في عيد الحب، وتحديدا في العاشرة والنصف من صباح يوم 14 فبراير عام 1929، كانت مدينة شيكاغو الأمريكية على موعد مع مذبحة راح ضحيتها 7 من أفراد العصابات الأيرلندية بقيادة جورج موران، في صراعها مع العصابات الإيطالية بقيادة آل كابوني، حيث كانت أمريكا في ذلك الوقت تشهد عصر "حظر الكحوليات"، وهو العصر الذي نشطت فيه عصابات المافيا الإيطالية والأيرلندية واليهودية في أمريكا من أجل تهريب الخمور وممارسة الجريمة المنظمة وبسط النفوذ.
4 رجال ارتدى اثنان منهم زي الشرطة والاثنان الآخران ارتديا قبعات ومعاطف، أفرغوا رصاصات رشاش "طومسون" في ضحاياهم السبعة، داخل أحد جراجات شيكاغو، حيث تم استدراج السبعة المحسوبين على العصابات الأيرلندية شمال المدينة، داخل أحد الجراجات بزعم وجود صفقة عبارة عن شحنة خمور بسعر مخفض، إلا أنهم وقعوا في فخ أعدائهم الإيطاليين بتدبير وبأمر من آل كابوني، وكانت الخطة تستهدف أيضا "موران" زعيم العصابات الأيرلندية والمنافس الأقوى للإيطالي آل كابوني، إلا أنه نجا من المذبحة ولم يذهب أصلا إلى موقع الجريمة.
ولقى الضحايا مصرعهم فور إطلاق الرصاص عليهم، باستثناء فرانك جوسنبرج، وهو قاتل محترف من أصل ألماني يعمل مع العصابات الأيرلندية، حيث نُقل للمستشفى متأثرا بجراحه وعندما سأله رجال الشرطة عمن ارتكب الجريمة وأطلق النار عليهم، رد قائلا: "لا أحد"، وذلك عملا بمبدأ "الكتمان" وهو مبدأ معروف وأساسي في عالم العصابات والمافيا، ثم توفي جوسنبرج بعدها بـ3 ساعات، ليلحق بأخيه "بيتر" الذي توفي في مذبحة عيد الحب.
وكان المقصود من ارتداء القتلة زي الشرطة هو إلصاق التهمة برجال الأمن الذين كانوا يكافحون بقوة تجارة الخمور في ذلك الوقت، كما بذلوا جهودا كبيرة لمدة شهور لتحديد هوية منفذي "مذبحة عيد الحب"، وخاضوا في ذلك تحقيقات ومطاردات واشتباهات، واتهموا عددا من رجال آل كابوني، وفوجئوا بأن الأخير يُعتقد أنه أمر بقتل بعض رجاله المقربين بعدما اكتشف خيانتهم، وهو ما زاد من تعقيد القضية.
في عام 1967، تم هدم الجراج الذي شهد "مذبحة عيد الحب"، واشترى رجل أعمال كندي قطع الحجارة من الجدار الذي شهد إطلاق النار على ضحايا المذبحة، وهناك بعض من هذه الحجارة مملوكة الآن لمتحف متعلقات العصابات في لاس فيجاس.
تعليقات الفيسبوك