القاهرة والجيزة: الميكروباص يقطّع المسافة.. وسائقون: اللي مش عاجبه ينزل
جمال والسيد
«اللى مش عاجبه ينزل».. جملة اعتاد سائقو الميكروباصات على الرد بها على الركاب المعترضين على دفع الأجرة مرتين أو ما يُعرف بـ«تقطيع المسافة»، إذ اشتكى عدد من المواطنين من تعرضهم لجشع سائقى الميكروباصات يومياً، خاصة بموقفى «ميدان الجيزة»، و«عبدالمنعم رياض»، مطالبين بضرورة الرقابة الشديدة على أجرة الميكروباصات.
"سيد": السائق يطلب أجرة إضافية فى منتصف الطريق.. و"منال": "ركوب محطة زى 10 بأجرة موحدة"
على رصيف ميكروباصات «الجيزة - حلوان» داخل ميدان الجيزة، وقف محمود سيد، 35 عاماً، موظف، يشكو من معاناته عند ركوبه الميكروباص، لأن السائقين يحصلون الأجرة مرتين: «السواق مفروض إنه بيحمل من حلوان للجيزة أو العكس بـ5 جنيه، لكن بييجى عند المعصرة أو المعادى بيحمل بأجرة تانية 2 جنيه لباقى المشوار، يعنى المشوار يبقى بـ7 جنيه بدل 5»، وأضاف «محمود» أن تقطيع المسافة يتسبب فى مشاجرات يومية بين الركاب والسائقين تنتهى بجملة اعتاد السائقون على قولها للركاب فى تلك الموقف: «اللى مش عاجبه ينزل»، «السواقين عندهم هتركب محطة زى 10، الأجرة واحدة».. بهذه الكلمات بدأت منال عيد، فى أواخر الثلاثينات، موظفة من الهرم، شكواها من سائقى الميكروباصات وتقول: «كل يوم وأنا رايحة الشغل بدفع مواصلات أكتر من 15 جنيه، مع إن المسافة بينى وبين الشغل ما تتكلفش كل المصاريف دى»، وتستقل «منال» ميكروباصاً من منطقة الهرم إلى الجيزة، كى تأخذ المترو إلى محطة أنور السادات، ومن ثم تركب ميكروباصاً آخر يصل بها إلى مقر عملها: «الميكروباص مش بركبه من الموقف بتاعه، بركب محطتين، وبدفع أجرة زى اللى راكب من الموقف لآخر الخط». وبملابس مهندمة، وقفت ثناء عطية، فى العقد الرابع من عمرها، ربة منزل، تقطن بمنطقة المظلات، أمام موقف عبدالمنعم رياض، منتظرة قدوم ميكروباصات «المؤسسة»، تقول: «ساكنة فى المظلات، لكن أوقات باجى أزور أختى ساكنة قريب من التحرير، وبركب ميكروباص من عبدالمنعم رياض للمؤسسة، وبدفع أجرة 3 جنيه إلا ربع، وهى أجرتها لموقف المؤسسة 3 جنيه، يعنى بركبها محطتين زيى زى اللى بينزل آخر الخط»، وتابعت «ثناء» بقولها: «لما بسأل السواق ليه أدفع الأجرة بفرق ربع جنيه، يرد عليا يقول لى احمدى ربنا إنى ما خلتكيش تدفعى الأجرة كاملة».
على بعد خطوات قليلة من «ثناء» وقف جمال على، 47 عاماً، «أعمال حرة»، يقطن بمنطقة «دوران شبرا» يقول: «بركب ميكروباص دوران شبرا بـ4 جنيه، لكن السواق بييجى عند خلوصى ويطلب أجرة تانية 2 جنيه عشان يكمل المشوار»، مضيفاً أنه يضطر إلى دفع الأجرة مرتين، كى يقوم بمشاوير عمله، التى تجبره على التنقل من مكان لآخر: «أنا أرزقى ماليش مكان ثابت بشتغل فيه، وتقطيع المسافات مش بس فى خط شبرا، فيه خطوط كتير بتعانى من نفس المشكلة».
فى المقابل، قال حمدى سيد، ٣٤ عاماً، سائق ميكروباص، بموقف ميدان الجيزة، إن تقطيع المسافات انتشر مؤخراً بسبب ارتفاع أسعار البنزين والسولار، على حد قوله: «إحنا ما بنغصبش على الركاب إنهم يدفعوا، اللى يقدر يدفع بيدفع، واللى ما بيقدرش بنقول له ينزل»، مضيفاً أن تقطيع المسافات يكون فى فترات معينة من اليوم، والتى يكثر فيها عدد الركاب: «الصبح بدرى وبالليل متأخر بيكون الناس كتير، وبتبقى عاوزة تروح شغلها فبتدفع، لكن لو مش مستعجلين بيرفضوا وبيتخانقوا معايا».