أصحاب محلات: مطمئنون على بضاعتنا لأن الكاميرات تسجل 24 ساعة
أبانوب وصابر
حكايات المواطنين مع الجرائم التى تشهدها الشوارع وتلتقطها كاميرات المراقبة لا تنقطع، خصوصاً حوادث السرقة، وهنا يظهر دور الكاميرات فى تتبع المجرمين أو إمداد الشرطة بالفيديوهات لمساعدتها فى التوصل إلى الجناة.
"صابر": ركّبتها فى المحل بعد تعرضه للسرقة
سرقة بضاعة من محله قبل عام مضى أجبرت «صابر سلامة»، صاحب سوبر ماركت بمركز العياط، التابع لمحافظة الجيزة، على شراء كاميرات مراقبة وتركيبها داخل وخارج المحل، ويحكى أنه فى يوم السرقة لم يكن بالمحل وكان ابن عمه يقف مكانه داخل السوبر ماركت، ودخل وقتها شابان المحل لشراء احتياجاتهما، ورأتهما والدة «صابر»، التى كانت تقف خارج السوبر ماركت، يسرقان ما تصل إليه أيديهما فى غفلة من ابن عمه، قائلاً: «أمى شافتهم وهى واقفة بره المحل ومارضتش تتكلم عشان ميحصلش مشاكل، لكن هى كلمتنى بعدها بـ10 دقايق، وقالت لى على كل اللى حصل، والموضوع ده بصراحة استفزنى واتضايقت جداً، ونزلت تانى يوم اشتريت الكاميرات وركبتها علشان لو الواقعة اتكررت يكون معايا دليل ضد اللى سرقنى».
واقعة سرقة أخرى وقعت داخل محل «صابر» ولكنها كانت بعد تركيبه للكاميرات بأسابيع قليلة، حيث جاء شاب لا يعلم بوجود الكاميرات فى توقيت الفجر لشراء ما سيتناوله فى وجبة الإفطار، حسبما أوضح، متابعاً: «كنت بجيب حاجة من على الرف وسمعت صوت خربشة ورايا، وعرفت وقتها إن فيه حاجة غلط حصلت، واستنيت لحد ما خرج وجريت على الكاميرات عشان أشوف اللى حصل»، مؤكداً أنه رآه يسرق بعضاً من الحلوى، وأنه اتجه إليه فى منزله بعد ذلك، «مرضتش أحرجه أو أحطه فى موقف وحش، وقلت له انت شكلك نسيت تحاسبنى وفضل ينفى لحد ما شاف الفيديوهات بنفسه»، وأوضح «صابر» أن الشاب قرر محاسبته على ما حصل عليه، ولم يأت إلى المحل مرة أخرى، «اللى يسرق مرة حاجة صغيرة ويلاقى إن الموضوع متساب بكرة بيتشجع ويسرق حاجة أكبر».
الموقف الأخير الذى حدث فى الفترة الماضية كان سرقة إحدى الدراجات البخارية، يمتلكها أحد الجيران، من أمام سوبر ماركت مُجاور لمحل «صابر»، موضحاً أنهم قاموا بمراجعة كاميرات المراقبة عقب مرور أقل من 10 دقائق على واقعة السرقة، وتم التعرف على وجهة المجرم المُلثم وتتبعوه، حتى وصلوا إلى الموتوسيكل فى الطريق بمفرده: «مش عارفين اللى سرقه ده ليه سابو فى الطريق وهرب من غيره، ممكن يكون خاف إننا جايين وراه لكن المهم إننا لقيناه بسبب كاميرا المراقبة»، مؤكداً أنهم أصبحوا لا يستطيعون الاستغناء عن كاميرات المراقبة، لأنها أصبحت أساسية وتكشف الكثير من الجرائم سواء داخل المحلات أو خارجها فى الشارع، لأنها مفتوحة على مدار الـ24 ساعة.
"أبانوب": اكتشفت أن الزبون سرق الموبايل من مكتبى ووضعه فى جيبه
وفى منطقة الظاهر كان لـ«أبانوب مسعود»، 26 عاماً، مدير مخزن بإحدى الشركات، حكاية هو الآخر مع السرقات وكشفتها له كاميرات المراقبة، التى وضعها داخل وخارج محل والده لبيع مستلزمات المنزل والأجهزة الكهربائية منذ عام تقريباً، يحكى «أبانوب» أنه منذ حوالى 4 أشهر كانت والدته تقف بالمحل برفقة شابة تساعدها فى أعمالها، ودخل رجل يرتدى بذلة سوداء وفى يديه ميدالية مفاتيح سيارة منتحلاً شخصية طبيب جاء إلى المحل من أجل تجهيز عيادته وشراء مراوح، وعندما لاحظ أن المراوح موجودة فى آخر المحل ومفروشات السرير فى أوله، طلب منها رؤية المفروشات ليشتريها لمنزله، وأثناء انشغال والدته فى المراوح والشابة فى المفروشات، غادر الرجل المحل بحجة أنه سيأتى بالعربية أمام المحل واختفى تماماً، قائلاًً: «بعد ما الراجل مشى ماما ملاقتش الموبايل بتاعها اللى كانت سايباه على المكتب قدامها، وماكانش حد دخل بعده فى الوقت ده فشكينا فيه».
راجع «أبانوب» فيديو كاميرات المراقبة مع والدته، اكتشف أن الرجل بالفعل سحب الموبايل من على المكتب ووضعه فى جيب الجاكيت الذى كان يرتديه، حسبما أوضح، قائلاًً: «هو شاف شاشة الكاميرات مقفولة وتقريباً افتكر إن الكاميرات مش شغالة»، مشيراً إلى أن الكاميرا أظهرت شكله وملامح وجهه جيداً، وأكد أنه لم يكن يعرف تلك الشخصية ولم يُحاول الذهاب إلى قسم الشرطة لأن الموبايل كان قديماً وإذا باعه السارق فلن يحصل على مبلغ أكبر من 500 جنيه، بالإضافة إلى أنه يرى أن الشرطة لن تستطيع القبض على الشخص من خلال صورة له فقط على الفيديو.
واختتم الشاب العشرينى حديثه موضحاً أن كاميرات المراقبة مهمة للغاية فى الشارع، وتظهر ما حدث من جرائم أو مشادات عنيفة بالشوارع، وأنه يجب على جميع أصحاب المحلات تركيبها داخل وخارج محلاتهم، قائلاً: «المشكلة بس إن الكاميرات اللى بتصور بجودة عالية بتبقى تكلفتها مرتفعة أوى على أصحاب المحلات، وفيه محلات بتسترخص فى الكاميرات عشان بس تمشى التراخيص بتاعة المحل».