يقف يحمل الركاب، ينتظر المارة الذين يستقلون التوك التوك الذي يعمل عليه يوميا في مسقط رأسه بطنطا، من أجل أن يكسب قوت يومه صباحا، ثم يذهب لتحضير دروسه، وسهر الليالي من أجل تحقيق أحلامه، بدخول كلية الطب، غير مبال بالانتقادات التي توجه له، فهو يعرف طريقه جيدا ويحب الاجتهاد والاعتماد على النفس منذ الصغر.
حلم كبير، ظل ينتظره يوما بعد يوم، حتى تخرج محمد عبدالفتاح السيد، في كلية الطب هذا العام بتقدير جيد جدا، فتحول من سائق توك توك لطبيب بشري تحت التمرين، حيث سيبدأ سنة الامتياز الشهر المقبل: "أنا مستني اليوم ده بقالي 6 سنين ونص عشان اقول إني فخور بنفسي جدا والله من سواق توكتوك لخريج كلية الطب البشري".
محمد عمل على توك توك حتى تخرج في كلية الطب
منذ دراسته في الصف الأول الثانوي، قرر محمد، أن يعمل على توكتوك بقريته: "اشتغلت علشان المصاريف وكنوع من أنواع المساعدة في البيت واشتغلت عليه سنتين، وكنت بذاكر واجتهد"، ولكن أهله عارضوا عمله كسائق: "أهلي مكانوش حارميني من حاجة، ورفضوا الفكرة، ولكن أنا كنت حابب اشتغل ولما وصلت 3 ثانوي وقفت علشان اتفرع لدروسي"، وفق حديثه لـ"الوطن".
وعندما حصل على مجموع عال في الثانوية الأزهرية، لم تسع الفرحة أسرته، وطالبوه بأن يجتهد في كلية الطب دون أن يعمل، ولكن "محمد" لم يقبل ذلك رغم أنه أصغر أخواته، وظل تحمله للمسؤولية ملازما له: "دخلت الكلية في دمياط، واشتغلت في صيدلية وكنت بذاكر فيها، وأوقات كنت بشتغل على التوك توك برضه، واشتغلت دعايا وإعلان في جمعية الأورمان في وقت فراغي".
يعبر محمد عبدالفتاح، عن سعادته بالوصول لهذه المرحلة وتحقيق طموحاته، رغم الصعاب والمتاعب التي واجهها والانتقادات التي طالته: "أوقات كتير بمل وبزهق، وبحس إن الدنيا تقيلة ومش قادر أكمل، بس ربنا بكرمه وفضله كان بيقويني، وكان فيه ناس كتير تقولي مش هينفع، وانت إزاي تكون سواق وهتكمل، بس الحمدلله، رديت على كل الناس دي بنجاحي".
يحلم ابن محافظة الغربية الذي لم يكمل عامه الـ25، أن يتخصص في جراحة التجميل، وأن يفتح عيادة خاصة به، بعد قضائه فترة الجيش: "أحلامي لسه كتيرة وكبيرة، وإن شاء الله هحققها بدعم أهلي اللي دايما في ظهري".
تعليقات الفيسبوك