انفجارات وقتل وسرقة وانتحار.. «كاميرات المراقبة» شاهد ملك فى كشف تفاصيل الجرائم وملاحقة الجناة
كاميرات المراقبة رصدت حادث معهد الأورام أثناء حدوثه
رصدت كاميرات المراقبة على مدار السنوات الماضية عدداً من الحوادث التى تنوعت بين انفجارات وحوادث قتل وسرقة ووقائع انتحار، سجلت الكاميرات المثبتة فى الشوارع تفاصيل الحدث، وبعض الفيديوهات كانت هى بداية الخيط والشاهد الملك والبطل الرئيسى فى الكشف عن هوية المجرم وتوثيق فعلته التى ترتب عليها صدور الأحكام فى ساحات المحاكم، فيما كانت التسريبات الصادرة عن كاميرات المراقبة فى بعض الأحيان لا تقل بشاعة وأذى نفسياً لمشاهدها.
"الوطن" ترصد أبرز فيديوهات حوادث شهيرة على "السوشيال ميديا"
«الوطن» رصدت أشهر الحوادث التى سجلتها عدسات كاميرات المراقبة وردود الأفعال الناتجة عن إذاعة أو تسريب الفيديوهات الخاصة بها، ففى منتصف فبراير الماضى رصدت كاميرات المراقبة الإرهابى الذى حاصرته قوات الأمن فى منطقة الدرب الأحمر بمحافظة القاهرة، قبل أن تنفجر إحدى العبوات الناسفة التى كانت بحوزته، وأظهرت كاميرات المراقبة الإرهابى وهو يستقل دراجة ويغطى وجهه كاملاً بكمامة، مرتدياً «كاب» على رأسه ويحمل حقيبة ظهر، وباءت محاولة الإرهابى لخداع الكاميرات بالفشل، حيث ساعدت الصور التى التقطت له أثناء تجوله فى شوارع القاهرة، رجال المباحث فى رصده وتتابعه، حتى نجحوا فى ضبطه ومحاصرته، قبل انفجار العبوة الناسفة.
كاميرات المراقبة كانت حجر الأساس عندما كشفت فى مطلع أغسطس من نفس العام نوع السيارة التى تسببت فى انفجار معهد الأورام، وأظهر الفيديو الذى نشرته بعض وسائل الإعلام، لحظة انفجار السيارة التى تسببت فى الحادث، ومن ثم إعلان وزارة الداخلية فى بيان رسمى أنّ الانفجار نتيجة تصادم إحدى السيارات الملاكى بثلاث سيارات أخرى أثناء محاولة سيرها عكس الاتجاه، وأن السيارة كانت بداخلها كمية من المتفجرات أدت لحدوث الانفجار لحظة التصادم. فيما ساهمت الكاميرات فى ضبط محمود رمضان، الجهادى المتهم الرئيسى فى جريمة إلقاء 4 أطفال من أعلى سطح أحد العقارات فى الإسكندرية عام 2013، ومن ثم الحكم عليه بالإعدام شنقاً.
وأثارت بعض الفيديوهات التى تم بثها عبر مواقع التواصل الاجتماعى أو تسريبها من الكاميرات، حفيظة عدد كبير من المواطنين الذين انتقدوا نشر مقاطع الحوادث والانتحار ومشاهدة عدد كبير من الأشخاص لها، ومن أشهر الحوادث التى لاقت انتشاراً كبيراً الفيديو الذى تم نشره منتصف الشهر الماضى بتخلص شاب يدعى «إسلام»، سائق «توك توك»، من حياته، شنقاً فى بث مباشر على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، بعدما صنع مشنقة داخل غرفته فى شقة بمنطقة السلام، بالإضافة إلى تسريب فيديو من كاميرا للمراقبة أثناء حادث السكة الحديد فى محطة مصر برمسيس خلال فبراير الماضى وأظهرت الكاميرات عدداً من المواطنين يحاولون الفرار بعد اشتعال النيران فى أجسادهم.
آخر الفيديوهات التى تم تسريبها من إحدى الكاميرات ونشر على نطاق واسع، كان فيديو انتحار طالب الهندسة وهو يلقى بنفسه من أعلى برج القاهرة، فى مشهد حبس أنفاس الجميع.
وعلق الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى، على ما يترتب على نشر هذه المشاهد من الناحية النفسية بالقول إن نشر فيديوهات حوادث الانتحار يؤثر على مشاهديها بشكل كبير، وخصوصاً الأفراد الذين يعانون من اكتئاب أو لديهم ميول وأفكار انتحارية، مشدداً على أهمية التوعية النفسية لأن من شأنها المساهمة فى عزوف الأشخاص عن مشاهدة هذه الفيديوهات.
"فرويز": نشرها يؤثر سلبياً على المكتئبين
وأشار إلى أن مشاهدة هذه الفيديوهات تزيد من رغبة المكتئبين فى الانتحار، ويسعون لتقليدها وكأنه أمر بسيط، مضيفاً أن استقبال الأفراد للفيديوهات التى تبث عبر مواقع السوشيال ميديا تختلف باختلاف الجينات الوراثية لكل منهم، فالبعض يصاب بصدمة تعرضه لاكتئاب شديد يدفعه لسؤال نفسه عدة أسئلة، فيما يشعر البعض الآخر باللامبالاة أثناء مشاهدته لها، وتابع: «فيه ناس بتكفَّر المنتحر وبتكتب تعليقات على السوشيال ميديا تتهمه بقلة الإيمان والبعد عن الله، لكن ده أكبر غلط لأنهم مرضى نفسيون والمريض ليس عليه أى حرج».