رئيس "هيئة الكتاب": استراتيجية للتحول إلى مؤسسة لصناعة الثقافة
هيثم الحاج
قال الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، إن معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام يشهد لأول مرة إصدار مشروع «رؤية» الذى يعتبر مشروع دولة لمواجهة الأفكار الظلامية.
هيثم الحاج على: نجلى ألهمنى إصدار سلسلة "ما" لتقديم نبذة عن المعارف الكبرى للنشء
وأضاف، فى حواره لـ«الوطن»، أن استراتيجية هيئة الكتاب تهدف لتحويلها لمؤسسة لصناعة الثقافة وليست هيئة للكتاب فقط كما هو متعارف عليه، مؤكداً أن مشاركة الهيئة فى معارض الكتاب الدولية لن تكون شرفية بلا هدف بعد اليوم. ولفت رئيس هيئة الكتاب إلى أن الهيئة تسعى حالياً لاستعادة الدور المهم لمكتبة الأسرة فى التوعية، وكذلك الاهتمام بالترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى.. وإلى نص الحوار:
"رؤية" مشروع دولة لمواجهة التطرف والأفكار الظلامية بمشاركة "الثقافة والأوقاف والأزهر"
ما جديد معرض القاهرة الدولى للكتاب من إصدارات هذا العام؟
- نصدر هذا العام سلسلة «رؤية» وهى نتاج مشروع ضخم تشارك فيه عدة جهات، بمشاركة وزارة الثقافة، مثل الأزهر ووزارة الأوقاف، والهدف الأساسى له هو تصحيح المفاهيم المغلوطة على المستويين الدينى والفكرى وغيرهما ونستهدف أن يكون هناك إصدار مطلع كل شهر، وبحلول معرض الكتاب سيكون هناك 5 إصدارات من السلسلة، وسيتم مناقشة أفكارها فى ندوة موسعة بمعرض الكتاب، والسلسلة ستكون بحجم صغير وتستهدف الجمهور العام، خاصة النشء وطلبة الجامعة والخريجين، لأننا فى حاجة ماسة لتصويب الأفكار الدينية والعلمية والثقافية والمغلوطة، فى ظل وجود شبكات ووسائل تواصل تصدير أفكار فاسدة طوال الوقت.
كما أصدرت الهيئة سلسلة «ما» التى نستكتب فيها كبار الكتاب لتعريف المعارف الكبرى ونستهدف فيها النشء من 14 إلى 16 سنة، وهدفنا أن يكون لديهم فى هذه السن المبكرة إلمام بالمعارف المختلفة والهدف الأهم منها أن يكون لدى أبنائنا فى الثانوية العامة معرفة تؤهلهم لاختيار ما يناسبهم وما قد يكون مجهولاً لهم، فبدلاً من أن يحدد لهم مكتب التنسيق مصيرهم سيختارون ما يناسب معارفهم، وبذلك نساعد فى تغيير الفكر السائد، وهذه الفكرة جاءتنى من تأثرى بابنى وهو فى الصف الثانى الثانوى عندما كان يسألنى عن أمور معرفية عديدة، وهنا اكتشفت أن بعض المعارف قد تكون خفية على أبنائنا، وكانت البداية واخترنا لها شكلاً بسيطاً مكتوباً بخط يدوى لوضع هويتنا فى الغلاف ولكن بشكل غير مباشر وبطريقة جمالية، وستكون لدينا مكتبة من 100 عنوان بأسعار من 3 إلى 5 جنيهات وستكون لدينا مكتبة كاملة لهذه السن من 200 إلى 500 جنيه، ونهدف من تلك السلسلة إلى بناء الشخصية، فالعلوم الإنسانية جدار واقٍ ضد التطرف، لذا لا نجد فى الجماعات المتطرفة مفكراً أو أديباً.
نحاول استعادة الدور المهم لمكتبة الأسرة.. وأصدرنا هذا العام 20 عنواناً بأسعار رمزية لجذب الشباب
فى ظل ما نشهده من غزو لمواقع التواصل الاجتماعى هل ترى أن الشباب ما زال يؤمن بالقراءة؟
- مبيعات الكتب بمعرض القاهرة الدولى للكتاب تقول إن الشباب ما زال يؤمن بالقراءة، وللمرة الأولى يؤكد الناشرون أنهم ربحوا أربعة أضعاف كل سنة، رغم أن المعرض انتقل إلى مكان كانوا يظنون أنه سيشكل خسارة لهم، ما يؤكد أن الشباب لا يزال مقبلاً على الكتب لكن يحتاج لمن يوجهه. والحقيقة أن بعض دور النشر خلقت عالماً موازياً للقراءة استفاد منها الشباب لأنها تفهمت احتياجاته والكتابات التى يفضلها، فمثلاً كتاب أحمد يونس باع 40 ألف نسخة بمعرض الكتاب العام الماضى، وأنا على يقين أن هناك مرحلة مررنا بها جميعاً تمثل الانتقال من كتب الأطفال إلى كتب النشر المؤسسى وهى بمثابة جسر، وكانت مكتبة الأسرة هى السبيل لذلك بنشرها كُتباً تناسب تلك الفترة العمرية، ونحن نحاول أن نعيد لمكتبة الأسرة دورها لذا نصدر 20 عنواناً من مكتبة الأسرة هذا العام منها عناوين «رسالة الغفران وبدائع الزهور وأوراق جمال عبدالناصر» وغيرها بأسعار رمزية فى محاولة لاستقطاب الشباب.
هل نستطيع القول إن الهيئة أصبح لها رؤية جديدة؟
- ما نعمل عليه حالياً استراتيجية تقضى بأن تكون هيئة الكتاب مؤسسة لصناعة الثقافة وليست هيئة لمعرض الكتاب فقط كما هو متعارف عليه، ولن تكون مشاركاتنا فى معارض الكتاب الدولية شرفية بلا هدف بل ستكون لنا دراسة حالة لكل معرض قبل المشاركة فيه وقياس الاستفادة التى ستعود على قطاع الثقافة المصرى من تلك المشاركة
والترجمة هى هدفنا فى تلك المرحلة وأن تكون من العربية إلى اللغات الأخرى، ولدينا هدف نفعى لعمل مشروع ترجمة دولى من العربية وهو ما تم فى معرض صربيا الذى شهد للمرة الأولى إصدار كتاب مُترجم من العربية إلى الصربية، وهو ما تم فى سلسلة «ذاكرة الفنون» بإصدار كتب مختصرة، نصفها عربى ونصفها إنجليزى وفى المنتصف كتالوج صور.
وفى فرانكفورت بدأنا الحديث عن مهنة صناعة النشر واتفقنا على أن نكون ضيف شرف معرض فرانكفورت 2026 استجابة لما عرضناه من شراكات موسعة، وبعد نجاح المعرض فى دورته الـ50 من حيث إمكاناته الضخمة والديكورات والاحتفالات، نجحنا أن نكون ضيوف شرف فى الجزائر والمغرب والأردن وصربيا وكينيا وبوركينا فاسو.