حنان مطاوع: أقدم النسخة النسائية من "روبين هود" في "بنت القبايل"
حنان مطاوع
قالت النجمة حنان مطاوع، إن سحر وجاذبية الدراما الصعيدية وراء انجذابها للموافقة على بطولة مسلسل «بنت القبايل» للمخرج حسنى صالح، الذى ينتمى إلى نوعية أعمال الـ45 حلقة، والمقرر عرضه خلال الأسابيع المقبلة، حيث شبهت شخصية «رحيل» بالنسخة النسائية من شخصيتى «روبين هود» و«أدهم الشرقاوى»، لأنها ترتدى عباءة الفارسة لأول مرة فى الدراما المصرية، بحسب قولها.
مشاعر الثأر أبرز سلبيات الصعيد رغم قيمه الأصيلة
وكشفت «مطاوع» فى حوارها مع «الوطن» تفاصيل أولى بطولاتها فى الدراما التليفزيونية، وأوضحت أنها استعانت ببديلة «دوبلير» لتأدية مشاهد الركض بالخيل، كما تكلمت عن فيلمها الجديد «يوم وليلة»، الذى انطلق عرضه فى السينمات، قبل أيام، وأعلنت سبب اعتذارها عن عدم المشاركة فى بطولة مسلسل «سيف الله»، الذى يتناول السيرة الذاتية للصحابى الجليل خالد بن الوليد.
ما الذى حمسك للموافقة على بطولة مسلسل «بنت القبايل»؟
- أسباب عدة، أبرزها سحر وجاذبية الدراما الصعيدية بكل تفاصيلها، فضلاً عن انجذابى لتركيبة شخصية «رحيل»، لكونها حديثة العهد على الدراما المصرية، فهى فارسة أقرب للنسخة النسائية من شخصيتى «روبين هود» و«أدهم الشرقاوى»، وهذا النمط يُقدم لأول مرة فى الدراما كما أشرت، وبعيداً عن هذا وذاك، فهى شخصية ثرية درامياً لمزجها بين مشاعر الثأر والضعف والرومانسية والقسوة، وأنا يستهوينى تقديم هذه التركيبات الغنية بشكل عام، رغم أن «رحيل» يندر وجود أمثالها فى المجتمع الصعيدى كافة.
وكيف تحضرتِ لمشاهد ركوب الخيل بما أنكِ تجسدين دور فارسة؟
- استعنت ببديلة «دوبلير» لتأدية مشاهد ركض الخيل فى المعارك، نظراً لضيق الوقت الذى وقف حائلاً أمام تعلمى هذه الرياضة، لأننا بدأنا التصوير منذ شهر ونصف الشهر تقريباً، وفوجئنا بميعاد العرض فى شهر يناير الجارى، ولكن لو كان أمامى متسع من الوقت لتعلمت رياضة ركوب الخيل، وأذكر أن الفنانة الأمريكية ناتالى بورتمان قد تدربت على فن الباليه لمدة عام كامل وقت تقديمها دور راقصة باليه فى أحد الأفلام.
معنى كلامك أن ضيق الوقت أربك حساباتك أثناء التحضير للشخصية؟
- المسألة ليست كذلك، لأننى ذاكرت أبعاد الشخصية وانغمست فى تفاصيلها قبل انطلاق التصوير، وذلك من منطلق حبى لتركيبة شخصية «رحيل» بكل تفاصيلها سالفة الذكر، ولكنى أشفق على المخرج البطل حسنى صالح، الذى يعمل ليلاً نهاراً دون كلل أو ملل، وكذلك الحال بالنسبة لفريق الإنتاج سواء من شركة «الجابرى» أو «سينرجى»، حيث يوفرون كل الإمكانيات لخروج المسلسل على أفضل نحو ممكن.
انطلاقاً من تضمن أبعاد دورك لمشاعر الثأر.. ألا ترين أن ارتكاز دراما الصعيد على هذه القضية يظلم المجتمع الصعيدى الذى انحسرت فيه هذه الظاهرة؟
- المجتمع الصعيدى يحمل الكثير من القيم النبيلة والعظيمة والأصيلة، لأنه كيان متماسك ذو رونق ومذاق خاص للغاية، بخاصة مع تحلى أهله بفضائل عديدة اندثرت فى مجتمعاتنا، ولكن ستظل قضية الثأر واحدة من أبرز سلبياته بكل تأكيد، وأذكر أننى التقيت أناساً وقت تصويرى لعدد من المشاهد من أسوان، وكانوا مؤمنين بفكرة الثأر رغم عدم ارتدائهم الجلابية والقفطان، بل ويملكون من السند على صحة كلامهم وموقفهم.
وما دور الدراما والفن فى مواجهة مثل هذه القضية الحساسة؟
- إلقاء الضوء عليها أملاً فى إنهائها بمرور الأعوام، ولا بد من حدوث غزو للثقافة الدينية والمجتمعية لمحافظات الصعيد، إضافة إلى انخراط مجتمع الصعيد بفئات وطبقات المجتمع المصرى كافة.
آراء عدة تعتبر المسلسلات الصعيدية مضمونة النجاح مع الجمهور.. أتوافقينهم الرأى؟
- كانت عنصراً جاذباً لى فى «بنت القبايل»، ولكن «عمرى ما بضمن حاجة عند الناس»، لإيمانى بأن النجاح رزق وأحد أسرار الله، فهو بلا منطق يُمكن الاستناد عليه، فما أستطيع فعله هو أن أحلم وأتمنى النجاح لى ولزملائى، وأن يلقى العمل الفنى استحسان الجمهور، ولذلك لا أتوانى عن بذل أى جهد أثناء التصوير، ولذلك أقدم أدوارى بحب وصدق واستمتاع، وتظل مسألة النجاح من عدمه فى علم الله.
وماذا عن اللهجة الصعيدية فى «بنت القبايل» ومدى اختلافها عن مشاركتك فى مسلسلى «دهشة» و«الحب موتاً»؟
- منطقة الصعيد تنقسم إلى أجزاء شمالية وجنوبية وشرقية وغربية، وتختلف لهجة كل جهة منها عن الأخرى، فقد تجد أحد الصعايدة يقول «شمس» وآخر «سمس»، ونحن نُقدم الصعيد الجنوبى فى «بنت القبايل»، ولذلك وُجد معنا مصحح للهجة أثناء التصوير.
كيف تُقيمين تعاونك مع المخرج حسنى صالح المعروف عنه براعته فى إخراج الدراما الصعيدية؟
- سعيدة بالعمل مع الأستاذ حسنى صالح، الذى اختارنى لمسلسله مع شركة «سينرجى»، وأرى أنه مالك لأدواته كمخرج فى الدراما الصعيدية، ويملك باعاً كبيراً فيها على مدار مسيرته الإخراجية.
فى رأيك، هل يحتمل «بنت القبايل» تقديمه فى 45 حلقة أم سيقع فى فخ المط والتطويل؟
- الكتابة وحجم الأحداث يحسمان هذه المسألة بشكل قاطع، لأن أى مسلسل يحتمل تقديمه فى 7 حلقات أو 45 حلقة، «ممكن يبقى فيه أحداث كتيرة وضخمة فتحتمل إننا نفردها وهكذا».
ينتابك شعور بالقلق والخوف عند تقديمك لأى دور.. فكيف تصفين مشاعرك مع أول بطولة تليفزيونية تتصدرها حنان مطاوع؟
- «والله مش حاسة إنها أول بطولة، لأنى لو فكرت فى كده ممكن يُغمى علىّ»، فأنا أقدم دوراً مهماً أحببته منذ اللحظة الأولى، وأحاول الاجتهاد فيه وتقديمه بشكل جيد، وإن كنت أشعر بالرعب الذى ينتابنى مع كل عمل أقدمه.
لماذا تغير اسم فيلمك الجديد «يوم وليلة» أكثر من مرة؟
- لا أدرى، فحينما تلقيت عرضاً بالفيلم كان يحمل اسماً مؤقتاً، ويبحث صناعه عن اسم أنسب له، ولكن تم الإعلان عنه باسمه الأول، إلى أن تم الاستقرار على «يوم وليلة».
وما الذى جذبك للمشاركة فى بطولته؟
- سيناريو الفيلم واحد من أجمل السيناريوهات التى عُرضت علىّ أخيراً، وعلى الرغم من كثرة شخصياته إلا أن الأحداث متماسكة ولن تشعر بالتوهان فيها، لأن هناك نصوصاً سينمائية تتضمن خطوطاً عديدة ولا يُعلق أحدها بذهنك أو قد تشعر بالارتباك حيالها، ولكن الوضع كان مغايراً مع سيناريو «يوم وليلة»، الذى يطرح نماذج مصرية أصيلة تحت الطبقة المتوسطة فى ليلة المولد، والحقيقة أنه فيلم جيد الصنع على مستوى الكتابة والإخراج والتمثيل.
وما طبيعة دورك؟
- «إيرين» شخصية مقهورة ومرتبكة ومنكمشة فى نفسها، فحينما تمشى فى الشارع يكون لسان حالها: «يا أرض انشقى وابلعينى»، وقد خلقت لها نبرة صوت معينة وطريقة سير مختلفة، وبعيداً عن طبيعة دورى، فالفيلم ليس حدوتة بقدر ما هو رصد لأحوال بشر طحنتهم الدنيا فيضطرون لطحن الغير، بمعنى أن يتحول الإنسان لظالم نتيجة لظلم وانتهاك وقع عليه، ومن هذا المنطلق نرصد هذا الوضع بشكل إنسانى بعيد عن التقييم أو إطلاق الأحكام المباشرة على الأشخاص.
خامة "الليكرا" أنقذتنى من تغيرات الحمل فى "يوم وليلة".. والفيلم يضم نماذج مصرية فى ليلة المولد وأسجل الملاحظات خلال المذاكرة
علمنا أنكِ صورت نصف مشاهدك فى الفيلم وأنتِ حامل؟
- نعم، فقد صورنا نصف مشاهد الفيلم وتوقفنا ثم استكملنا التصوير بعد عام، وكنت حينها حاملاً فى الشهر السابع، وحينما أبلغونى بنبأ استكمال التصوير «كان هيغمى علىّ»، لأننى كنت انتهيت للتو من تصوير دورى فى مسلسل «لمس أكتاف»، وكنت سعيدة بعدم ارتباطى بتصوير أعمال فنية من بعده، فالتقيت المخرج أيمن مكرم وارتديت فستان «راكور» الشخصية الذى كان مصنوعاً لحسن حظى من خامة «الليكرا»، أى إنه كان قابلاً للمط وظهر شكله جيداً علىّ بعد ارتدائه، ولكنى واجهت مشكلة لحتمية ارتدائى حزاماً بحسب «الراكور»، والحقيقة أن المخرج أصر على إنهاء تصوير مشاهدى قبل دخولى فى الشهر الثامن، لأن «كل يومين كان شكلى بيتغير بطريقة أنا مش فاهماها».
كيف استعدت روح الشخصية بعد ابتعادك عنها لمدة عام، بحسب كلامك؟
- أصبحت حريصة على تدوين ملاحظات أثناء مرحلة المذاكرة، لأننى قد أصور 21 ساعة يومياً، وبالتالى «ميكانيزم» مخى سيقف بكل تأكيد، وقد أفقد القدرة على فتح عينىّ، فأصل حينها إلى مرحلة «مبقاش عارفة فيها أنا مين أصلاً»، ومن هذا المنطلق عدت لملاحظاتى عن الشخصية، كما أطلعنى المخرج أيمن مكرم على مشاهد منها، وعبرهما استعدت روح شخصية «إيرين» وصورت المشاهد المتبقية منها.