النبش بين أكوام القمامة بحثًا عن ألواح الخشب القديمة وقطع الأثاث البالية أمر غريب للمارة من حوله لم يعير لها بهاء اهتماما، ملابسه المنسقة ورائحة عطره الفائحة لا تتناسب مع ما يفعله، ولكن غايته أهم وحلمه أعظم من كل هذا، كلما عثر على قطعة تصلح لاستخدامها احتفظ بها في حقيبته التي خصصها لذلك، يعود بها إلى بيته فتتحول بعد إعادة تدويرها في غضون ساعات قليلة إلى لوحة فنية يتسابق الجميع على شرائها لايعلمون حقيقة أنها قطعة خشب مهملة وسط أكوام القمامة الملقاة وسط الطريق.
طوال سنوات دراسته الأربع في كلية التربية النوعية قسم التربية الفنية بجامعة عين شمس، وبعد تخرجه وعمله كمدرس في أحد المعاهد، لاحظ الشاب بهاء محمد عدم استطاعة الكليات والمعاهد توفير كافة النفقات للطلاب لإبداع لوحات فنية ومجسمات، فقرر أن يتجه إلى"النبش" في القمامة لجمع قطع الخشب الصالحة وألواح الكارتون القديمة، وحسب روايته، تمر تلك القطع بمراحل تنظيف وتطهير وصنفرة حتى تأتي مرحلة الدهان والرش ليبدأ الرسام خط ملامح لوحته عليها.
بهاء: تمر قطع الخشب بمراحل إعادة تدوير لتنظيفها ثم يبدأ في الرسم عليها
ساعات طويلة يقضيها الرسام العشريني منعزلا عن الجميع في غرفته التي حولها إلى مرسم تنتشر في أرجائها زجاجات الألوان وأحجام مختلفة من الفرشاة، وحسب روايته لـ"الوطن" يرسم لوحاته كلها بخامات ذات تكاليف قليلة ينبهر بها الجميع وتدر عليه دخلا يساعده بجانب راتبه الذي لم يتجاوز الـ700 جنيه.
الرسم على الخشب المجمع من أكوام القمامة ليس الأمر الوحيد الذي يوظف به بهاء موهبته الفنية، بل يدعم أعماله الفنية بقطع البلاستيك والزجاج أحيانا، استوحى ذلك من إحدى المعلمات من زملائه بالعمل، اعتادت جمع قطع الكارتون والخشب ف الملقاة لإعادة تدويرها واستغلالها في التدريب العملي للطلاب.
تعليقات الفيسبوك