معرض الكتاب: الأزمة الاقتصادية تضرب "الأجنحة اللبنانية".. وتعليم الخط العربي مجانا
07:43 م | الإثنين 27 يناير 2020
إقبال كبير على معرض الكتاب فى يومه الخامس
تواصلت فعاليات اليوم السادس لمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الواحدة والخمسين، المقامة بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية فى التجمع الخامس، بالعديد من الفعاليات الثقافية والفنية، فمع فتح أبواب المعرض للزوار فى الصباح، استقبلت فرقة الموسيقى العسكرية الزوار بالزى الفرعونى، وعزفت مجموعة من المقطوعات الموسيقية الوطنية التى تفاعل معها زوار المعرض، ونشرتها إدارة المعرض على منصتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك».
وفى قاعة «كاتب وكتاب» أُلغيت فعاليات أولى ندواتها التى كانت مقررة فى الثانية عشرة ظهراً لمناقشة كتاب «تاريخ آخر لمصر»، لكاتبه الدكتور محمد عفيفى، أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة، فيما شهدت قاعة ضيف الشرف واقعة أغضبت ضيوف ندوة مناقشة كتاب «وصف أفريقيا» لحسن الوزان، لتأخر بدئها لمدة نصف ساعة، لعدم حضور رواد المعرض، رغم التزام بعض أعضاء المنصة، وهما الروائية سلوى بكر والباحث أسامة السعدى، واعتذار وزير الثقافة السابق حلمى النمنم.
وبدأت الندوة التى حضرها ١٠ أشخاص بتعبير الروائية سلوى بكر عن استيائها لعدم حضور الجمهور لندوة بهذه الأهمية فى عام يهتم فيه معرض القاهرة الدولى للكتاب بأفريقيا، وقالت: «هذا إهدار للمال العام، فكل هذه التكاليف من تحضيرات وتجهيزات لم يستفد بها سوى هذا العدد القليل»، واصفة الأمر بـ«العبث الثقافى».
بدأت الندوة بتقديم ضيفها الباحث أسامة السعدى الذى أرجع حضور عدد قليل لتوقيت الندوة المبكر، واستعرض بعدها حياة الكاتب والكتاب، فسأله أحد الحضور عن دار النشر التى أصدرت الكتاب فأجابت الروائية سلوى بكر أنها الهيئة المصرية العامة للكتاب، وطالبت بإعادة طبع هذا الكتاب وكل الكتب الأفريقية ومنها كتاب «تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان».
ورغم مرور عامين على نياحته، ما زال منفذ مطرانية كرسى دمياط وكفر البرارى ودير القديسة دميانة للأقباط الأرثوذكس بمعرض الكتاب، نشطاً، ولا تزال سيرة الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير القديسة دميانة بالبرارى حاضرة، والقراء يبحثون عن أفكاره وسيرته مع إصدار كتاب جديد عنه يُنشر لأول مرة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، وهو «صوت صارخ فى البرية» الذى جُمع على يد راهبات دير القديسة دميانة بالبرارى.
إقبال كبير على "صوت صارخ فى البرية" فى منفذ دير القديسة دميانة
وقال إبرام عاطف، المسئول عن منفذ مطرانية كرسى دمياط وكفر البرارى ودير القديسة دميانة للأقباط الأرثوذكس، لـ«الوطن»، إن الإقبال على كتب الأنبا بيشوى فى المعرض كبير من كل فئات جمهور معرض الكتاب، ولا يقتصر على تلاميذه فقط، بل يتنوع بين دارسين وقراء من المسيحيين والمسلمين، مشيراً إلى أن الإقبال على كتاب «صوت صارخ فى البرية»، المنشور فى سبتمبر الماضى فى الذكرى السنوية الأولى، كبير، إلى جانب كتابه «اللاهوت العقائدى» الذى كان يدرسه المتنيح لطلاب الكلية الإكليريكة، وهما أكثر الكتب مبيعاً فى المنفذ وعليهما إقبال كبير.
دقيقة حداد على روح "خليفة" فى "المدينة الخاوية"
أجواء حزينة سيطرت على قاعة ضيف الشرف، خلال مناقشة ندوة كتاب «المدينة الخاوية»، التى كان من المفترض أن يكون ضيفها الكاتب الشاب محمد حسن خليفة، الذى غيّبه الموت فى أول أيام المعرض، حيث بدأت الندوة بالوقوف دقيقة حداد على روحه، ونعى «جيرى رايموند»، مؤلف الرواية، الكاتب الشاب.
وقال «رايموند» لـ«الوطن»: «أشعر بالحزن لغيابه عن الندوة، كنت متشوقاً لرؤيته والتعرف عليه، خاصة بعدما علمت أنه قرأ الرواية، كنت أريد سماع رأيه فيها».
فى سياق آخر، خيّمت الأجواء السياسية وآثار الأزمة الاقتصادية على أجنحة دور النشر اللبنانية بالمعرض، بعدما أثرت الأزمات التى أشعلت شرارة الاحتجاجات فى لبنان على قلة أعداد الكتب المشاركة فى معرض الكتاب، وقال مسئول بدار بيسان للنشر والتوزيع اللبنانية المشاركة بالمعرض إن الأزمة الاقتصادية تسببت فى ارتفاع تكاليف الطباعة والنشر، ولذلك قلّت أعداد الكتب المشاركة هذا العام.
وشهدت ندوة «موت بطعم النفط فى نيجيريا» إقبال عدد من الحاضرين من مختلف الجنسيات، وقالت الكاتبة والباحثة رشا رمزى، إن هناك الملايين من أشكال الفساد النفطى بالقارة الأفريقية، حيث يبلغ سعر البرميل المهرَّب 15 دولاراً، مشيرة إلى أن هناك تهريباً للنفط يومياً فى أفريقيا تبلغ قيمته نحو مليار دولار.
وتواصلت المبادرات فى معرض الكتاب من جانب جناح الأزهر الذى نظم دورات تدريبية مجانية لتعليم الخط العربى والرسم لزوار جناح الأزهر الشريف، فى إطار اهتمام الأزهر الشريف بالفنون بمختلف أنواعها، ومساعدة الزائرين على تحسين الخط.
وشهد بيت الحكمة الثقافى الصينى العديد من الفعاليات التى تفاعل معها رواد المعرض، خلال مشاركته بالمعرض للعام الثامن على التوالى، وقدم لجمهوره العديد من المنتجات الصينية من هدايا وحلى وأدوات مدرسية وإكسسوارات صينية.