاعد الأزمة بين إيران، حليفته الاستراتيجية، وأمريكا!! كما لم نر موقفاً حاسماً من «بوتين» ضد العدوانية الأردوغانية فى ليبيا وسوريا، وبزنس الغاز هو الأهم!!
والسلاح الروسى أصبح المفضل فى السعودية ودول الخليج ومصر، وتزايد معه النفوذ السياسى والاقتصادى الروسى، ولكن روسيا لا تمانع فى بيع سلاحها لأعداء هذه الدول ومنها تركيا!!
النفوذ الروسى يزداد بطريقة اللعب للمصلحة دون تورط فى الصراعات الحالية إلا بتصريحات تداعب الشعوب ولا تتحول لمواقف حاسمة.. وروسيا تكسب وتتوسع وأمريكا تتراجع والعرب يدفعون الثمن فى كل الحالات.. لنا الله.. والله غالب.