لماذا تتكرر العمليات الإرهابية ضد اللاجئين بألمانيا على يد اليمين المتطرف؟
هجوم مسلح
حادث إرهابي شهدته مدينة هاناو التي تقع في غرب ألمانيا، حيث أعلنت الشرطة الألمانية مقتل تسعة أشخاص نتيجة حادثي إطلاق نار، وقال مسؤولون إن شخصا يشتبه في انتمائه إلى اليمين المتطرف يبلغ من العمر 43 عاما، أطلق النار على رواد مقهيين للشيشة (الأرجيلة)، وأفادت التقارير بأن أغلب من يترددون على المقهى أكراد من أصول عربية.
ويأتي هذا الهجوم بعد أربعة أيام من إطلاق نار آخر في برلين، بالقرب من عرض كوميدي تركي وهو ما أسفر عن مقتل شخص واحد.
هجمات يمينية متطرفة في ألمانيا
أكتوبر 2019: قتل مهاجم شخصين في مدينة هالي، بينما كان يحاول اقتحام كنيس يهودي، وبث الهجوم مباشرة على الإنترنت، واعترف في وقت لاحق بأنه نفذ الهجوم بدوافع يمينية متطرفة معادية للسامية.
يونيو 2019: أطلق شخص النار على السياسي المؤيد للهجرة، والتر لوبكي، في رأسه من مسافة قريبة، وعُثر عليه لاحقا ميتاً في إحدى الحدائق، واعترف المشتبه على صلة باليمين المتطرف بمسؤوليته عن القتل.
يوليو 2016: قَتل شاب يبلغ من العمر 18 عاما تسعة أشخاص في مركز تجاري في ميونيخ قبل أن يقتل نفسه، وصنفت السلطات البافارية الهجوم، لاحقا، بأنه "ذو دوافع سياسية"، قائلة إن المراهق كان يحمل "آراء يمينية متطرفة وآراء عنصرية".
السفير رخا أحمد حسن: سبب رفض اليمين من دخول ألمانيا الخوف من تواجد بؤر اجتماعية
السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، يرى أن اليمين المتطرف الذين يطلق عليهم "حليقو الرؤوس"، لديهم كره قوي تجاه الأشخاص ذوي الأصول العربية، موضحا أن هذه لم تكن الحالة الأولى فهناك العديد من حالات الاعتداء من جانب اليمين المتطرف على الأشخاص ذوي الأصول العربية.
وأضاف رخا لـ"الوطن"، أن اليمين المتطرف ليس اتجاها في ألمانيا فقط، ولكنه منتشر في كل الدول الأوروبية، مشيرا إلى أن نتيجة لعمليات الاعتداء على المهاجرين، غيَّرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، من سياستها تجاه هذه القضية بوقف استقبال المهاجرين والعمل على ترحيلهم من ألمانيا.
ومنذ عام 2015، اتبعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل سياسة فتح الحدود أمام المهاجرين، ما أثار جدلا واسعا ليس في ألمانيا فحسب، بل تخطاها ليشمل أغلب الدول الأوروبية وحتى الولايات المتحدة، إلا أن تصميم المستشارة على هذه السياسة، خاصة في هذه المرحلة التي غالبا ما تم الربط فيها بين الاعتداءات الإرهابية والمهاجرين، يظهر بعد نظر في ما يتعلق ببناء مجتمعات مختلطة ومنفتحة على مجتمعات أخرى، كوسيلة أساسية لمحاربة التطرف والإرهاب.
وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن بعد هذه الانتقادات اتخذت ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية سياسة إيقاف دخول المهاجرين لأراضيها، والاهتمام بتحقيق التنمية في هذه الدول لإيقاف دخول اللاجئين لأراضيها.
وأشار رخا إلى أن سبب رفض اليمين من دخول دولهم، حتى لا تتغير طبيعة المجتمع بدخول أشخاص جدد بتقاليد وعادات جديدة، بالإضافة إلى التخوف من تواجد بؤر اجتماعية مختلفة عن نظمهم الأوروبية.