ركود في سوق الدفايات في شارع عبدالعزيز والتجار: "مش عارفين نصرّف البضاعة"
أحد الباعة بشارع عبدالعزيز إلى جانب بضاعته
يشهد شارع عبدالعزيز فى منطقة العتبة ركوداً فى حركة بيع وشراء الدفايات الكهربائية، على الرغم من اشتداد موجة الصقيع التى تتعرض لها البلاد فى الفترة الحالية. وأرجع التجار تلك الحالة التى تشهدها سوق الدفايات إلى الحالة الاقتصادية التى تمر بها بعض الأسر، وذهب آخرون إلى القول بأن هناك بعض الحملات على مواقع التواصل الاجتماعى للحد من استخدام الدفايات لما لها من أضرار كما يزعمون، مشيرين إلى أن لكل شىء أضراره إذا لم يتم استخدامه بالشكل الأمثل. المواطنون بدورهم أكدوا أنهم قرروا عدم الاستعانة بالدفايات هذا العام نظراً للبرودة الشديدة، الأمر الذى بدوره سيدفعهم إلى زيادة عدد ساعات تشغيل تلك الدفايات، مما يؤثر بشكل كبير على فاتورة الكهرباء، إلى جانب ما تسببه الدفايات من بعض الأمراض الصدرية.
شارع طويل ممتد يقف على ناصيته عدد من الشباب، يتحدثون عن الحالة التى وصل إليها سوق الأجهزة الكهربائية بشارع عبدالعزيز، والذى كان يعج سابقاً بالزبائن، محمد نور، ٢٨ سنة، بائع، يقول إنه لم يرَ منذ عمله بالسوق حالة ركود كتلك التى يشهدها الشارع حالياً: «الوضع صعب ومفيش ناس بتشترى، رغم إن الجو تلج، لكن مفيش إقبال على الدفايات وده موضوع غريب، لأننا فى بداية الموسم توقعنا إن عدد الدفايات اللى هنبيعها هيكون كبير جداً، بعدد يفوق السنين اللى فاتت».
وأمام أحد محلات الأدوات الكهربائية جلس عدد من العمال ينتظرون مرور المواطنين حتى يقوموا بمحاولة جذبهم إليهم للشراء، ولكن تلك المحاولات باءت بالفشل نظراً لخلوّ الشارع من المواطنين.
بملابس مهندمة وثقيلة تشير إلى شعوره بالبرد الشديد، يجلس محمد شعبان، ٢١ سنة، بائع، على كرسى خشبى بجوار عدد من الدفايات ذات الماركات المختلفة، يقول «شعبان» إنه يعمل فى السوق منذ أربع سنوات ولم يرَ ركوداً مثل هذا، حيث يشير إلى أن الأربع سنوات السابقة شهدت حركة بيع وشراء كبيرة: «البرد السنة دى شديد ومع ذلك مفيش ناس بتشترى أصلاً». ويشير البائع إلى أن العام الماضى شهد إقبالاً كثيفاً من المواطنين على الشراء: «كنت جايب ٢٥٠ دفاية، واتباع منهم أكتر من ٢٣٠، لكن دلوقتى مش عارف أبيع ٥٠ دفاية حتى، كنت ببيع بـ٣٠ ألف جنيه فى الموسم الواحد، دلوقتى مش عارف أصرّف ربع البضاعة اللى عندى، علشان كده لغيت كذا أوردر جديد، مالهمش لازمة عندى».
بائع: الأسعار قلّت عن السنة اللى فاتت.. وهناك ثلاثة أنواع من الدفايات أحدثها يعمل بالبخار
وعن أنواع الدفايات يقول «شعبان» إن هناك أنواعاً متعددة من الدفايات، منها ما هو «شمع» وآخر «زيت» ونوع ثالث يقول البائع عنه إنه يدخل مصر لأول مرة وهو الهوائى، الذى يعمل بالمياه، حيث يتم تسخين المياه الموجودة فى خزان جانبى فى الدفاية مما يتسبب فى تصاعد الأبخرة الدافئة: «الأسعار قلّت كتير عن السنة اللى فاتت، الدفاية ٢ شمعة بـ٨٠ جنيه، بفرق سعر أقل ٢٠ جنيه عن السنة اللى فاتت، و٣ شمعة بـ٣٢٠ جنيه، وفرق السعر ١٠ جنيه عن الموسم اللى فات، وفيه دفاية ٤ شمعة وسعرها ٢٥٠ جنيه»، مشيراً إلى أن قدرة دفايات الشمع على تحمل عوامل الزمن تعد ضعيفة بالمقارنة بدفايات الزيت والتى تعمل حتى ثلاث سنوات.
ويقول صلاح المنوفى، ٢٧ سنة، من المنوفية، إنه يعمل فى السوق منذ ١٢ سنة ويعرف جيداً أن سوق الدفايات لا يمكن الحكم عليه فى بداية الموسم، ولكن لأنها من السلع غير القابلة للبوار فإنها تظل محتفظه بأهميتها طوال الموسم: «أول ما جيت اشتغلت هنا، كان السوق فيه حركة والدنيا ماشية لكن دلوقتى زى ما بننزل زى ما بنطلع»، ويشير «المنوفى» إلى أن الاعتماد على وسائل التدفئة القديمة لم يعد متاحاً لدى الكثيرين نظراً لأنها تحتاج إلى مساحات معينة ولا تصلح لجميع الأماكن: «الناس بتفضّل دفايات الزيت أكتر لأن عمرها طويل وممكن تفضل شغالة لحد سنتين وتلاتة، ودى أسعارها بتبدأ من ٨٠٠ لحد ١٠٠٠ جنيه، فيه منها ٧ ريشة وسعرها ٨٠٠ جنيه، وفيه ٩ ريشة وتمنها ٩٥٠، و١١ ريشة وسعرها ١٠٠٠ جنيه».
بينما يشكو أحمد حسين، ٢٦ سنة، بائع، من ارتفاع أسعار الإيجارات بشكل يعتبره استفزازياً نظراً لركود حركتى البيع والشراء فى السوق: «الأقاليم بقى موجود فيها دفايات بالقسط، علشان كده مابقاش حد ييجى الشارع من الأقاليم».
ويقول حمادة موسى، ٣٢ سنة، من أشمون بمحافظة المنوفية، إنه يعمل فى بيع الدفايات من ٩ سنوات، وعلى دراية بأنواعها المختلفة، حيث يشير إلى أن هناك دفاية كربون تعمل بالكهرباء من خلال تسخين الكربون بداخلها عن طريق سلك حرارى: «سعر ٢ شمعة متحركة منها ٧٥٠ جنيه، وفيه العمودى منها بـ١٨٥٠، لكن لها زبون معين».