أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس: مصر الجديدة ستضاهي مثيلاتها في أوروبا
الدكتور أسامة عقيل، أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس
أكد الدكتور أسامة عقيل، أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس، أحد المشاركين فى إعداد خطط تعديلات شبكة الطرق بمصر الجديدة، أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة قامت بإعداد كافة خطط التعديلات الخاصة بمشروع شبكة الطرق بمصر الجديدة بمشاركة مجموعة من الخبراء، لافتاً إلى أنه كانت هناك صعوبة فى ربط مصر الجديدة بمحيطها، لعدم وجود محاور مرورية حرة فى جميع شوارعها، موضحاً أن هناك ضعفاً فى قدرة استيعاب شبكة الطرق الرئيسية والتقاطعات لأحجام الحركة المرورية خلال الوضع الحالى.
وقال «عقيل» فى حواره، لـ«الوطن»، إن الاختناقات المروية والتلوث البيئى أثرا على التنمية بمصر الجديدة فى وضعها الحالى، حيث وصلت الخسائر بسبب الاختناقات إلى 50 مليار جنيه سنوياً، مؤكداً أن مصر الجديدة عقب انتهاء جميع تعديلات وتطويرات شبكة الطرق مطلع يونيو 2020، ستحقق استثمارات ضخمة للغاية تصل إلى مئات المليارات سنوياً، لافتاً إلى أنه سيتم تطوير ما يقرب من 20 طريقاً، وزراعة أشجار حديثة تتناسب مع التطوير الجديد الذى سيحدث.
وأضاف «عقيل» أن التعديلات الجديدة بشبكة الطرق بمصر الجديدة ستعمل على تخفيف كافة المعاناة عن كاهل المواطنين، إضافة إلى حدوث انسياب مرورى كامل، والقضاء على مخاطر التلوث البيئى، قائلاً: «مدن مصر الجديدة ستضاهى مثيلتها فى أوروبا عقب انتهاء جميع التعديلات والتطويرات»، مشيراً إلى أن الدولة لديها رؤية جبارة لتحقيق طفرة كبيرة فى جودة الطرق والكبارى بجميع ربوعها، وإلى نص الحوار:
فى البداية.. ماذا عن الوضع الحالى بمنطقة مصر الجديدة؟
- دعنى أتحدث لك بكل صدق، الوضع الحالى بمصر الجديدة قبل إجراء تنفيذ التعديلات والتطويرات التى تتم بشبكة الطرق فى الوقت الراهن، سيئ للغاية بسبب الاختناقات المرورية العديدة والتقاطعات والدورانات العكسية، وزيادة معدلات التلوث واستهلاك الوقود وضعف جودة الهواء، ما يؤثر بالسلب على جموع المواطنين.
حدثنا عن الوضع المرورى الحالى قبل تنفيذ تعديلات وتطوير شبكة الطرق بمنطقة مصر الجديدة؟
- الوضع المرورى صعب للغاية بسبب صعوبة ربط مصر الجديدة بمحيطها لعدم وجود محاور مرورية حرة فى جميع شوارعها، إضافة إلى ضعف قدرة استيعاب شبكة الطرق الرئيسية والتقاطعات لأحجام الحركة المرورية، كما أن هناك عجزاً كبيراً فى مناطق الانتظار، ما يؤدى إلى وجود انتظار مخالف بكثافة عالية، وأيضاً هناك صعوبة فى تسيير وسائل نقل جماعى سطحية وضعف كفاءتها، وبالتالى سيكون هناك ضعف فرص التنمية والاستثمارات بمصر الجديدة.
50 مليار جنيه خسائر سنوياً بسبب الاختناقات المرورية فى القاهرة الكبرى.. ونعمل على تطوير ما يقرب من 20 طريقاً
هل شبكة الطرق الحالية بمنطقة مصر الجديدة قبل بدء التعديلات تسبب خسائر فى التنمية والاستثمار؟
- فى الحقيقة، إن شبكة الطرق بمصر الجديدة كانت تحتاج إلى تطوير وتعديل فورى، لأن الوضع الحالى، كما أوضحت من قبل، سيعمل على انعدام التنمية والاستثمار، كما أن هناك خسائر فادحة بسبب الاختناقات المرورية فى القاهرة الكبرى وصلت إلى 50 مليار جنيه سنوياً، ويجب العمل على تنفيذ جميع خطط التعديل والتطوير حتى نجنى ثمار التطوير الذى يحدث بمصر عقب ثورة يونيو 2013.
التقاطعات والدورانات العكسية جعلت الأوضاع المرورية صعبة للغاية فضلاً عن زيادة معدلات تلوث الهواء واستهلاك الوقود
هل تطوير شبكة الطرق بمنطقة مصر الجديدة سيحقق طفرة كبيرة فى حجم التنمية والاستثمارات؟ وماذا تبلغ؟
- طبعاً.. التعديلات والتطويرات التى تجرى حالياً بشبكة الطرق بمصر الجديدة ستحقق طفرة كبيرة فى حجم الاستثمارات ستصل إلى مئات المليارات سنوياً، وستعمل على القضاء على مخاطر التلوث البيئى، إضافة إلى حدوث انسياب مرورى كامل وعدم وجود أى اختناقات مرورية.
الهيئة الهندسية فى القوات المسلحة بذلت مجهوداً جباراً لإعداد خطط التطوير
حدثنى عن فكرة مشروع تطوير محاور الطرق بمنطقة مصر الجديدة؟
- فى بداية الأمر.. القيادة السياسية تسعى إلى حدوث تطوير شامل بشبكة الطرق بجميع ربوع مصر، وأن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تقوم بمجهودات جبارة لإنهاء كافة مشروعات تطوير محاور الطرق بمصر الجديدة، وأن فكرة التطوير ستعمل على تحويل الحركة المرورية من وإلى مصر الجديدة إلى حركة مرورية حرة بلا تقاطعات أو توقف لزيادة التدفق المرورى وتقليل أزمنة الرحلات وتقليل الاختناقات المرورية، كما سنقوم بإنشاء محاور حركة رئيسية حرة قادرة على استيعاب أحجام مرورية كبيرة، وزيادة معدل ربط مصر الجديدة بمحيطها، إضافة إلى توفير مساحات للانتظار وتقليل العجز.
هل التعديلات الجارى تنفيذها ستعمل على توفير وسائل نقل جماعى؟
- التعديلات الجارية فى شبكة الطرق بمنطقة مصر الجديدة ستعمل على توفير إمكانية تسيير وسائل نقل سطحى حديثة، مثل المونوريل، بالإضافة إلى مترو أنفاق الخط الثالث.
حدثنا أكثر عن تفاصيل خطة التطوير التى يجرى تنفيذها بمنطقة مصر الجديدة؟
- دعنى أقل لك إن خطط التخطيط والتطوير قامت بوضعها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بمشاركة مجموعة من الخبراء وأنا أحدهم، فإن خطط التطوير سيتم تنفيذها على مراحل عدة، أولاً مصر الجديدة «ألماظة - شمال مصر الجديدة - النزهة الجديدة - وسط مصر الجديدة (الكربة) - جنوب مصر الجديدة (كلية البنات)، ثانياً مدينة نصر «الأوتوستراد - يوسف عباس - الطيران - عباس العقاد - مكرم عبيد - أحمد فخرى - حسن مأمون»، حيث سيتم ربط يوسف عباس حتى طريق السويس وجنوب الأوتوستراد حتى محور الزمر وشمال الأوتوستراد حتى شارعى صلاح سالم والثورة، ثالثاً سيتم ربط مصر الجديدة بالدائرى وشبرا بنها الحر ومحور روض الفرج والجيزة، وربط أحياء الأميرية والمطرية وبهتيم والزيتون بالدائرى، بحث يقل اختراق المواطنين لمصر الجديدة وتخفيف الحركة المرورية عن طريقى الثورة والسويس.
هل سيتم إنشاء طرق موازية ومداخل ومحاور جديدة بالمنطقة؟
- طبعاً بكل تأكيد.. سيتم عمل طريق موازٍ للأوتوستراد يربط بين يوسف عباس وطريق السويس وامتداده موازياً لطريق السويس، لتخفيف الضغط على طريقى السويس والأوتوستراد، إضافة إلى عمل مدخل جديد قوى لمصر الجديدة ومنطقة شيراتون هليوبوليس ومطار القاهرة بمحور الصاعقة، وذلك لتخفيف الضغط على دخول مصر الجديدة من داخل ألماظة، كما أنه جارٍ تنفيذ محور جديد سريع من شارع الحجاز من نادى الشمس إلى ميدان روكسى إلى ميدان رمسيس يربط منطقة مصر الجديدة بوسط البلد والدقى مباشرة فى رحلة طريق معزول سريع يصل من ميدان رمسيس فى أقل من 8 دقائق، سيكون «روكسى - شارع المقريزى - كوبرى القبة - الدمرداش - غمرة - رمسيس»، وذلك لتخفيف الضغط على شارع الخليفة المأمون وميدان العباسية ولطفى السيد.
هل سيتم تطوير منطقة النزهة الجديدة وجنوب مدينة نصر؟
- سيتم تطوير منطقة النزهة الجديدة وجسر السويس وطريق 6 أكتوبر والربط مع مدينة السلام والمرج وعزبة النخل وعين شمس، إضافة إلى إنشاء مدخل جديد لجنوب مدينة نصر من خلال محور جديد يكون امتداداً لمحور أحمد الزمر حتى الأوتوستراد وصلاح سالم.
د. أسامة عقيل: 95٪ من المواطنين سيستفيدون بالتطوير الجديد
وماذا عن التأثير الإيجابى والسلبى لتنفيذ مشروع تطوير محاور الطرق؟
- أتحدث لك بكل وضوح عن تنفيذ مشروعات تطوير محاور الطرق بمصر الجديدة ستحقق نسبة 95% للمستفيدين من المواطنين، وسيقع التأثير السلبى على 1% فقط، كما أن تنفيذ هذه المشروعات فى الوقت الحالى هى عملية استباقية قبل نقل الحكومة إلى العاصمة الإدارية الجديدة.
انتشرت خلال الأيام الماضية العديد من المغالطات حول مشروع تطوير منطقة مصر الجديدة ما حقيقته؟
- منطقة مصر الجديدة كانت من أرقى وأفخم الأحياء السكنية فى جمهورية مصر العربية، إلا أنه افترسها وحش العشوائيات وقضى على ما تبقى منها، أن تنفيذ مشروعات تطوير محاور الطرق سيعمل على حل جميع المشاكل المرورية ويعيد لمصر الجديدة لوضعها المميز ولم تحظ منطقة أخرى بهذا الاهتمام، وعقب انتهاء كافة المشروعات التى تتم حالياً سيقوم نسبة كبيرة من الذين يهاجمون التحديث والتطوير والتعديلات بتقديم الشكر لما سيشاهدونه فيما بعد استكمال الأعمال والزراعة والتجميل وتأمين حركة المشاة.
هل سيكون هناك تغير كبير بمنطقة مصر الجديدة عقب استكمال مشروعات تطوير محاور الطرق؟
- طبعاً.. وسيدرك سكان المنطقة قيمة هذا العمل الجبار، وهذا المشروع الضخم الذى تبناه الرئيس عبدالفتاح السيسى شخصياً، وبعد انتهائه، سيعرف الجميع أن الهدوء قد عاد إليهم، وأن البهاء والنقاء والقيمة الجمالية للموقع قد استعادت كل ما كان فيها، وأن كل هذا الإنفاق من أجل استعادة الوجه المضىء لمصر الجديدة، خصوصاً أن المشروع يوفر بدائل فى الطرق لن تجعل مصر الجديدة معبراً ومقراً للتلوث.
ومتى سيتم الانتهاء من جميع مشروعات تطوير محاور الطرق بالمنطقة؟
- سيتم الانتهاء من كافة المشروعات مطلع يونيو 2020، وستكون منطقة مصر الجديدة متطورة وآمنة ونظيفة، وستضاهى مثيلتها فى أوروبا عقب انتهاء مشروع التطوير، كما سيتم تقديم خدمات مميزة لجموع المواطنين.
وكم عدد الطرق التى سيتم تطويرها؟
- ما يقرب من 20 طريقاً، وسيشهدون تطويراً رهيباً فى كل شىء.
وماذا عن شكاوى المواطنين جراء تنفيذ تلك التعديلات والتطويرات؟
- فى حقيقة الأمر لم نتلق أى شكاوى من قبل المواطنين جراء التطوير الذى يحدث، بالعكس فأنا يومياً أستقبل رسالات من العديد من المواطنين يعبرون فيها عن سعادتهم وفرحتهم بتطوير محاور الطرق بمنطقة مصر الجديدة، والشكاوى تأتى بسبب مذبحة الأشجار.
بمناسبة مذبحة الأشجار.. ما تعليقك على ما حدث؟
- ما فيش حاجة اسمها مذبحة الأشجار، وأن قطع بعض الأشجار كان للضرورة القصوى، وأكيد محدش بيحب قطع الأشجار، لأنها تعطى منظراً جمالياً رائعاً، وما يجرى من تخطيط وتوسعة أو إنشاء كبارى جديدة ونقل أو قطع أشجار فى شارع الخليفة المأمون من أوله بكوبرى القبة إلى آخره وحتى نهاية شارع الحجاز عند نادى الشمس وبالميادين المطلة عليه، فذلك تابع لمحافظة القاهرة تخطيطاً وتنفيذاً ولا علاقة لنا به.. ولكن كمية الأشجار التى تم قطعها محدودة للغاية.
أشجار جديدة تتفق مع الطابع التاريخى والمعمارى للمنطقة
إذن، لن يتم زراعة أشجار بديلة؟
- بالطبع سيتم زراعة أشجار جديدة سيجرى اختيار أنواعها وفقاً لمتخصصين لكى تتفق مع طابع منطقة مصر الجديدة بعد التطوير الذى يحدث، سيكون بمثابة تعويض لما تم نقله أو إزالته، ويمكن زراعة ضعف ما تم إزالته على الجزر الفاصلة والأرصفة وهى تتسع لذلك بل يمكن زيادة عرض تلك الجزر والأرصفة أكثر إذا تطلب الأمر وستكون الأشجار الجديدة أفضل فى النوع وأكثر تنسيقاً وعمرها أطول، ووزارة البيئة يمكنها عمل الكثير، وكذلك هيئة التجميل فى المحافظة.
وماذا عن خطة إنشاء كبارى المشاة؟
- وضعنا خططاً عديدة لعمل كبارى مشاة بمختلف الطرق، كما سيتم تأمين شامل للمشاة.
وماذا عن إلغاء مترو مصر الجديدة؟
- إلغاء المترو يأتى بسبب عدم تطويره منذ 40 عاماً، والدولة قامت بتوفير مترو الأنفاق بدلاً من مترو مصر الجديدة الذى لم يطور، وهذا التطوير يحدث فى العالم أجمع، وغير مقصور على مصر فقط، إضافة إلى أن الدولة تعمل حالياً على إعداد الكثير من الكبارى، وهذا بسبب وصول مصر الجديدة لحالة من الاختناق غير معقولة.
هل تطوير محاور الطرق الذى يجرى حالياً سيقتصر فقط على منطقة مصر الجديدة؟
- بالتأكيد لا.. مصر الجديدة هى المرحلة الأولى من تطوير محاور الطرق بها وكان لها الأولوية فى تنفيذ خطط التحديث، وعقب استكمال مشروعات التطوير بها. سنبدأ بتطوير طرق مدينة نصر. وباقى أحياء مصر تباعاً لتوفير خدمة مميزة للجميع، وتحقيق ثورة فى التنمية والاستثمار.