خفاش
رُعب ضخم يسيطر على العالم منذ ديسمبر الماضي، بسبب تفشي فيروس كورونا القاتل الذي حصد الأرواح في الصين، وانتشر إلى عدة دول في مختلف القارات، خاصة بعد أن إصابة أعداد كبيرة بمدينة ووهان، التي تشتهر بالمأكولات الغريبة وعلى رأسها الخفافيش، ليرجع البعض سبب الفيروس الجديد لتناول لحم الخفافيش.
ومنذ تفشي كورونا، انتشرت تكهنات حول أصله ونشأته، حيث ذهبت أكثرها إلى أن منشأه الرئيسي هو الخفافيش، بترجيح من علماء صينين، الذين أكدوا أن لديهم مزيد من الأدلة على أن الفيروس الجديد نشأ على الأرجح في الخفافيش، حيث نشرت دورية "جورنال نيتشر"، بأن فيروس كورونا الجديد يرتبط ارتباطا وثيقا بالفيروسات المسببة لمرض الالتهاب الرئوي الحاد، المعروف باسم "سارس".
كما نشرت صحيفة "صن" البريطانية، تقريرا يفيد أن مقاطعة ووهان الصينية يتنشر فيها تناول حساء الوطاويط ليخرج منها الفيروس وينتشر إلى مقاطعات صينية أخرى، ومنها إلى العالم، وهو ما أثار تساؤلات عن تناول الخفاش.
أكل الخفاش غير محرم بالإسلام، وفقا للعالم الأزهري محمد وهدان، موضحا أن الأصل في الأشياء هو الإباحة، إلا ما ورد فيه نص شرع بالتحريم من الدم ولحم الميتة وغيرها، حيث ورد بسورة المائدة: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ".
وتابع وهدان، لـ"الوطن"، أنه بخلاف ذلك لم يأتي نص قرآني بتحريم أكل الخفاش، ولكن النبي محمد عليه الصلاة والسلام، كان يرفض أكل بعض الأطعمة غير المناسبة للبيئة، ومنها الوطواط، حيث إنه غير ملائم للبيئة وظروف المجتمع، كونه يطير ليلا ولا يمكن اصطياده بسهولة.
وأضاف أنه لم يرد أيضا بكتب الفقهاء الأربعة ما يحرم أكل لحم الخفاش، وهو ما يثبت أنها ليست محرمة، ولكنها ليست مناسبة لظروف العصر أو مصر، إلا في حالة الاضطرار، حيث يجوز للمضطر تناوله أو لحم الميتة للنجاة من الموت، وفقا لقول الله تعالى بسورة المائدة: "َمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ".
ورجح "وهدان"، أن السبب في انتشار فيروس كورونا، هو أن الله سبحانه وتعالى يريد أن يرى البشر قوته، وأنه على كل شئ قدير، مضيفا أن الوضوء 5 مرات باليوم يمنع الإصابة به، كونه يدخل الماء للجسم ويحافظ على النظافة الشخصية، وهو ما يؤكد صدق الإسلام العظيم.
تعليقات الفيسبوك