كيف نجحت مصر خلال عام 2019 في تنفيذ أجندة أفريقيا 2063 لدول القارة؟
خبير لـ"الوطن": دعم مبادرة إسكات البنادق ستحقق السلام في أفريقيا
الرئيس عبدالفتاح السيسي
أطلق الاتحاد الأفريقي، رؤية تنموية متكاملة للقارة الأفريقية عنوانها "أجندة أفريقيا 2063"، تحت شعار "أفريقيا التي نريد"، واعتبرت هذه الأجندة أساساً للتحول الاقتصادي والاجتماعي التكاملي طويل الأجل للقارة الأفريقية، وذلك أثناء الاحتفال الذهبي لمنظمة الوحدة الأفريقية بمرور خمسين عاما على تأسيسها في 25 مايو 2013، حيث تأسست المنظمة في 25 مايو 1963، وقد عرِضها 54 عضوا من الاتحاد، في إطار الدعوة إلى "بناء قارة أفريقيا مزدهرة ومتحدة، تقوم على قيم ومستقبل مشترك".
وقال الدكتور مصطفى أبو زيد، مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية والسياسية، إن الأجندة تتبنى أجندة رؤية جديدة للنمو الشامل والتنمية المستدامة ووضع خطة استراتيجية لمستقبل أفريقيا مدعومة بدعم الشعوب الأفريقية، إيماناً منها بقدرة المواطن الإفريقي على استخدام وتنمية موارده المتوافرة لديه بشكل كامل وفعال، خاصة أن أفريقيا تمتلك أكثر من 90% من احتياطيات الموارد في العالم، وذلك من خلال التكامل التام إقليمياً وتوفير فرص عمل لجميع الأفارقة، بما في ذلك النساء والشباب، ما سيؤدي إلى القضاء على الفقر والبطالة، وموحدة سياسياً تتكون من دول ذات حكم رشيد، تنعم بالديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان، ولاعب عالمي فاعل ومؤثر، وقارة آمنة مسالمة تختفى منها الصراعات والحروب.
وأضاف أبو زيد لـ"الوطن": "خلال العام الذي تولت مصر فيه رئاسة الاتحاد الأفريقي سعى فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، تطوير برامج التجارة الأفريقية البينية والمستهدفة لعام 2022، والوصول إلى الهدف الطموح الذي قررته الدول الأفريقية وهو رفع نسبة التجارة الأفريقية البينية من 12% في عام 2013 إلى 50% فى 2045، وتحسين حصة أفريقيا فى التجارة الدولية من 2% إلى 12%".
وتابع مدير مركز مصر للدراسات: "استطاعت مصر التركيز على الخطط العشرية، لاعتبارها من أهم آليات المتابعة، من أجل إتاحة الفرصة لأجهزة الرقابة والمتابعة في القارة لمتابعة تنفيذ الأجندة، ومن أجل تسهيل تنفيذها على أرض الواقع وقياس نسبة الإنجاز لهذه الخطط، لهذا قسمت مراحل التنفيذ على مراحل وخطط عشرية، وتم التركيز على قطاعات بعينها في هذه الخطط حسب الأولويات الأفريقية التي تتسق مع خطط الدول الأعضاء للتنمية المستدامة".
وأكد أن مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي، سعت إلى أن تكون القارة خالية من الصراعات المسلحة والإرهاب والتطرف والتعصب والعنف القائم على نوع الجنس، الذي يشكل تهديدات كبيرة للأمن البشري والسلام والتنمية بالقارة.
وأوضح أن مصر استضافت فعاليات منتدى أفريقيا 2019، فى نوفمبر الماضى بالعاصمة الإدارية الجديدة، وشارك بالمؤتمر عدد من رؤساء الدول والحكومات الأفريقية، فضلا عن 200 شخص من رجال الأعمال والمستثمرين الأفارقة ومن جميع أنحاء العالم.
وأشار أبو زيد إلى أن مصر عملت على دعم جهود الدول الأفريقية لتوليد الطاقة النظيفة من المصادر المتجددة، في ظل المبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة، منذ تدشينها عام 2015، والتي تهدف إلى توليد 10 جيجاوات من مشروعات الطاقة المتجددة بحلول عام 2020، وزيادة هذه القدرات لتصل إلى 300 جيجاوات بحلول عام 2030.
واختتم أبو زيد حديثه لـ"الوطن": "أعد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، المبادرة التي قدمها الرئيس السيسي، بعنوان مبادرة إسكات البنادق، خلال القمة الأفريقية بأديس أبابا في فبراير 2019، والتى تضمنت آليات محددة لإنهاء النزاعات والحروب بالقارة السمراء بحلول عام 2020، حيث استهدفت المبادرة التوصل إلى اتفاقات نهائية مع أطراف النزاعات بربوع القارة السمراء بوقف إطلاق النار، فضلا عن طرح مبادرات للحوار بين كل الأطراف، وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من النزاعات ومحاربة المجاعات، وفي الشهر ذاته أكد مجلس الأمن الدولي دعمه لمبادرة إسكات البنادق وأصدر القرار 2457 بالإجماع والذي رحب فيه بتصميم الاتحاد الأفريقي على تخليص أفريقيا من النزاعات المسلحة".