السوشيال ميديا والتطبيقات الإلكترونية.. بوابات السيطرة على المسلمين
تنظيم داعش الإرهابي
لم تترك جماعة الإخوان الإرهابية وأعوانها مجالاً للسيطرة على مسلمى الغرب إلا وسعت له، وكانت آخرها التطبيقات الإلكترونية ومحاولة السيطرة على المجتمع المسلم بالخارج عبر التطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا.
حذف 700 ألف تطبيق على الإنترنت لاحتوائها على عبارات كراهية وتحريض
وكشف المؤشر العالمى للفتوى، فى دراسة له حول التطبيقات الإلكترونية، عن حذف أكثر من 700 ألف تطبيق من متجر «جوجل بلاى» فى عام 2017، لاحتوائها على برمجيات خبيثة أو تعرض محتوى شديد العنف وعبارات كراهية وتحريض أو تلك التطبيقات التى تعمل للترويج للأنشطة غير القانونية.
"داعش" الأكثر استخداماً لها بنسبة 50%
وأوضح أن تنظيم داعش هو الأكثر استخداماً لتطبيقات الهواتف المحمولة بنسبة 50%، تلاه حزب التحرير بنسبة 35%، ثم القاعدة بنسبة 15%، مشيراً إلى أن التطبيقات تعد إحدى الوسائل المهمة لدى التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، لنشر أفكارهم وتحقيق خططهم وأهدافهم، فقد استغلت تلك التنظيمات كل الوسائل التكنولوجية لزيادة الظهور والانتشار والزعم بأنها قائمة ومستقلة؛ ومن ثم التأثير على عقول الشباب والمراهقين، ففى نوفمبر 2015 أطلق تنظيم داعش تطبيقاً باسم وكالة «أعماق» الإخبارية، اعتمد بشكل رئيسى على بث أخبار التنظيم، وفى 17 أبريل 2016 أصدر النسخة الإنجليزية من تطبيق «أعماق»، وفى 10 مايو 2016 أطلق تطبيق «حروف» لتعليم الأبجدية للأطفال لكن الهدف الحقيقى له هو ترسيخ مفاهيم العنف والقتال.
"يورو فتوى" الموقع الأبرز
ويعد تطبيق «يورو فتوى» التطبيق الأبرز، فصدر فى أبريل 2019 ووصل خبر تدشينه إلى «ترندات» عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ وشمل على فتاوى خاصة بالتقاليد الغربية ومعايشتها، كالطهارة حال الاختلاط بالأجانب ممن يقتنون الكلاب، وحكم الصلاة فى الكنائس، وحكم الإفطار لطول ساعات الصيام فى فصل الصيف، وأوضح المؤشر العالمى أن التطبيق يحتوى على فتاوى تنشر الكراهية وتحث على العداء والعنف ضد غير المسلمين وتعزز من ظاهرة الإسلاموفوبيا. وأوضح المؤشر أن تطبيق «يورو فتوى» تم حذفه لتحريضه على العنف، كذلك تم حذفه لرئاسة الأب الروحى لجماعة الإخوان الإرهابية يوسف القرضاوى للمجلس الأوروبى للإفتاء؛ وهو ما أثار الذعر فى نفوس الكثير من الغربيين، لما يصدره من فتاوى تحمل توجهاً وأيديولوجيا ذات أهداف ضيقة وبعيدة كل البعد عن مفهوم الوطن والمواطنة والعيش المشترك.
وأوصى المؤشر بضرورة تقنين الرقابة على تطبيقات الهواتف الذكية لما تحمله من خطر الوجود الدائم بين يدى الشباب، وتدشين المؤسسات الرسمية المعتدلة كالأزهر الشريف والإفتاء والأوقاف لتطبيقات هواتف عالمية تتضمن تفاعلاً مباشراً لكل الفتاوى التى يحتاجها المسلمون فى المجتمعات الأوروبية، ونشرها أولاً بأول لتكون بمثابة البوصلة والموجه لهم فى تدبر وفهم تعاليم الدين الإسلامى الحنيف.
وقال طارق أبوهشيمة، مدير المؤشر العالمى لـ«الوطن»، إن «تليجرام» أصبح وسيلة الإرهابيين الآمنة للتواصل وتنفيذ العمليات القتالية؛ لأنه يحتوى على خصائص أمان للمحادثات السرية، وتنظيم داعش أكثر التنظيمات الإرهابية استخداماً لهذا الموقع بنسبة 45%، والقاعدة ثانى أكثر التنظيمات الإرهابية حضوراً. وأوضح أن هناك تطبيق «بى سى إم» تستغله الجماعات الإرهابية، ويسمح لمستخدميه بإنشاء مجموعات عملاقة للتواصل تسع 100 ألف شخص، ولا يتطلب أى معلومات عن الخصوصية، وتلك البرامج تسهم فى عودة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها داعش بعد أن تم غلق نحو 26 ألف حساب ومنصة تابعة للتنظيم على مختلف صفحات التواصل الاجتماعى.
وأوضح مدير المؤشر أنه نظراً لقلة عدد المؤسسات والمواقع المتخصصة فى الفتوى فى بلاد الغرب، تعتمد الأقليات المسلمة على أئمة المساجد فى تلقى الاستفسارات الخاصة بأحكام الشريعة الإسلامية فى العديد من الأمور الدينية؛ حيث تصل نسبة اعتماد المسلم الأوروبى على أئمة المساجد فى الأمور الإفتائية إلى ما يقرب من 70%، لذلك تقوم الإخوان باستغلال المساجد بنسبة 60% من أجل ترويج أفكارها.
وأكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن معظم الجمعيات الإسلامية فى أوروبا، التى تمولها قطر أو تركيا، تنشر أيديولوجية جماعة الإخوان الإرهابية، والتى تهدف إلى خلق مجتمع موازٍ يتظاهر بالتمسك بالقيم الغربية، بينما هو فى الحقيقة يتحرك ببطء للسيطرة على مراكز القوة المحلية «أعضاء البرلمان، والعمد، والهيئات الحكومية» من خلال مؤسساتهم وجمعياتهم ومراكزهم.
واستدل ببعض الفتاوى التى تؤدى إلى الإسلاموفوبيا، وبالتبعية الخوف من تطبيق الشريعة الإسلامية ونشر الهوية الإسلامية بين مسلمى أوروبا ورفض فكرة المواطنة وتجنيس المسلمين فى الغرب، ومن ذلك الفتوى المتشددة القائلة بأن «مجرد تجنس المسلم بأية جنسية أخرى لدولة غير إسلامية: كبيرة من الكبائر، توجب مقت الله وشديد عقابه». والتى أوردت أدلة تعزز لقاعدة «الولاء والبراء»، مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من ادعى لغير أبيه أو انتمى لغير مواليه، فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة»، وكذلك قول الله تعالى «لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين».
وقال أحمد أبوالعزم، مدير السوشيال ميديا بدار الإفتاء لـ«الوطن»، إن هناك أربعة أسباب للجوء التنظيمات الإرهابية لتدشين تطبيقات الهواتف، أولها التأثير على عقول الشباب والأطفال ومن ثم سهولة حشدهم وتجنيدهم، ويمثل هذا الهدف 35% من جملة أهداف التطبيقات، فتلك التطبيقات أكثر استخداماً من قبل الفئات العمرية من 18-30 عاماً، ما جعلها أرضاً خصبة للتنظيمات لنشر أفكارهم وسمومهم فى عقول المراهقين، كذلك الجانب الدعائى الذى يزعم البقاء والوجود الدائم للتنظيمات الإرهابية والذى جاء بنسبة 26% من مجمل الأهداف.
وتشمل الأهداف: «التمويل» الذى جاء بنسبة 21%، حيث تمنح جوجل بطاقات هدايا عبارة عن كروت مسبقة الدفع، يشتريها البعض لتحميل التطبيقات والكتب والألعاب والمحتويات المدفوعة من تطبيق «Google play»، وقيمتها تتنوع ما بين 10 و100 دولار أو أكثر، وهى متاحة فى المتاجر الكبيرة وعلى مواقع الإنترنت، وفى عام 2018 حث «داعش»، فى بيان نشره موقع «سايت» الأمريكى، عناصره ومؤيديه على إرسال تمويلات للتنظيم، محدداً الطريقة باستخدام بطاقات هدايا جوجل، كذلك استخدامها فى الرسائل المشفرة بنسبة 18% فيما بينها لتكون وسيلة آمنة لتواصل الأعضاء بين بعضهم البعض وتلقى الأوامر بالعمليات القتالية بعيداً عن الرقابة والملاحقات الأمنية.