بين مؤيد ومعارض.. مطالب تأجيل الدراسة تثير جدلا في النواب
جلسة عامة- أرشيفية
شهد مجلس النواب جدلا برلمانيا تصاعد خلال الساعات القليلة الماضية، بعد مطالبة سليمان وهدان وكيل مجلس النواب، بتأجيل الفصل الدراسي الثاني بالمدارس والجامعات لمدة أسبوع، خوفا من تهديدات فيروس كورونا، في حين رفض عدد آخر من النواب طلب التأجيل، في ظل ما أكده وزير التربية والتعليم من رفضه التأجيل واستمرار خريطة الدراسة وفق المخطط لها.
من جانبه، طالب عمرو الأشقر عضو مجلس النواب، بتأجيل موعد بدء الدراسة في الترم الثاني من العام الدراسي لمدة أسبوعين، لحين اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية ضد فيروس كورونا الذي أصبح خطرا يهدد العالم كله، لحماية الطلاب والمواطنين، خاصة أنّ التجمعات في المدارس وفي ظل الكثافات الطلابية الكبيرة بمدارس عديدة تشكل خطورة في هذه الأجواء، ولحين التأكد بشكل تام من عدم تهديد هذا الفيروس الخطير لأي مكان في مصر.
وقال النائب عمرو الأشقر، إنّ الدولة تتخذ إجراءات وقائية واحترازية للوقاية من فيروس كورونا، وفي إطار هذه الإجراءات يقترح تأجيل موعد بدء الدراسة في الفصل الدراسي الثاني بجميع مراحل التعليم، لمدة أسبوعين، مؤكدا أنّ ذلك لن يؤثر بالسلب على سير العملية التعليمية، كما أنّه لضمان حماية صحية كافية للطلاب وأسرهم.
وأيّده في ذلك إيهاب غطاطي عضو مجلس النواب، موضحا أنّ تأجيل الدراسة لفترة لن يضر بسير العملية التعليمية، خاصة مع ضمان عدم تسرب الفيروس أو ظهور أي حالات بمصر، خاصة أنّ حضانة الفيروس 14 يوما، وقد يحمله شخص دون أن يظهر عليه أي علامات، مطالبا باتخاذ التدابير ومنها منع التجمعات الكبرى كنوع من الوقاية.
وأضاف غطاطي، لـ"الوطن"، أنّ الصين طالبت سكان المدن التي ليس بها الفيروس بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة، وبالتالي فتجنب الزحام خير سبيل للوقاية، خاصة أنّ وزارة التعليم التي ترفض التأجيل لم تعلن إجراءات وقاية كافية، والقرار الوحيد أنّ أي طالب تظهر عليه علامات البرد أو المرض يحصل على إجازة، وهو إجراء غير كاف.
ورفض محمد سليم عضو مجلس النواب، المطالب بتأجيل الدراسة، مؤكدا أنّ التأجيل يثير البلبلة، خاصة أنّه لم تظهر أي حالة في مصر ولم تؤجل أي دولة بما فيها دول جوار الصين الدراسة أو وقف الحياة، وفي المقابل لا بد من إعلان الحكومة الإجراءات الوقائية في التجمعات، سواء مدارس أو جامعات أو مصانع أو شركات خاصة، أو أماكن العمل التي تضم أعدادا كبيرة من العمال.
وقال سليم، لـ"الوطن"، إنّ الحكومة بكل وزاراتها وأجهزتها يجب أن يكون لديها خطة متكاملة، وليس فقط وزارتي التعليم أو الصحة، خاصة مع تزايد انتشار فيروس كورونا في العالم، لافتا إلى أنّ ما فعلته الدولة، خاصة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بإعادة المصريين من الصين، خطوات جيدة من أجل صحة وحياة المصريين.
كما رفض فايز بركات، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، تأجيل الفصل الدراسي الثاني خوفا من انتشار فيروس كورونا القاتل، سواء جاءت المطالب من نواب أو أولياء أمور، خاصة أنّه لم تظهر حالة واحدة مصابة بالفيروس في مصر.
وأشاد بركات في تصريحه، لـ"الوطن"، بالجهود المبذولة من الحكومة مؤخرا، خاصة أنّ ظهور الفيروس خارجي وبالتالي الرقابة على المنافذ هي الإجراء الأهم، سواء الموانئ أو المطارات أو المنافذ البرية، مؤكدا أنّ الدولة نفذت دورا كبيرا خاصة بالإجراءات الوقائية التي اتخذتها حيال المصريين العائدين من مدينة "ووهان" الصينية، بؤرة الفيروس، ووضعهم تحت الحجر الصحي لمدة 14 يوما في مستشفى النجيلة، الذي تمّ تجهيزه لهذا الغرض، وهي إجراءات اتخذت بسرعة كبيرة.
وكان الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، أعلن رفضه تأجيل الدراسة وطالب بعدم الترويج للمطالب التي ظهرت على فيس بوك وبعض وسائل الإعلام، داعيا إلى عدم اختلاق حالة من الهلع والالتزام بتقديرات علمية مسؤولة عنها الدولة، مؤكدا أنّه لا يوجد أي تغيير في الوقت الحالي، وأنّ هذه القرارات تكون مسؤولية المختصين والمسؤولين.