شيخ عموم المقارئ: "الشيخ سيد" عملاق القراءة وأحد مؤسسى المدرسة المصرية فى التلاوة
الشيخ محمد صالح حشاد
قال الشيخ محمد صالح حشاد، نائب نقيب المقرئين شيخ عموم المقارئ المصرية، إن الشيخ سيد النقشبندى صاحب مدرسة الصوت الكروان، وأبرز من ابتهلوا ورتلوا وأنشدوا التواشيح الدينية، فرغم كونه قارئاً متميزاً جداً، ومن القراء العظام فى مدينة طنطا، إلا أنه كان «أقوَل» الناس وأصفاهم فى المديح.
بصفتك شيخ عموم المقارئ المصرية.. كيف تابعت الشيخ «النقشبندى»؟
- الشيخ سيد عملاق من عمالقة القرآن الكريم ومن المنشدين والمداحين العظام، فهو تربع على عرش الإنشاد الدينى، ورجل من الصالحين صوفى الهوى، ووالده وجده من كبار رجال الطريقة النقشبندية الصوفية، وكان الشيخ سيد مداحاً للرسول الكريم، وقارئاً عظيماً للقرآن الكريم، وكنت أجلس فى بيته بجوار مسجد القصبى فى طنطا، مع الشيخ عبدالله شلبى والشيخ محمد غازى والشيخ محمود غباشى، وكان الشيخ سيد مضيافاً لا يبخل على أحد.
الشيخ حشاد: صاحب مدرسة "الصوت الكروان" وأبرز من ابتهلوا ورتلوا
وهل اشتهر كمقرئ بنفس درجة شهرته كمبتهل ومنشد ومداح؟
- الشيخ قارئ متميز جداً وكان يجوب الأقاليم لإحياء مناسبات دينية فيقرأ القرآن ويبتهل، لكنه كان مبتهلاً عظيماً، فصوته القوى المتميز هزّ وجدان المسلمين، وآذان الملايين تستمع له عبر الإذاعات، وقلوبهم معلقة به، خاصة فى شهر رمضان، فهو واحد من أبرز من ابتهلوا ورتلوا وأنشدوا التواشيح الدينية فى العصر الحديث، وهو صاحب مدرسة الصوت الخاشع، والكروان، لما يتميز به من المشاعر والوجدان، فكان الشيخ يملأ الدنيا مديحاً فى النبى الكريم، كما ملأ الدنيا قراءة للقرآن الكريم، وترك لنا تراثاً للمديح والابتهال والإنشاد نستمتع به حتى الآن، فالشيخ سيد كان فى مديحه لرسول الله أجود وأفضل، والمديح ليس كالقرآن، فثمة أحكام تجويد وتلاوة يلتزم بها، أما الإنشاد فإن طال منه المد أو قصر لا يعبأ بذلك لأن المديح لا يدخل له أحكام، والشيخ سيد كان يبدع فى قراءة القرآن والمديح لذلك كان «أقوَل» الناس وأصفاهم فى المديح.
علاقة الشيخ بأهل الموسيقى.. كيف تراها؟
- أهل الموسيقى كانوا ينظرون للشيخ سيد نظرة إعجاب وقالوا إنه فى «الجوابات» يقارب السيدة أم كلثوم، وفى إحدى المرات طلبت كوكب الشرق لقاءه واستمعت له ولمديحه وأثنت عليه، واستطاع أن يخرج لنا مجموعات من الابتهالات التى لا تزال محفورة فى نفوس المصريين والعالم العربى والإسلامى، والشيخ قام بتسجيل مجموعة من الابتهالات الدينية التى لحّنها كل من محمود الشريف وسيد مكاوى وبليغ حمدى وأحمد صدقى وحلمى أمين.
كيف أثر الشيخ النقشبندى فى المدرسة المصرية القرآنية؟
- المدرسة القرآنية المصرية هى الأساس وهى من علمت العالم القراءات المجودة، فلم يكن يعرفها العالم سوى من القراء العظام بمصر ومنهم المشايخ محمد رفعت والشعشاعى والبهتيمى ومصطفى إسماعيل والنقشبندى وعبدالباسط عبدالصمد ومحمود على البنا، فهؤلاء يشكلون مدرسة حقيقية نشرت القراءة المجودة بجميع أنحاء العالم، وفى هذه الذكرى نقول له يا شيخ سيد أنت باقٍ بيننا بمدحك لرسول الله وقراءتك لكتاب الله، وهذا المديح هو من جعلك تتربع على قلوب المسلمين.