تائه ومترقب وغير ثابت.. ماذا تقول لغة جسد أردوغان في قمة برلين؟
الرئيس التركي يظهر وحيدا في الجلسات.. ويبحث عن مكان في الصورة الختامية
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
بين العديد من قادة العالم الذين استعدوا بثبات للصورة الجماعية في ختام قمة برلين بشأن القضية الليبية، أمس، ظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مترددا متلفتا بنظراته يمينا ويسارا، غير ثابت الحركة، باحثا عن مكان له بين الرؤساء والزعماء الذين تبادلوا التحية بمودة، وهو ما جذب الأنظار له بشأن تلك الحالة التي بدت على ملامحه في أكثر من مرة بالقمة.
البيان الختامي الخاص بنتائج القمة، لم يحمل وحده هزيمة نكراء للرئيس التركي، وإنما ظهر على وجهه وحركات جسده تلك "الخيبة" أيضا، حيث كان يجلس وحيدا بينما تطوف نظراته بين الحضور المجتمعين تارة، وأخرى يبحث عن مكان بالصورة الختامية بين القادة، وثالثة لتجاهل نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون له، فضلا عن الفيديو المتداول الذي تلزمه فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بخلع معطفه لينصاع إليها سريعا، قبل أن يغادر أردوغان مقر انعقاد المؤتمر سريعا بشكل مفاجئ دون تفسير.
وسخرت المعارضة التركية من تجاهل القادة لأردوغان، وهو ما لاقى تفاعلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تداولوا تعليقات ساخرة، منها: "هذا هو خليفة المسلمين في الأرض"، وآخرا: "هذه مكانة الزعيم العالمي كما يطلق عليه أنصاره بتركيا".
"تائه وخائف".. هي كلمات السر في نظرات وتحركات الرئيس التركي، في تفسير الدكتورة رغداء السعيد، خبيرة لغة الجسد، موضحة أن حركات رقبته وعينيه لم تثبت لمدة 30 ثانية كاملة، وإنما ظل يتلفت طوال الوقت خلال القمة، وهو ما يعني شعوره بعدم الأمان والانتماء للزعماء بالقمة.
تجاهل زعماء العالم لأردوغان [ الزعيم العالمي كما يطلق عليه أنصاره بتركيا ] خلال دعوتهم لالتقاط صورة جماعية للقادة والزعماء المشاركين بمؤتمر برلين بشأن الأزمة الليبية يثر سخرية المعارضة التركية pic.twitter.com/W3KeUcgzkO
— شـــــؤون تركـيــــة (@TurkeyAffairs) January 19, 2020
وأضافت السعيد، لـ"الوطن"، أن لغة جسد أردوغان تثبت "عدم الثبات"، وهو ما يعطي أكثر من قراءة عن حالته النفسية أثناء جلوسه وتحيته للزعماء، منها عدم الثقة والتوتر وتجاهل الجميع له، حيث ظل يتلفت ويتحرك بجسده يمينا ويسارا طوال الوقت.
أما فيما يخص الفيديو للصورة التي تجمع القادة، استمر حال أردوغان غير الثابت أيضا، بينما كانت ملامح وجهه متغيرة، وهو ما فسرته خبيرة لغة الجسد بأنها تنم عن شعوره بعدم الأريحية وإحساسه بالغربة لمخاوفه من أن ذلك ليس مكانه وسيطلب منه تغييره لعدم حمل القادة التقدير والاحترام له، خاصة مع مرور ماكرون بجانبه دون تحيته أو الحديث معه على غرار الآخرين.
كما شرحت أن جلوسه بمفرده أكثر من مرة بالجلسات، ظهر على وجه ملامح وجهه تجهم وتفكير عميق، عن أسباب التجاهل له وشعوره بأنه تائه بين القادة والترقب للحديث خوفا من مهاجمته، مضيفة أن انصياعه لطلب ميركل تعني قلة مكانته وهيبته بين الآخرين.
وشارك في مؤتمر برلين بشأن ليبيا، بحضور قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، وأحمد أبوالغيط أمين عام جامعة الدول العربية، إضافة إلى ممثلين عن حكومات الإمارات، وإيطاليا، والصين، ودول أخرى، والعديد من المنظمات والجهات الدولية، فضلا عن مشاركة الأطراف الليبية المتصارعة.
وتضمن البيان الختامي للمؤتمر، الاتفاق على 6 مسارات مقترحة للعمل، هي وقف إطلاق النار، وتطبيق حظر توريد الأسلحة، واستئناف العملية السياسية، وحصر السلاح في يد الدولة، وتنفيذ إصلاحات اقتصادية واحترام القانون الإنساني، كما سيتم وضع آلية دولية لتنفيذ مضمونها لإيجاد مسار جديد يضع حدا للصراع في ليبيا، في ضوء التطورات الجديدة على الأرض.