بعد سماع أقوال نقيب المنيا.. التفاصيل الكاملة لحادث الطبيبات المأساوي
وزيرة الصحة تزور المصابات
في منتصف يناير الماضي، وقع حادث مأساوي هز أرجاء المنيا، قامت الدنيا ولم تقعد عندما سافر عددا من الطبيبات للقاهرة لحضور دورة تدريبية، وتعرضن لحادث، أسفر عن مصرع 3 منهن وإصابة 11، وحتى الآن ما زالت النيابة العامة تجري تحقيقاتها حول الحادث بعد عدة بلاغات قدمتها نقابة الأطباء وأسر الضحايا.
استعمت النيابة الإدارية بالقاهرة لشهادة الدكتور ناصر زغلول نقيب أطباء المنيا، وذلك عقب بلاغ قدمته النقابة لأجهزة التحقيق، فيما انتقل فريق من النيابة لمستشفى معهد ناصر بالقاهرة لسماع أقوال الطبيبات المصابات حول الظروف والملابسات وكان بينهن الدكتوره "راعوث" التي فقدت حملها جراء الحادث الأليم.
الكثير من الشهادات والتصريحات أكدها أقارب وأسر الضحايا والمصابين، أبرزها "ميكروباص لونه أحمر مكتظ بالركاب كان يسير على الطريق الصحراوي الشرقي بالقرب من مدخل 15 مايو بالقاهرة، وفجأة تطاير غطاء خاص بسيارة نصف نقل كانت تسير بسرعة أمام الميكروباص ليسقط الغطاء أمام السائق ويحجب الرؤية نهائيا ويتسبب فى وفاة 3 طبيبات وسائق".
كمال محمد، والد "وائل" سائق الميكروباص قال إنه كان يعمل مع الأطباء منذ 3 أشهر ويقوم بتوصيلهم في كل الأماكن داخل مراكز محافظة المنيا وليست المرة الأولى التى يسافر فيها وائل، وفي هذه الليلة كان مدعوا في خطبة شقيقة زوجته وكان يجهز نفسه وأولاده لحضور العرس، وأخذهم واشترى لهم ولنفسه ملابس جديدة للفرح، إلا أن الأطباء اتصلوا به وأصروا أن يكون معهم رغم أنه طلب منهم الاعتذار وأنه سوف يوفر سائقا لهم إلا أنهم رفضوا ذلك وطلبوه هو، وخرج وائل من المنزل حوالي الساعة 3 فجرا، مؤكدا أن وفاة وائل تركت إرثا كبيرا من الديون على زوجته وأولاده.
وفقدت "راعوث القس أشعياء"، 20 عاما إحدى الطبيبات المصابات جنينها، قبل أن يكمل عمره الثلاثة أشهر، حيث ترقد حتى الآن مصابة داخل مستشفى معهد ناصر بالقاهرة، نتيجة الحادث.
الطبيبة "فاطمة" كان من المفترض أن تسافر مع زميلاتها لكنها رفضت تنفيذ التعليمات، وبعد وقوع الحادث كتبت على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تقول "إنه كان من المُفترض أن تكون ضمن مُستقلي أتوبيس طبيبات المنيا الذي كان أحد طرفي حادث سير على الطريق الصحراوي الشرقي عند مدخل الكريمات زمام محافظة الجيزة، وجرى تحويلها للتحقيق لرفضها استقلال السيارة"، وأضافت الطبيبة: "الإدارة كلمتني الصبح بفكرهم بيطَمنوا عليا لأن المفروض كنت هسافر معاهم، قالولي عندك تحقيق بكرة، يا نموت يا يحولونا شؤون قانونية".
الدكتور ريمون جرجس زوج الدكتورة سماح نبيل التي توفيت في الحادث، عقب مرور نحو 3 أشهر من زواجهما، قال إن جميع أسر الضحايا والمصابين ينتظرون تحركا فعليا وسريعا من جانب وزارة الصحة، مشددا على محاسبة الجناة، وعدم إفلات أحد من العقاب على هذا التقصير والإهمال الجسيم الذي كان سببا مباشرا في الحادث وتابع بقوله "لازم يتحاسب المسؤولين عن هذه الكارثة".
وقال الدكتور ريمون: "بنطالب بفتح تحقيق عاجل حول الواقعة لتحديد المقصرين ومعاقبتهم بداية من الذي أصدر إشارة باستدعاء الطبيبات للقاهرة مرورا بمن نفذ هذا القرار التعسفي رغم الاعتراض عليه".
مؤمن الليثي، خال الدكتورة نوارة نبيل حمدان، المصابة في الحادث، قال إن هناك تواصلا بين أسر الضحايا لعمل توكيلات لأحد المحامين لتحريك دعوى قضائية ضد المتسببين في الحادث، موضحا أن ابنة شقيقته الدكتورة نوارة تعمل بوحدة الصليبة بمركز سمالوط "تكليف"، ولكونها حديثة التخرج والتعيين امتثلت لتعليمات المديرية بالسفر خوفا من توقيع جزاء عليها، مثلما استجاب الجميع لنفس السبب ومنهم من ترك أطفاله الرضع وحوامل تعرضن للأذى بسبب هذا التعسف والعشوائية.
وطالبت الدكتورة نجوى الشافعى، وكيل النقابة العامة للأطباء، بتوفير وسائل انتقال آمنة الأطباء، قائلة: هناك طبيبة نجت من الموت، ولم تلحق بطبيبات الحادث، لكنها تعرضت للسرقة فى الطريق، بعد ما كانت كل المطالبات بأمن المريض، جاء اليوم الذى نطالب فيه بأمن الطرف الثانى وهو الطبيب، مضيفة: عندما زرت المنيا للعزاء، إحدى الناجيات قالت لى خرجت من بيتها الساعة الثانية بعد منتصف الليل لتذهب الى الموقف للحاق بميكروباص الموت لكنها فى الطريق تعرضت لحادث بلطجة وسرقة مقتنياتها، فأسرعت إلى بيتها مرة أخرى لتنجو من الموت بحادث تعدٍ وسرقة.
وتقدم الدكتور سمير رشاد عضو مجلس النواب بسمالوط، بطلب إحاطة للمجلس قال فيه إن 120 طبيبا من أبناء محافظة المنيا توجهوا إلى القاهرة لحضور تدريب عن صحة المرأة ضمن حملة "سرطان الثدي"، كان من الأحرى ألا ينتقل هؤلاء إلى القاهرة، وكان يجب أن ينتقل المحاضر لهم.
كما ذكر "أبو طالب" أنه كان يجب على الوزارة والمديرية إبلاغ الأطباء بموعد التدريب قبل انعقاده بفترة كافية، مع ضرورة توفير وسائل مواصلات آمنة تضمن سلامتهم وتليق بهم.
وشهد الطريق الصحراوي الشرقي، حادثا مروريا عند مدخل بوابة الكريمات بزمام محافظة الجيرة، قبل نحو 3 أسابيع أسفر عن مصرع 3 طبيبات وسائق السيارة، وإصابة 11، جميعهم من أبناء محافظة المنيا، وقد كانوا في طريقهم لحضور دورة تدريبية بوزارة الصحة.