"إسلام وندى": حبوا بعض في صمت واعترفوا على "صراحة"
منذ الطفولة: "الحب كله حبيته ليك"
«إسلام» و«ندى» صارحا بعضهما من خلال تطبيق «صراحة»
أطفال صغار، يلهون ويمرحون داخل أزقة منطقتهم وحواريها، من بينهم «ندى»، فتاة تميزت بجمالها وخفة ظلها عن قريناتها، رغم أنها لم تتخط الـ9 سنوات، ما دفع إسلام محمد، ذلك الشاب الذى كان يقارب الـ16 من عمره، أن ينجذب لها ويظل يداعبها ويغازلها كلما يراها، وهى تنفره ببراءة الأطفال لتواصل الركض مع رفيقاتها.. ظلا على هذا الحال حتى خط شارب الفتى وأصبح شاباً يافعاً، وخطت معه الفتاة أولى مراحلها كأنثى، يلفت حُسنها الأنظار، ويتمنى الكثيرون رضاها والقرب منها، قبل أن يقطع «إسلام» الطريق عليهم.
الحياة شغلت «إسلام»، تعلق بفتاة تلو الأخرى، ومع كل قصة جديدة، يظل عقله مشغولاً بـ«ندى»، تلك الصغيرة التى كبرت أسرع مما يتصور، حتى رأى بأنه يُضيع وقته مع أقرانها، فقرر أن يتوجه ناحيتها ويتخذ الخطوة التى يخشى الإقدام عليها منذ زمن، ولكن ظل لديه سؤال يحيره: هل تُكن له ما يحمله لها فى قلبه؟ هل تحبه كما يهواها؟
بحُكم الجيرة وتقارب منزلهما، كانت «ندى» دائماً أمام أعين «إسلام»، تمر من أمامه فيضطرب قلبه، تتلعثم الكلمات وتهرب الحروف من على لسانه، هى من يبحث عنها منذ زمن، ظل يتحسس الطرقات التى تقربه منها فلم يجد سبيلاً يعفيه من الإحراج سوى إحدى قريباته، لتمثل وسيط الخير بينه وبين الفتاة، التى لم تبدِ أى رأى إلا بعد سماع موافقة الأهل أولاً.
الرد جاء بالموافقة، وقلب «إسلام» ظل يخفق من السعادة، قبل أن يهدأ رويداً بعد أن سمع الجزء الثانى من الرد بأن عائلة حبيبته تطلب مهلة من الوقت ليصبحوا جاهزين، تلك المدة التى ظل فيها «إسلام» عالقاً بين حلم لامسه ولم يطله، وبين أسئلة لا يجد لها رداً، حتى وجد لضالته سبيلاً من خلال الـ«سوشيال ميديا»: «بعتلها إضافة من إيميل أختى، وفضلت أتابعها عن قرب واتطمن عليها».
حساب «ندى» فى موقع «صراحة»، كان ضمن المنشورات التى تضعها على صفحتها، وهو ما اتخذه إخصائى البصريات فرصة، ليرسل إليها الرسالة الأولى فى ليلة 1 من أغسطس، يوم ميلادها، مستغلاً تلك المناسبة لبدء أول حديث بينهما، ولكنه لم يجد رداً، كما كان يتوقع بحسب حديثه لـ«الوطن»، «قلت لها إنى بحبها وعايزها، وهشتغل وأعمل كل حاجة عشانها، ولما مرديتش بعتلها رسالة تانى بعد أسبوع».
صاحب الـ25 عاماً، طلب من حبيبته أن تُبدى له أى علامة بأنها ترى رسائله، فوجد الرد من خلال «فيس بوك»، «لقيتها بتشير حاجات رومانسية ليا وتكتب عليها من فوق قلب لونه أزرق عشان تميز البوستات اللى بتنزلها ليا، فاتبسطت».
الفتاة صاحبة الـ18 عاماً، لم تقبل أن تتحدث مع «إسلام» الذى تصغره بـ6 سنوات، قبل أن يكون بينهما رابط رسمى، ما أثار قلق الشاب، قبل أن تصله رسالة طمأنة منها: «متتضايقش انت عندى أحلى من أى حد، وأنا بحبك من زمان من وانا صغيرة»، ليطير بها قلب ابن حدائق القبة فرحاً، ويتفقان معاً على إرسال رسالة يوم الخميس من كل أسبوع.
الأمر لم يدُم طويلاً، قبل أن ينكشف أمرهما وتعلم عائلة الفتاة بأمر رسائل الصراحة، ليبلغوا الشاب بخطئه، ما دفع بداخله القلق على «ندى» من أن يطولها أذى بسببه: «بعدها بساعة بالظبط كلمت أخوها وحددت معاه ميعاد قراية الفاتحة والخطوبة»، والتى تم تأجيلها إلى ما بعد زفاف شقيقة «ندى».
حفل الزفاف مَر، وبدت فيه الفتاة بالمظهر الذى أوصاها به حبيبها، لتأتى بعده الخطوة التى انتظرها الثنائى طويلاً، تحديد ميعاد الخطوبة، والذى أصرا على أن يكون فى الأول من أغسطس، ذلك اليوم الذى استقبلت فيه الفتاة أول رسالة من حبيبها قبل عام.
وسط الأقارب والأصدقاء، مسك «إسلام» بيد «ندى»، وظهر حبهما إلى النور، بعد أن بدأ برسالة على «صراحة» ليصل إلى «دبلة وكوشة»، وذكرى جميلة ينتظران أن تكتمل روعتها فى العام الحالى بزواجهما: «لحد دلوقتى بنحط القلب الأزرق على البوستات بتاعتنا، حبيبتى مقدرش أستغنى عنها».