ابن لم ينجبه.. البهواشي يحكي لـ"الوطن" علاقته بأقدم مذيعي محطة القرآن
عقد قرانه في 2007 وتواصل معه للذهاب للطبيب قبل وفاته بيوم
حازم البهواشي رفقة المذيع الراحل محمد عبد العزيز
منذ اليوم الأول للقاء مرئي تأخر كثيرًا، عقب اتصالات تليفونية عدة جمعته والإعلامي الراحل محمد عبدالعزيز، أحد مؤسسي إذاعة القرآن الكريم، وصاحب صوت ردد على مدار عقود جملة "إذاعة القرآن الكريم من القاهرة"، حيث ترجع أسباب معرفة حازم البهواشي، المذيع بمحطة راديو مصر بالراحل إلى وقت زمالته لوالده أثناء دراستهما معًا في الجامعة، ورغم التخرج استمر التواصل، فتصادف كثيرا أن يجيب هو الهاتف بدلا من والده، لتتوثق العلاقة بعد ذلك، حتى كان آخر تواصل بينهما الأربعاء الماضي، أي قبل الوفاة بأقل من 24 ساعة.
بمثابة الابن الذي لم ينجبه، هكذا أصبحت العلاقة بين حازم والإعلامي الرائد، بعد التحاق الأول بالعمل الإذاعي في عام 2003، حين طلب منه والده في أول يوم عمل له بالإذاعة أن يتوجه لمكتب زميله القديم كي يرسل له السلام، وقد كان اللقاء الأول لهما "كنت دايما أشوفه في التليفزيون أو أسمعه في الراديو أو أرد عليه لما يتصل بوالدي لكن المرة دي كان الوضع مختلف وأول ما قولت له اسمي وعرفته إني اتقبلت في اختبار الإذاعة رحب بيا جدا"، بحسب البهواشي في حديثه لـ"الوطن".
البهواشي: كان بيننا اتفاق للذهاب للطبيب هذه الأسبوع لكنه توفي
علاقة أصبحت قوية بين شاب يبدأ حياته ورائد أفنى حياته في تقديم كل ما هو متميز، ينهل من خبراته، يتعلم لغتيه القوية ومخارج حروفه التي ظلت حتى رحيلة لا يجانبها الصواب، يحرص على تواصل يومي، كما لو كان ابنه، فتارة يطلب منه مرافقته للطبيب، أو تنسيق زيارة لأحد الزملاء، إلا أن الراحل أصر على أن يعقد قران حازم بنفسه في عام 2007، "لما قولت له على فرحي أصر تكون هديته إنه يقول صيغة عقد القران وكنت في منتهى الفرح وقتها".
المذيع محمد عبدالعزيز أصر أن يقول صيغة عقد قران حازم البهواشي
في منزل محمد عبد العزيز، بجوار جهاز راديو قديم، كان اللقاء الدائم لهما إذا لم تكن هناك مناسبة تجمعهما، يستمع لذكرياته ومواقف جمعته بشيوخ الأزهر، وأخرى جمعته برئيس المالديف عندما كان لا يزال طالبا بكلية الشريعة والقانون، الذي اختاره فيما بعد عندما أصبح رئيسا ليكون قنصلا فخريا لبلاده بمصر، "عنده قدرة كبيرة على السرد والحكي باسترسال طيب وماشبعش منه ولا أمل ومن أحلى الحفلات اللي عملتها في برنامجي في رمضان اللي فات لما استضافته"، بحسب البهواشي.
في إحدى زيارات مذيع محطة مصر لمؤسس إذاعة القرآن الكريم أصر الثاني أن يهاتف والد الأول، "فضلوا يتكلموا عن ذكريات كتير جدا وفي الآخر والدي قالي دايما تفضل على تواصل معاه ووقتها هو فرح أوي بالكلام ده"، مضيفا أن والده وفي وصيته له ولإخواته حرص على أن نظل على تواصل مع أصدقائه ودون على رأس القائمة الإعلامي الراحل.
قبل فترة، طلب عبد العزيز من حازم، الذي أصبح يعتبره بمثابة الابن أن يصطحبه لأحد مستشفيات العيون، فذهب إليه مسرعًا، وعاد معه إلى المنزل بعد أن اطمأن على حالته، وفي الثالث من ديسمبر كان آخر لقاء لهما معا، في زيارة منزلية اصطحب صديقا مشتركا، اعتبرها عبد العزيز نوعا من البر له وصلة رحم، وعبر عن امتنانه بها في رسالة عبر تطبيق التواصل الاجتماعي "واتساب" الذي كانا يتواصلان عن طريقه بصفة مستمرة.
شهر و5 أيام فقط مرت بعد وفاة والد حازم ليلحق به رفيقه الخميس الماضي، ليستشعر مدى الارتباط بينهما "بعت لي رسالة يعزيني في والدي وقال إن الموعد الله لأنه كان قالي عايزة يزوره بس مالحقش وفي الآخر التقى به بسرعة ربنا يرحمهم"، مضيفا أنه والراحل كانا قد اتفقا على زيارة أحد الأطباء مطلع الأسبوع الجاري "كلمني يوم الأربع علشان أروح معاه للدكتور واتفقنا لكن توفى تاني يوم وحزنت لوفاته وأصريت أروح الجنازة.. ماكنش بيشتكي من حاجة مزمنة".