"مجدولين وعرفات" على عهد "يا أغلي من أيامي.. يا أحلى من أحلامي"
قصة حب في سجون الاحتلال
ياسر عرفات وأسرة مجدولين
فى زنزانة لا تتجاوز مساحتها مترين، تخلو من وسائل المعيشة، لا تعرف الفرق بين الليل والنهار، يسكن الظلام أرجاءها دوماً، تسللت مشاعر حب من أنفاس الأسير الحبيس بداخلها، استمدها من قلب صادق لفتاة ساندته بالخارج، لم يغب عن بالها يوماً، يتلهف لرؤيتها كل موعد زيارة، فتأتى إليه حاملة ورقة مكتوبة بخط يدها تشاركه فيها أحلامها، وتؤكد له انتظارها مهما طال الوقت.
قبل 22 عاماً من اليوم، حكمت محكمة الاحتلال الإسرائيلى على عرفات العرينى بالسجن 12 عاماً، بتهمة إلقاء القنابل والغاز على جنود الاحتلال فى أحد التظاهرات، وذلك بعد وقت قصير من خطبته لابنة عمه وحبيبته مجدولين، لم يكن أمامها خيار آخر إلا انتظاره حتى تنقضى سنوات الظلام.
بحلوها ومرها مضت سنوات الاعتقال التى فرضها الاحتلال على عرفات، الذى خرج من محبسه ليجد فى انتظاره حبيبته مجدولين وقد صارت شابة فى العشرينات من عمرها وفى السنة الثانية من الجامعة، لم يضيع هو الآخر وقتاً وعاد ليكمل دراسته فى كلية التجارة بالجامعة نفسها، هنا بدأت قصة حب مجدولين وعرفات، التى توطدت بالأزمات التى عصفت بهما تظهر للجميع، يمران من ممرات الجامعة معاً فيتهامس الطلاب فيما بينهم إعجاباً بهما، وحسب رواية مجدولين، صار الجميع يعرف قصة حبهما بداية من الطلاب إلى المجتمع.
18 أغسطس 1994، تزوج الحبيبان فى بيت بسيط بالإيجار، وضعت راتبها من عملها كمعلمة فى إحدى المدارس على راتبه من عمله فى السلطة الوطنية الفلسطينية «جهاز أمن الدولة الفلسطينى»، وبدأت حياتهما الجديدة بعد سنوات الانتظار والأمل.
«ياسر عرفات، ياسمين، نسمة، يزن»، الأبناء الأربعة للحبيبين، مجدولين التى تبلغ من العمر الآن 47 عاماً، وعرفات البالغ من العمر الآن 54 عاماً، وبعد مرور أكثر من عشرين عاماً على زواجهما، لا تزال الحبيبة ينبض قلبها حباً لزوجها ووالد أبنائها، مرت معه خلال تلك الفترات بلحظات فرح كثيرة انتصرا بها على سنوات الحرمان والانتظار، حسب تعبيرها.