وزير التعليم لـ"أولياء الأمور": نستهدف تسليح الطلاب بـ"المهارات"
100 فصل ذكي قريبا لـ"تقليل الكثافات"
«شوقى» فى مؤتمر تعزيز التعليم فى دول الشرق الأوسط وقارة أفريقيا
قال الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، إن «رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى لتوفير تعليم حقيقى لأبنائنا الطلاب كانت انطلاقة حقيقية لعملية التطوير فى 2014، ومن ثم بدأنا العمل على إطلاق منصة (بنك المعرفة)، الذى يحوى عُصارة خبرات كافة العلوم والفنون فى العالم، فى 2016 بالفعل»، مضيفاً أن «الهدف تسليح الطلاب بالمهارات لمساعدتهم على استكمال مشوارهم»، موجهاً حديثه لأولياء الأمور: «الدرجات مش هتنفع أولادكم».
وأضاف «شوقى»، خلال مؤتمر «تعزيز التعليم فى دول الشرق الأوسط وقارة أفريقيا: خلق فرص للتعاون الإقليمى»، أن «المنظومة التعليمية الجديدة شهدت العمل على عدة محاور، منها بناء مدارس يابانية؛ لحل أزمة الكثافة، وتطوير المناهج وغيرها؛ بهدف تزويد طلابنا بمهارات حقيقية»، مؤكداً أن «الوزارة كانت تجرى عمليات التطوير بجانب مهامها الرئيسية»، مضيفاً أنه لا يوجد درس فى نظام التعليم الجديد لا يوجد معه نشاط عن مهارة حياتية، موضحاً أن الـ3 سنوات الماضية شهدت نقاشاً كبيراً حول المنظومة لتطوير التعليم والارتقاء به، خاصة أنه فى سبعينات القرن الماضى حدثت طفرة كبيرة فى التعليم، ولكنها لم تستمر كثيراً.
وأشار الوزير إلى أنه بعد حصوله على شهادة كلية الهندسة من جامعة القاهرة، وانتقاله لاستكمال الدراسة فى إحدى الجامعات الأمريكية، شعر بفجوة كبيرة بينه وبين طلاب باقى الدول، متابعاً: «اللى نفعنى مهارات التعلم الشخصية، وقدرتى على إتقان اللغة، وليس الدرجات اللى حصلت عليها فى مشوارى الدراسى»، لافتاً إلى أن «رحلة الحياة تتطلب تحضيراً جيداً للقدرات وليس الدرجات، وهو ما نهدف إليه من خلال تعليم الطلاب مهارات حقيقية دون النظر إلى المجموع».
"شوقى": رؤية القيادة السياسية وراء التطور الكبير للمنظومة التعليمية.. و"الدرجات مش هتنفع أولادكم فى النظام الجديد"
ونوه «شوقى» بأن «الزيادة السكانية تبتلع كل ما يتم بناؤه من فصول، حيث تم بناء 20 ألف فصل دراسى خلال الفترة القليلة الماضية، فالتهمت منها 17 ألف فصل»، موضحاً أن «العام الدراسى 2018 كان ثرياً جداً فى قطاع التعليم، حيث تم العمل مع خبراء كثيرين لبناء وتحديد المهارات التى يكتسبها الأطفال فى رياض الأطفال والصف الأول الابتدائى فى النظام الجديد، حيث تم بناء كل هذه المناهج فى غضون 6 شهور فقط».
وأعلن الوزير عن «وصول 100 فصل ذكى خلال الشهر الجارى ليتم استخدامها كمدارس مجتمعية ومدارس فصل واحد، والتى يمكن استخدامها استخدامات متعددة، فصباحاً تكون فصلاً ومساءً تُستخدم كعيادة أو مركز تدريب، فى إطار خطة تقليل الكثافات الطلابية»، متابعاً: «استمتاع الطفل باللعب جزء أساسى من فلسفة التعليم الجديدة، وعدم وجود واجبات بعد اليوم الدراسى مبدأ أساسى فى منظومة التطوير التى ننفذها»، موضحاً أن «ما كان متبعاً فى السابق من أن الطالب يظل فى أيام الإجازة، مثلاً يومى الخميس والجمعة، يكتب واجباته المدرسية، ولا يتمكن من اللعب، هو ما لا نقبل به فى منظومة التعليم الجديدة».
وأكد أن «العام الماضى شهد التعاون مع 12 شريكاً لبناء المناهج، وتوفير محتوى رقمى على بنك المعرفة، ومناهج للمرحلة الثانوية، وتم تدريب معلمين، وإعداد المناقصة التى تشارك فيها عدة وزارات لشراء التابلت، وإنشاء المدارس اليابانية، كما تم إطلاق النظام الجديد للتعليم، واستفاد منه 2.5 مليون طالب فى رياض الأطفال والصف الأول الابتدائى»، مستطرداً: «مجموع الدرجات من 410 هو اختراع مصرى، وليس له أصل فى باقى الدول»، قائلاً: «أولادنا محتاجين يلعبوا ويتبسطوا وياخدوا خميس وجمعة إجازة»، مضيفاً: «طلاب الثانوية العامة سيدخلون الكليات وفقاً لترتيبهم، وكليات القمة هتاخد الأعلى».
ولفت «شوقى» إلى أن «منظومة التعليم القديمة رسخت فى أذهان الطلاب وأولياء الأمور فكرة الدرجات، والتسابق لدخول كليات القمة»، موضحاً أن «رحلة توصيل الفايبر والإنترنت فى 2500 مدرسة ثانوى شهدت مجهوداً كبيراً من الوزارة، والشركات والجهات المعاونة، وتم بناء وافتتاح مدارس للتكنولوجيا التطبيقية، والأبنية التعليمية أعدت قرابة الـ10 آلاف فصل بتكلفة تقدر بـ4 مليارات جنيه»، مشدداً على أن «مركز ذوى الاحتياجات الخاصة، الذى طلبه الرئيس عبدالفتاح السيسى، تم البدء فى أعمال إنشائه بمشاركة وزارة الداخلية».
وقالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، إن «الاستثمار فى المواطن المصرى هو بداية التقدم»، مضيفة: «التطوير يحدث على مراحل لأن التجربة تظهر ما نحتاج لتطويره، وبناء على ذلك قررت الحكومة، متمثلة فى وزارة التعاون الدولى، زيادة مخصصات منظومة التعليم الجديدة إلى 2 مليار دولار لتطوير النظام بالكامل».
وأكدت «رانيا» أن «البنك الدولى هو أحد أهم شركاء التنمية فى توسيع قاعدة التعليم، وتحسين جودته وتنمية قدرات المعلمين، واستخدام التقنيات الحديثة فى التعلم»، مشيرة إلى أن كل بيت مصرى يطمح إلى توظيف أبنائه، ومن هنا قررت منظومة التعليم فى مصر التغير نحو آلية إكساب الطلاب مهارات تساعدهم فى الحصول على وظائف حديثة.
وقال خايمى سافيدرا، المدير العام لقطاع التعليم بالبنك الدولى، إن «البنك الدولى شريك رئيسى مع مصر فى رحلة تطوير التعليم التى بدأتها منذ 3 سنوات، وتستغرق وقتاً طويلاً لحين الانتهاء منها»، متابعاً: «53% من الطلاب على مستوى العالم لا يجيدون فنون القراءة»، مضيفاً: «بحلول 2030 يجب أن يكون لدى كل الطلاب تعليم ذو جودة عالمية».
وأكد «سافيدرا»، خلال كلمته، أن هناك اختلافاً بين جودة التعليم ومجرد التعليم، لذلك يجب أن يكون كل أطفال العالم لديهم المهارات الأساسية من التعلم والقراءة، مشيراً إلى أن «الهدف التعليمى العالمى الجديد هو تقليل عدد الأطفال البالغين من العمر 10 سنوات الذين لا يستطيعون القراءة إلى النصف على الأقل بحلول عام 2030»، وقال: «طريق النجاح يبدأ بالالتزام بتعليم جميع الأطفال القراءة فى المدارس الابتدائية، مع ضرورة وجود أنظمة تقييم بطرق محددة لتوجيه التعليمات المستقبلية بناء على نتائج التقييم».