زواج على كرسي متحرك :"إيه من الأماني ناقصني تاني وأنا بين إيديك"
«مصطفى» و«أميرة» زوجان على كرسي متحرك
حياتهم تميل إلى الروتين، هادئة بشدة، تخلو من المغامرات، الصخب الوحيد الذى يمرون به بين الحين والآخر، هو الشعور باليأس وخيبة الأمل، بسبب ظروفهم الصحية التى تمنعهم من الحركة الطبيعية، بسبب استخدامهم للكراسى المتحركة، حتى وقعوا فى غرام بعضهم من النظرة الأولى، فتحولت دنياهم إلى حياة وردية لونها بمبى، مفعمة بالحب والحماس الطفولى.
مصطفى محمود، وزوجته أميرة خيرى، بمحافظة المنوفية، يعانيان من شلل نصفى، استطاعا أن يتحديا كافة الصعاب معاً، وتوجا قصة حبهما بالزواج، الذى دام لسنتين متتاليتين، بعد أشهر من المحاولات الصعبة لإقناع الأهل بالخطوة، وأثبتا للجميع أن حبهما كان أقوى من هذه المعارضات التقليدية لاثنين بوضعهما الصحى: «عمر الكرسى ما كان حاجز لينا، الحاجز الوحيد اللى كان بيقابلنا كل شوية إننا نسمع من اللى حوالينا جملة (اللى زيكوا ما ينفعوش يتجوزوا)، لكن مصطفى كان دايماً يقولى مش هسيبك وهنفضل مكملين مع بعض لآخر العمر وحبنا اللى هيقنعهم».. حسب «أميرة»، التى بدأت قصة حبها لـ«مصطفى» من النظرة الأولى، عندما لمحها زوجها أولاً، وهى تجلس بصحبة أصدقائها بأحد الأندية الرياضية، وقام بمتابعتها على الفيس بوك، وكثرت المحادثات الإلكترونية بينهما، فكان لا يمنعهما من الحديث سوى النوم، وأخيراً انتهت قصة حبهما بالخطوبة ثم الزواج.
لأول مرة يشعر الزوvجان بالحب الحقيقى، عندما رأيا بعضهما، منذ ذلك الحين تعاهدا على الاستمرار معاً، وزيادة نصيبهما وثروتهما فى الحب: «لا أنا ولا جوزى حسينا فى مرة إننا أقل من أى حد، بالعكس طول الوقت الحب بيكملنا بيخلينا خايفين على زعل بعض، وبنحس ببعض، ودى أحلى وأمتع حاجة فى الدنيا إننا نلاقى الحب الحقيقى ويكمل معانا»، ويقوم الزوجان بمساعدة بعضهما فى كل شىء، حيث يعدان الطعام معاً، وينظفان شقتهما، وكذلك يتسوقان معاً: «مش بيسيبنى لوحدى من أول يوم جواز، وعلى طول يقولى أنا جنبك مش هسيبك، وفعلاً كل اللى وعدنى به حققه ونفذه وما سبنيش فى لحظة»، وتحول المنتقدون لهما إلى داعمين ومرحبين بهذا الزواج المثمر، وقصة الحب القوية بينهما: «كل اللى عارضونا بقوا يتعلموا مننا الحب، إحنا شفنا الحب اكتمال روح مش اكتمال جسد وشكل ومظاهر، الحب أرقى من إننا نرفض إنسان عشان ظروفه الصحية أو حتى المادية».
زوجان آخران يتوجان قصة حبهما بالصبر، حيث استطاعت سهير موريس، من ذوى الاحتياجات الخاصة، وزوجها أمير منصور، من الأسوياء، أن يتحديا كافة الصعاب والانتقادات التى طالما عارضت زواجهما، ورغم ذلك تمسكا ببعضهما، واستطاعا أن يضربا مثالاً يحتذى به فى الحب الصادق: «شافنى فى الكنيسة وأول ما شافنى أعجب بيا وحبنى على طول وفاتحنى فى الارتباط، وقعدنا مرتبطين ببعض سنتين وخطوبة سنتين كمان».. حسب «سهير»، مؤكدة أن زواجهما مستمر منذ 10 أعوام، وأثمر عن 4 أبناء، أصغرهم لم يكمل عامه الأول: «أول ما جوزى كان عايز يخطبنى كل أهله وصحابه قالوا له بلاش تجازف مش هتنفعك، وقالوا له إزاى تتجوز واحدة على كرسى متحرك، هيبقى صعب عليك إنك تكمل معاها وهتبقى عبء، بس كان بيقول لهم بحبها وما أقدرش أستغنى عنها، وهى دى اللى أنا عايزها واخترتها من وسط ناس كتير». منذ اليوم الأول لتعارفهما، ويعاملها زوجها كأنها ملكة، فدائماً ما يطلق عليها «أنتى مليكتى»، يساعدها بكل شىء، يطهو معها وينظفا البيت معاً، وكذلك يقومان بالتسوق معاً، لم يتركها يوماً وحيدة، ولم يسند إليها أى مهمة صعبة، دائماً ما يحاول الوجود بالمواقف السهلة قبل الصعبة