محمد رياض: الدراما ظلمت الصعيد بقضايا "الثأر والتهريب"
منتقدو حجاب "شهيرة" يتجاهلون "القواعد من النساء"
محمد رياض خلال حوار مع محرر الوطن
قال الفنان محمد رياض إن مسلسله الصعيدى الجديد «بت القبايل» ينتمى إلى نوعية أعمال البطولة الجماعية، بحكم تضمن أحداثه العديد من الخطوط الدرامية المتشابكة التى تتلاقى على مدار الأحداث. وكشف «رياض» فى حواره مع «الوطن» أسباب تحمسه لهذه التجربة التليفزيونية، التى أعادته إلى الدراما الصعيدية منذ مشاركته فى بطولة مسلسل «الضوء الشارد»، كما استعاد ذكرياته مع مسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى»، الذى ما زال محط اهتمام ومتابعة من الجمهور أينما عرض، ورد على الانتقادات التى تلاحق الفنانة شهيرة من حين لآخر بسبب حجابها.
ما الذى حمسك للمشاركة فى بطولة مسلسل «بت القبايل»؟
- أسباب عدة، أبرزها إعجابى بالقصة وطبيعة دورى، فضلاً عن عودتى للدراما الصعيدية، التى تغيبت عنها منذ مسلسل «الضوء الشارد»، الذى حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه، والجمهور يسألنى منذ ذلك الحين: «ليه مش بتعمل مسلسلات صعيدى؟» وأنا تستهوينى نوعية الدراما الصعيدية بشكل عام.
ولكنك لم تتحدث اللهجة الصعيدية مع شخصية «فارس»؟
- «فارس» كان يُشبه الكثير من أصدقائى الصعايدة، الذين كانوا يتحدثون باللهجة الصعيدية وقت وجودهم فى الصعيد، وسرعان ما يتحدثون بلهجة سكان القاهرة عند نزولهم إليها، ومن هذا المنطلق، قمت بهذا المزيج مع الشخصية حينها، ونلت إشادات عنها من أهل الصعيد.
فى رأيك، ما الذى يُميز «بت القبايل» عن غيره من مسلسلات الصعيد؟
- «بت القبايل» يتخذ شكل الأسطورة عبر أحداثه، كما يتناول واقع الصعيد الجنوبى، الذى يختلف عن مناطق الصعيد الأخرى، وتحديداً من حيث العادات والتقاليد واللهجة التى تتسم بالصعوبة فى أجزاء منها، ولذلك اقترحت على السيناريست الشاذلى فرح تخفيف اللهجة كى يفهمها الجمهور، ولكنه رد علىّ قائلاً: «عاوزين الطعم بتاع الجنوب يبقى موجود»، وبعيداً عن هذا وذاك، فمسلسلنا يستعرض طبيعة هذه المنطقة من الصعيد، ناهيك عن تناول الصراع بين الخير والشر.
ماذا تقصد من وصف «الأسطورة» الذى أشرت إليه؟
- الأسطورة هنا ليس المقصود منها الخرافات وما إلى ذلك، وإنما العادات والتقاليد التى تعود أصولها لسنوات طويلة ولكنها ما زالت محط اهتمام وتقدير من أهل الصعيد، فهى قد تبدو غريبة فى الوقت الحالى، ولكنها موجودة كـ«فلكلور» ونلقى الضوء عليها، ومن هنا تتخذ شكل الأسطورة الذى أشرت إليه.
هل تعتبر الدراما الصعيدية مضمونة النجاح بما أنها تحظى بمتابعة جماهيرية واسعة؟
- هذه النوعية من الدراما لها جمهور كبير، واللهجة الصعيدية مُحببة عند الناس، ويزداد الانجذاب إليها مع الخروج عن النمط التقليدى للموضوعات الصعيدية، والمتمثلة فى الثأر وتهريب الآثار والأسلحة والمخدرات مع الأسف.
معنى كلامك أنك لست راضياً عن انحصار الدراما الصعيدية فى قضايا الثأر والتهريب؟
- هذه القضايا حتى وإن وُجدت فهى لم تعد تشغل الصعيد بشكل كبير، وبالتالى من الممكن تقديم مسلسل صعيدى يتناول أزمة البطالة فى هذه الرقعة من أرض مصر، ناهيك عن مشكلات الفقر بحكم ارتفاع نسبته فى الصعيد، كما يُمكن إلقاء الضوء أيضاً على التغير الذى طرأ هناك مع سياسة الانفتاح على العالم عبر «سوشيال ميديا»، فكل هذه الموضوعات مهمة للغاية ويمكن تناولها درامياً، ولكن المؤلفين مع الأسف لم يتطرقوا إليها وما زالوا يُقدمون أعمالهم عن الثأر، وكأن الصعيد ما هو إلا مرتع للثأر وتهريب الآثار والأسلحة، وهنا أتساءل: «لماذا حقق الضوء الشارد نجاحاً كبيراً؟» فموضوعه الأساسى لم يكن عن الآثار مثلاً، وإنما كان عن كبير العيلة والبلد «رفيع العزايزى» وشقيقه «فارس»، حيث أوضح أن الكبير ليس بالضرورة أن يكون كبيراً سناً، ولكن الكبير بأفعاله وأصله وقيمه الإنسانية.
بالعودة لـ«بت القبايل».. هل ترى أن أحداثه تحتمل تقديمها فى 45 حلقة؟
- نعم، فالمسلسل بطولة جماعية ويتضمن خطوطاً درامية عديدة، فهناك خط «رحيل» التى تؤدى دورها حنان مطاوع، وخط «شمس الجمال» ويلعب دوره عمرو عبدالجليل، وكذلك خط «حمدان الديب» الذى أؤدى دوره، وأخيراً خط «حجاج» لمحمود عبدالمغنى، وهذه الخطوط الأربعة تتلاقى على مدار الأحداث.
أنا ممثل رمضانى من الطراز الأول.. والأفلام والمسلسلات ليست مطالبة بإيجاد حلول للأزمات
وكيف ترى خطوة عرضه خارج السباق الرمضانى؟
- أنا ممثل رمضانى فى المقام الأول، لأن 95% من أعمالى عُرضت فى رمضان، وإن كنت خضت تجارب ناجحة خارج السباق الرمضانى، أبرزها مسلسلات «أبناء ولكن، الأب الروحى، وقيد عائلى»، وأرى أن العرض بعيداً عن رمضان ميزة وليس عيباً، بدليل النجاح الكبير الذى حققته أجزاء مسلسل «نصيبى وقسمتك»، الذى يُعد من أهم الأعمال التى عُرضت خارج رمضان.
ما سر نجاح مسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى» إلى الآن وانجذاب الجمهور لمشاهدته أينما عُرض؟
- سألت نفسى هذا السؤال منذ فترة، وتحديداً بعد مقابلتى للكثيرين الذين يحدثوننى قائلين: «احنا اتفرجنا على المسلسل ده أكتر من 20 مرة بنفس الشغف ومش بنزهق منه» فتوصلت إلى أن حالة الصدق التى غلفته كتجربة مكتملة هى سبب نجاحه حتى هذه اللحظة، وهنا أقصد الصدق فى الشخصيات والحوار والموضوع نفسه، الذى تناول رحلة صعود رجل أعمال ليس بفاسد بدأ من الصفر، فأصبح «عبدالغفور البرعى» مثلاً وقدوة وحلماً لكثيرين، كما أن الخط الدرامى لشخصية «عبدالوهاب» لا ترتبط بمحلية أو زمان أو مكان، فهى شخصية موجودة فى كل بلاد العالم، فهو مثال للشاب الذى يتعرض لاضطراب نفسى بسبب نجاح أهله، لأنه يسعى لتكوين نفسه بنفسه دون الاعتماد على نجاح أسرته، وهذه الحالة قد تصيب ابن الدكتور والصحفى والفنان ولاعب الكرة.. إلخ، ولكنه حينما تصالح مع ذاته، عاد وتزوج ابنة خاله، وعمل فى مهنة والده، حيث طرحنا المشكلة وحلها عبر الأحداث.
وهل ترى أن الأعمال الفنية مُطالبة بطرح المشكلات وإيجاد حلول لها أم تكتفى بتسليط الضوء على الأزمة فقط؟
- المسلسلات والأفلام ليست مُطالبة بإيجاد حلول للمشكلات، لأنها قد تعرض المشكلة وتتركها للرأى العام والمسئولين... إلخ، ولنا فى فيلم «أريد حلاً» خير مثال ودليل، لأنه استعرض أوضاع المُطلقة بعد انفصالها عن زوجها، حيث وجدت نفسها بلا مأوى أو دخل للإنفاق على نفسها، فانتبه المُشرع حينها لهذه الأزمة وأدخل تعديلات على قانون الأحوال الشخصية، وهنا تتجلى عظمة وجمال الفن الذى قد يتبنى مشكلة ما، ويضع تصوراً وحلولاً لها قد تكون صحيحة أو خاطئة.
كيف تستقبل «كوميكس» المأخوذة عن مشهد مقابلة «عبدالوهاب» لوالده «عبدالغفور البرعى» داخل الوكالة؟
- أضحك بشدة، لأنه انعكاس لتأثير هذا المشهد فى الناس، كما أنه يعيدنى إلى وقت تصويره، الذى تعلمت منه تفصيلة مهمة من الأستاذ نور الشريف، فهذا المشهد كان أول مرة يذهب فيها «عبدالوهاب» لوكالة والده، الذى كان يحلم بعمل ابنه معه كحال كل الآباء، وحينها ألقى عليه التحية من شباك مكتبه قائلاً: «السلام عليكم»، والحقيقة أن رد الأستاذ نور حينها يجب تدريسه، لأنه يعكس صعوبة التمثيل الذى ليس بترديد كلام وما إلى ذلك، لأنه تساءل فى قرارة نفسه لحظة سماعه للتحية: «ده صوت عبدالوهاب ابنى، بس إيه اللى هيجيبه الوكالة؟ معقول؟»، فالتفت إلى مصدر الصوت ليجد ابنه، فارتسمت على وجهه علامات الدهشة والفرحة وعدم التصديق، ولم ينتظر دخوله إليه بل هرع إليه وقال له: «وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته»، وهنا تجلت عبقرية الأستاذ فى جملة، ومنها تعلمت «إزاى تفهم الجملة وإن التمثيل مش ترديد كلام»، فلابد من تمرير الحوار على قلبك وعقلك، بحيث يتسم بالمصداقية عند نطق الممثل له.
بما أنك زوج الفنانة رانيا ياسين ابنة الفنانة شهيرة.. فما ردك على الانتقادات التى تطال الأخيرة بسبب حجابها من وقت لآخر؟
- أندهش من تدخل الناس فيما لا يعنيها، بخاصة أن الحجاب شأن يخص صاحبته فقط، ولا يحق لأحد التدخل فيه من قريب أو بعيد، كما أفاجأ بحديث المهاجمين عن الإسلام وكأنهم شيوخ، رغم أنهم يتجاهلون الآية الكريمة «والقواعد من النساء اللاتى لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم»، والفنانة شهيرة ترى أن هذه الآية تنطبق عليها حالياً، وبالتالى هى حرة فى اختيارها وقرارها.