نائب رئيس "الدراسات المستقبلية": الحكومة تعي أهمية تأمين مصادر الطاقة باعتبارها مصدر التهديد الكبير
هبة جمال الدين: ما يحدث في المنطقة من عدم استقرار يؤثر سلبا على مصر
الدكتورة هبة جمال الدين، نائب رئيس قسم الدراسات المستقبلية
قالت الدكتورة هبة جمال الدين، نائب رئيس قسم الدراسات المستقبلية، بمعهد التخطيط القومى، إن ما يحدث فى المنطقة من عدم استقرار يؤثر سلباً على الاقتصاد المصرى، فى ظل اندلاع الصراع السنى - الشيعى والصدام الأمريكى - الإيرانى وما له من تبعات على مضيق هرمز وباب المندب وتأثير ذلك على التجارة الدولية للنفط ومن ثم على سعر النفط وحركة الملاحة فى قناة السويس، خاصة بشأن باب المندب، وأضافت «جمال الدين» فى حوار لـ«الوطن» أن الحكومة تعى أهمية تأمين مصادر ومنابع الطاقة باعتبارها مصدر التهديد الكبير الفترة المقبلة، وتصنيع الموارد الطبيعية، إذ لم يعد هناك مجال لتصدير المورد خاماً يباع بربع ثمنه، إلى جانب التوسع فى مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة. وإلى نص الحوار.
هل ما نشهده اليوم من توترات إقليمية كان مسار توقع واستشراف من قبل الدراسات المستقبلية؟
- مع مطلع العقد الأول من الألفية ظهرت العديد من الدراسات، التى تقدمها مراكز أبحاث تختص بالدراسات المستقبلية فى مجال الدراسات البيئية واقتصادات الطاقة، لتقدم رؤى مستقبلية لمستقبل العالم، خاصة المناطق التى تمتلك الموارد، والتى تشهد اكتشافات فى مجال الطاقة، وتبنت الأمم المتحدة هذه الوجهة وأخذت تصدر ما يسمى بدبلوماسية المياه ودبلوماسية الطاقة وأهمية إعادة النظر إلى التوزيع غير العادل للموارد الطبيعية التى توجد فى دول هشة غير قادرة على حماية أمنها، وتأمين منابع الطاقة وتحكمها مؤسسات ضعيفة ومن ثم يتسم قانونها بالوهن وعدم الجدوى، وكان للوطن العربى وإقليم البحر المتوسط مساحة كبيرة من الاهتمام، وطالعتنا الدراسات المستقبلية بسيناريوهات مستقبلية تقتضى إعادة النظر للقوانين الدولية والاعتبارات السياسية ومناطق النفوذ والتأثير، بمعنى أن اكتشافات الطاقة الجديدة ونقص الموارد فى أقاليم أخرى لا بد له أن يعيد تعريف العلاقات الدولية بين الدول، وهذا ما تشهده الآن منطقتنا العربية بالأخص ليبيا وسوريا والعراق ودول الخليج العربى.
وما البدائل من وجهة نظرك؟
- تطرح الدراسات المستقبلية بدائل تدور حول الإدارة المشتركة للموارد الطبيعية كوسيلة لمنع الصراعات وتعزيز التعاون الإقليمى من أجل تحقيق السلام والتنمية المستدامة.
كيف رصدت دراسة «مشاركة موارد الطاقة لشرق المتوسط» تأثير اكتشافات الغاز على الوضع الإقليمى؟
- تؤكد الدراسة أن اكتشافات الغاز ستثير مشكلات إقليمية ونزاعات بالمنطقة، خاصة فى ظل اكتشافات «غير عادلة» لهذا المورد، خاصة فى ظل عدم اعتراف تركيا بترسيم الحدود البحرية وبقوانين البحار ومشكلاتها مع قبرص.
يجب التوسع فى مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة وتقنيات الذكاء الاصطناعى
وما مدى تأثير ما يحدث على الاقتصاد المصرى؟
- لا بد أن نعى أن ما يحدث فى المنطقة من عدم استقرار يؤثر سلباً على الاقتصاد المصرى والأمن القومى المصرى أيضاً، فى ظل اندلاع الصراع السنى الشيعى والصدام الأمريكى الإيرانى وما له من تبعات على مضيق هرمز وباب المندب وتأثير ذلك على التجارة الدولية للنفط، ومن ثم على سعر النفط وحركة الملاحة فى قناة السويس، خاصة بشأن باب المندب، ورغم ذلك فاكتشافات الغاز ومشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة بمصر كمحطة الطاقة الشمسية التى تنشئها بالتعاون مع الجانب الصينى سيكون له كبير الأثر على الاقتصاد المصرى، ولكننا علينا أن نعى أهمية تأمين مصادر ومنابع الطاقة باعتبارها مصدر التهديد الكبير، ويجب كذلك تصنيع الموارد الطبيعية، فلم يعد هناك مجال لتصدير المورد خاماً يباع بربع ثمنه، فلابد لنا أن نفكر فى تصنيعه وبيعه مصنعاً، وبشأن التكنولوجيا يمكننا من خلال المشروعات الجديدة التى دخلت فيها مصر كمبادرة الحزام والطريق أن تطلب من الجانب الصينى إقامة مصانع مصرية صينية بمصر لتوطين صناعة الموارد الطبيعية كالنفط والغاز، إلى جانب التوسع فى مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، مع ضرورة النظر إلى إقامة صناعات عسكرية مصرية فى ظل تقنيات الذكاء الاصطناعى المتطورة التى تحمل نقاط قوة وتهديد فى ظل تحيز خوارزميات الذكاء الاصطناعى وإمكانية تحكم الدول الغربية المصدرة لتلك الأسلحة فيها بحكم تقنيات الذكاء الاصطناعى، وأتوقع أن تخرج مصر خلال السنوات القادمة قوة من أهم اقتصادات المنطقة.