بيوت المطالعة تبحث عن حياة بعد الهجرة إلى "الإنترنت"
مكتبة كلية الآداب جامعة القاهرة
أمام كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، يقف مبنى المكتبة المركزية، أو بالأدق المكتبة الأم للجامعة كلها، وهو مبنى مجسم يعلوه تاج زجاجى، مكون من 6 أدوار متكررة بخلاف الأرضى والبدروم وقاعات الاحتفالات فى السابع والثامن، يضم الدور الأول مجموعة من أجهزة الحاسب الآلى التى تتيح للطلاب والطالبات فرصة البحث عما يرغبون فى الاطلاع عليه من كتب، وعلى الجانب الأيمن يستقر مكتب الاستقبال، والأمن.
عملية جادة من البحث يجريها الطالب على جهاز الكمبيوتر، يعقبها الذهاب إلى الدور الثانى، يجد كتباً شتى بينها يستقر مبتغاه سواء فى العلم والقراءة، وهكذا بقية أدوار المكتبة فهى بمثابة بيت ومركز ثقافى يشع بنوره لمختلف الطلاب والباحثين.
حركة ملحوظة رصدتها «الوطن» فى جولة ميدانية بالمكتبة، حيث يتردد على المكتبة الطلاب وفى أذهانهم آمال شتى، فمنهم من يرغب فى تنفيذ تكليف لمادة معينة، ومنهم من يستكمل بحثه لينال درجة علمية، ومنهم من دفعه حب الثقافة والاطلاع للذهاب إلى المكتبة.
تقول الدكتورة سرفيناز أحمد حافظ، مديرة المكتبة، إن الطلاب يترددون على المكتبة المركزية من مختلف كليات جامعة القاهرة، فضلاً عن جامعات الأقاليم الأخرى والدول العربية المختلفة وغيرها، موضحة أن المكتبة تحتوى على قدر كاف من المراجع والكتب والملخصات، مشيرة إلى أن هناك خطة شاملة لتحديث المكتبات تتم دورياً، مشيرة إلى أن الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة، يولى اهتماماً كبيراً بشأن عملية التطوير المستمر للمكتبات.
"سرفيناز": خطة شاملة لتحديث مكتبات جامعة القاهرة
وأكدت «سرفيناز» أن المكتبة ترعى دائماً التجديد والتحديث لجميع محتوياتها العلمية التى تؤهل وتساعد الراغبين فى الاطلاع والمعرفة والاستذكار واستكمال دراساتهم، مضيفة أن المكتبة تستقبل يومياً مئات من الطلاب بمختلف التخصصات من الكليات، فضلاً عن الباحثين وأعضاء هيئة التدريس من جميع البلدان والمحافظات، مؤكدة أن لكل علوم وفرع وتخصص ملحقاً كاملاً يحتوى على مئات الكتب.
وشملت الجولة أيضاً، مكتبة كلية الآداب، حيث توجد 3 قاعات رئيسية، القاعة الأولى: لكتب الفلسفة وعلم النفس والديانات والمعارف العامة، والأدب والتاريخ، والفنون، وتشمل القاعة الثانية كتب الدراسات العليا من رسائل الماجستير والدكتوراه والدوريات العلمية، أما عن القاعة الثالثة فهى مخصصة لكتب الجغرافيا فى مختلف بقاع العالم.
لم تغفل المكتبة توفير المادة العلمية الأجنبية، فبها كتب للغة الإنجليزية والإسبانية، وكتب الترجمة اليونانية عن الأساطير الإغريقية والكتب الفارسية، بحسب صبا عبدالله مديرة المكتبة، مؤكدة أن معرض القاهرة الدولى للكتاب موسم ثقافى تحصل منه المكتبة على نصيبها من العلم، فيتم تزويد المكتبة منه فى التخصصات العلمية المختلفة.
"كمال": لا يوجد دعم مادى لمكتبة بنى سويف منذ 2011
رف به كتب للأدب، وآخر للنقد، وثالث للفلسفة، ورابع لعلم المصريات، وغاب رف الترجمة بمفهومها الأشمل والأوسع.. تجلس على هذه المنضدة فتاة أو فتاتان، وعلى نظيرتها طالب أو طالبان «تلاتة بالكتير» وكأنها لا تسع إلا ذلك، تجول أعينهم وسط الأوراق التى عفا عليها الزمن، يجتهدون فى البحث عن معلومات يبدو أنها جديدة، بحرص شديد حتى لا تترك ورقة، ويكون مصيرها «سلة المهملات»، فبعد الاطلاع على كتاب وآخر يمل الطالب أو الطالبة، فما كُلف به يعد بحثاً جديداً، يحتاج إلى آخر صيحات العلم الحديث، ويندم الطالب على «الخمسة جنيه اللى دفعها تذكرة دخوله المكتبة»، هكذا كان مشهد الطلاب فى كلية الآداب بجامعة بنى سويف.. لم يختلف الأمر كثيراً فى مكتبة كلية السياسة والاقتصاد، فعدد رسائل الماجستير والدكتوراه لا يتعدى 30 رسالة، ولم تحصل على قسط كبير من الكتب السياسية والاقتصادية، فكانت نتيجة ذلك عزوف الطلاب عن التردد إلى المكتبة، فالدافع الوحيد على دخول المكتبات بالنسبة للطلاب هو تكليف لمقرر مادة ما، حسب ما رصدته «الوطن».
ويقول عادل قرنى، أمين عام مكتبة كلية الطب البيطرى بجامعة بنى سويف: «الكتاب الجديد لم يعرف طريق المكتبة فوجدت التكنولوجيا الحديثة طريقها للوصول للقارئ بعيداً عن الكتب الورقية»، مؤكداً: «المكتبة لم يُضف إليها كتاب جديد منذ فترات طويلة، وفيه فلوس مخصصة للمكتبة بس ما نعرفش بتروح فين»، موضحاً أن الطلاب يترددون على المكتبة قبل أيام الامتحانات بوقت قليل للحصول على مراجع علمية لتوثيقها فى الامتحان.
"الكاشف": مكتبة جامعة مصر تضم أمهات الكتب
تعد مكتبة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أول صرح ثقافى ينشأ مطلع التسعينات بالتزامن مع بدء النهضة العمرانية بمدينة السادس من أكتوبر، وعلى مساحة تتجاوز الـ3 آلاف متر مربع، فالمبنى مجسم على شكل مدرجات، مكون من 3 أدوار متكررة وكأنها تحفة معمارية توحى للناظر إليها بأن المستقبل ما زال موجوداً بالعلم والمعرفة، يأتى الدور الأول بمسطح كبير به العشرات من الأرفف تحمل المئات من الكتب ما بين العربية ومختلف اللغات فى شتى التخصصات، ومتسع كبير به العشرات من الطاولات المزودة بشاشات حاسب آلى للقراءة والاطلاع والاستذكار، وبمجرد دخولك إليها تجد الهدوء مسكنها، وتجد بالطابق الثانى قاعات الاستذكار الإلكترونى وعدداً من القاعات المزودة بخدمات البحث للرسائل والدراسات العليا، ويأتى الثالث بمكاتب الإدارة العامة للمكتبة وبعض مكاتب الموظفين وأماكن المراجعة والجرد وكل ما يتعلق بالمكتبة من إداريات.
وقالت الدكتورة ياسمين الكاشف، أمين عام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إن هناك خططاً مستمرة لتجديد المكتبة لتسع أمهات الكتب الدراسية لخدمة الباحثين وأعضاء هيئة التدريس والراغبين فى الاستفادة من خدماتها.
وتابعت أن المكتبة تفتح أبوابها من الـ9 صباحاً وحتى الـ9 مساءً للطلاب والباحثين، موضحة أن مجتمع الجامعة يعمل بشكل جماعى لوضع الجامعة كمؤسسة بحثية من أعلى المستويات فى مصر والشرق الأوسط، مضيفة أن هناك عدداً من الخدمات تتيحها المكتبة للباحثين من ترجمة وفهرسة وتجليد وكتابة رسائل ومساعدات أثناء مشاركتهم فى البحوث.