تسببت العاصفة "جلوريا" التي ضربت سواحل البحر المتوسط بجنوب إسبانيا في خسائر فادحة، وأدت إلى إغلاق مطار مدينة أليكانتي والعديد من الموانئ البحرية، وتعليق الكثير من الرحلات الجوية الداخلية والخارجية، حيث ساهمت الرياح العاتية والأمواج شديدة العلو والثلوج الكثيفة في شل مظاهر الحياة بالعديد من المدن والقرى.
ذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم أمس الإبلاغ عن وقوع خمس حالات وفاة جديدة، في إقليمي الأندلس وفالنسيا، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي لضحايا العاصفة حتى الآن إلى 9 أشخاص، إضافة إلى عدد آخر من الأشخاص المفقودين، كما تسببت العاصفة في انقطاع التيار الكهربي عن حوالي 300 ألف منزل، وإغلاق مئات المدارس أبوابها أمام 200 ألف طالب تقريبا، وفقا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" الإنجليزية.
انتشرت موجة من الصور ومقاطع الفيديو على الإنترنت التي تظهر درجة السوء التي وصلت إليها الأوضاع في المناطق المتضررة، حيث انهمرت كميات ضخمة من الثلوج التي كست شوارع المدن بطبقة شديدة الكثافة من الثلج، مصحوبة بطقس شديد البرودة ورياح عاتية، بينما استقبلت مناطقي أخرى سيولا غزيرة، تسببت في غرق مناطق شاسعة بالمياه وفيضان العديد من الأنهار، أبرزها دلتا نهر "إيبورو" في مقاطعة "تيراجونا" بإقليم "كتالونيا".
إضافة إلى مياه السيول والثلوج الكثيفة، التقط البعض لقطات فيديو وصور لرغوة غريبة الشكل، تطفو فوق مياه البحر التي غزت مدينة "توسا دي مار"، حيث ابدى العديدين دهشتهم من تلك الرغوة أو الزبد الكثيف الذي لم يروه من قبل، والذي ارتفع حتى وصل على مستوى الخصر وساهم في زيادة حالة القلق والخوف لدى السكان.
أعلنت السلطات الإسبانية حالة التأهب القصوى في 33 مقاطعة، منهم 9 مقاطعات تم اعلان درجة الخطر القصوى (اللون الأحمر)، وهي اعلى درجة من درجات الخطر، التي تستدعي بقاء جميع السكان في منازلهم واغلاق أغلب المدارس والجامعات والأماكن العامة، مع بقاء قوات الأمن والإنقاذ في حالة استعداد تام.
من المتوقع أن تبدأ العاصفة في التحرك نحو الشمال، إلا أن مقاطعات الساحل الشرقي لإسبانيا مازالت في حالة التأهب القصوى، على الرغم من اتجاه العاصفة نحو جنوب فرنسا، بينما انخفضت درجة التأهب في بعض المقاطعات إلى الدرجة الثانية (اللون الأصفر) أو الثالثة (اللون البرتقالي)، مع استمرار حالة الشلل في كثير من الطرق الرئيسية والموانئ البحرية والمطارات والمؤسسات.
تعليقات الفيسبوك