باحث يتوقع تفاقم أزمات أنقرة بعد مقتل الجنود الأتراك بالخارج
جول: المعارضة التركية أعلنت مواقفها المضادة للحكومة وحزبها في 2011
الرئيس التركي اردوغان
أشاد محمد زاهد جول، الكاتب والباحث التركي، ورئيس مركز شرقيات للبحوث بإسطنبول، بأحزاب المعارضة السياسية في تركيا، مبينا أنها تتميز باحترام مواقفها السياسية سواء في الشؤون الداخلية أو الخارجية، وكذلك في الموقف من سياسات الحزب الحاكم ـ حزب العدالة والتنميةـ في الغالب، حيث أنها لا تستطيع خسارة سمعتها أمام الشعب التركي، وتحرص على ثقة الشعب ولا تقحم نفسها في خسارة مكشوفة.
وأضاف "جول"، في مقالة بجريدة "الروية الامارتية"، إن أزمات تركيا في السياسة الخارجية تزداد تفاقماً، وخسارة الجنود الأتراك في الخارج ستزيدها سوءاً أيضاً، سواء في سوريا أو في غيرها، متابعا "المؤلم أن يأتي قتلهم على أيدي الدول التي وقّعت معها تركيا اتفاقيات دولية وأمنية كبيرة، مثل اتفاقياتها مع روسيا وإيران في سوريا، الضامنتين وقف إطلاق النار مع تركيا في مناطق عديدة، ومع ذلك قُتل الجنود الأتراك في هذه المناطق".
وأشار الباحث التركي، إلى أن من المواقف التي أجمعت عليها أحزاب المعارضة مع الحزب الحاكم، هي الموقف من صفقة القرن، فقد أصدرت الأحزاب السياسية الممثلة بالبرلمان التركي، بياناً مشتركاً عبرت فيه عن إدانتها واستنكارها خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط، بعدما أعلن عنها الرئيس الأمريكي، وسبب هذا التوافق هو كسب ود الشعب التركي المتضامن مع الشعب الفلسطيني، فلا يملك حزب سياسي تركي المناورة في مثل هذه القضايا، التي تعبّر عن إرادة مشتركة لجميع الأحزاب الممثلة في البرلمان.
وتابع أن هذا التوافق يعتبر مكسباً للجميع، ولكن البحث عن توافق آخر بينها يكاد يكون صعباً في ظل مشكلات تركيا الخارجية، بل الأمر مرشح لمزيد من الاختلاف، فمقتل 6 جنود أتراك وجرح 9 في سوريا، سيكون نقطة خلاف كبرى بين الحكومة والمعارضة، لأن المعارضة أعلنت مواقفها المضادة لمواقف الحكومة وحزبها الحاكم منذ عام 2011، سواء في قضية فتح الحدود التركية لملايين اللاجئين السوريين، أو فتح الأراضي التركية للمعارضة السورية المسلحة، فضلاً عن مجالس المعارضة السياسية التي انتهت إلى الفشل الذريع.
وأشار الباحث، إلى أن مواقف المعارضة التركية ساعدت الحكومة على تعديل مواقفها من الأزمة السورية، وذلك بتغليب المصالح التركية الأمنية الوطنية والقومية على غيرها، فكان التدخل العسكري التركي في سوريا بعد تفاهمات مع أمريكا وروسيا وإيران، ولكنه مع ذلك لم يضمن سلامة الجنود الأتراك.