ألقى الصحفى سؤاله القنبلة فى وجه «أردوغان» أثناء مؤتمر صحفى ضم الرئيسين الأوكرانى والتركى فى «كييف»، عاصمة أوكرانيا، قبل أيام.. جحظت عينا «أردوغان» وامتلأ وجهه بالصدمة والهلع والغضب وتململ صوته وهو يجيب: «نعم سقط 6 من الجيش التركى وبعض المدنيين فى إدلب بشمال سوريا، التى خرجت الأوضاع فيها عن السيطرة».. ولم يجد الرئيس الأوكرانى أمامه سوى أن يعلق بالدعاء للقتلى والمصابين الأتراك وفض المؤتمر على عجل..
وما يعرفه الجميع أن الأرتال العسكرية الثلاثة التى اندفعت مؤخراً من تركيا لنجدة الإرهابيين المنهزمين تحت نيران الجيش العربى السورى والمدعوم بقوات روسية قد تعرضت لخسارة فادحة بنيران الروس والسوريين.. ويبدو أن الروس ردوا بعنف على القوات التركية المعتدية، فى ذات التوقيت الذى ذهب فيه «أردوغان» إلى «كييف» ليرفض ضم «بوتين» لمنطقة «القرم» قبل عامين وكأنه يجاهر بخيانته لروسيا!!
ويبدو أن الروس أدركوا أن «أردوغان» يخون تحالفاته.. رأينا ذلك مرات عديدة مع خرق القوات التركية للاتفاقات العسكرية الميدانية مع الروس شمال سوريا وتعمد «أردوغان» تسهيل سرقة شركة أمريكية للبترول السورى وبيعه عبر أراضيه مع الإدانة العلنية للروس لهذه السرقة.. وتكرر الخداع الأردوغانى لـ«بوتين» فى الحالة الليبية حيث خان «أردوغان» ثقة «بوتين» وحاول توريط «بوتين» فى الانحياز لـ«السراج» والجماعات الإرهابية الطرف الأضعف المعتدى على الشعب الليبى.. وتنبه «بوتين» للخدعة وغيّر موقفه تماماً فى مؤتمر برلين الذى اكتشف العالم فيه دور «أردوغان» والإخوان الإرهابيين فى تأجيج الصراع بليبيا، وما زال «أردوغان» يتحدى العالم علناً ويرسل المرتزقة المسلحين لدعم الإرهابى «السراج» وتعطيل الحل السلمى فى ليبيا..
ويمارس «أردوغان» كل أشكال خيانة التحالفات مع إيران حيث تتبدل مواقفه المعلنة من النقيض إلى النقيض تجاه أحداث الصراع الأمريكى - الإيرانى فى الخليج العربى، وآخرها مقتل «سليمانى» وسقوط الطائرة المدنية فى إيران.
«أردوغان» سيطرت عليه الأوهام العثمانية التى تقوم على التوسع عبر الخيانات وسفك الدماء بشراسة وخداع الحلفاء.. ويبدو أن انكشافه السريع سوف يؤدى إلى سقوط تحالفاته مع روسيا وإيران قريباً.. ويدفع -للأسف- الشعب التركى العزيز ثمناً باهظاً لفساد حكومته.