نجل عبد الله غيث لـ"الوطن": الناس حدثت والدي في النعش "سامحنا"
عبد الله غيث
92 عاما، مرت على ميلاد أحد نجوم المسرح والتليفزيون في الثمانينيات، فقد كان مُتمكنا من اللغة العربية وكذلك أدواته التمثيلية، له عشرات الأعمال المسرحية والدرامية فضلا عن السينما، عُرفت عنه صفات "ابن البلد"، كونه دائم التواصل مع أهل بلده في الشرقية، رغم النجومية التي حظى بها، إذ كان يبتعد عن صخب الأضواء باحثاً عن الدفء في مسقط رأسه، وبتاريخه الفني والإنساني يُعد الفنان عبدالله غيث، واحدا من أبرز النجوم حيث ما زالت أعماله تُحقق نسب مُشاهدات حتى الآن.
كشف الحسيني عبدالله غيث، عن تفاصيل فترة مرض والده، بأنه في أثناء مُشاركة والده في مسرحية "آه يا غجر" شعر بحالة إعياء شديدة، لكنه تحامل على نفسه، وانتظر حتى انتهاء المسرحية، لزيارة الطبيب آنذاك، وهذا عكس عادته فقد كان يزور الأطباء في الحالات الاستثنائية فقط، ليكتشف إصابته بالسرطان وأنه انتشر في الرئة والكبد، ليخضع بعدها للعلاج في المستشفى.
وتابع: "والدي أقام في المستشفى لمدة لا تزيد على 18 يوما، ولم يُظهر شعوره بالآلام أمامنا طوال هذه الفترة، فلم أره يتوجع من المرض، رغم مرافقتي له طوال هذه الأيام"، فقد كان يسأله: "حاسس بوجع يا بابا؟"، فسرعان ما يُجيبه بالنفي، مؤكدا أن الفريق المُعالج لوالده كان يُخبره صباح كل يوم، فور قدومه للمستشفى، بمدى التوجع الذي كان يشعر به عبدالله غيث.
وأشار إلى أنه على الرغم من منع الزيارات عنه في هذه الفترة، فإن جميع الفنانين حاولوا زيارته في المستشفى والاطمئنان على حالته الصحية من الفريق الطبي: "أتذكر أن الفنان شكري سرحان كاد أن يغضب مني، لعدم سماحي له بالدخول إلى غرفة والدي، بناءً على رغبة الأطباء، لكن اضطررت لإدخاله في النهاية منعا لغضبه، والأمر ذاته مع الفنانة رغدة، فهما الفنانان الوحيدان اللذان دخلا غرفة والدي في أيامه الأخيرة".
وعن تفاصيل وفاة والده أوضح "الحسيني": "لفظ أنفاسه الأخيرة فجر يوم 13 مارس عام 1993، وكنا في شهر رمضان وقتها، وأتذكر أن جنازته في الشرقية كانت ضخمة جدا، والناس كانت تُحدّثه وهو في النعش: أبا عبدالله.. سامحنا يا غيث"، متابعا: "كنت بعيدا عن النعش لمسافات طويلة جداً، فلم أتمكن من الوصول له، بسبب الأعداد الكبيرة للمُشاركين فى الجنازة، وكأنه موكب حج، وأصوات الصراخ كانت تتصاعد من شُرَف المنازل".