وكيل الشركة المصنعة لمادة التحلل: نواجه صعوبة في تسويقها لشركات الأغذية
"الصفتي": الأكياس التي تحتوي على مادة d2w يمكنها التحلل خلال ٦ أشهر
محمد الصفتى
دفعه حب «الكيمياء» إلى السعى لإبرام شراكة مع أحد المصانع التى تنتج أكياساً قابلة للتحلل باستخدام قوانين الكيمياء. محمد الصفتى، وكيل إحدى الشركات الإنجليزية الكبرى التى تعمل فى مجال صناعة الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل، نجح فى كسب ثقة الشركة ليتم منحه المادة بعد أن تعهد بإقرارات كتابية بعدم تسريب مكوناتها.
البداية كانت فى الثمانينات، عندما قررت الشركة إجراء دراسات وأبحاث على كيفية التخلص الآمن من الأكياس دون الإضرار بالبيئة، حيث إن البلاستيك كمادة خام ليست له أضرار بيئية تذكر وإنما الضرر الأساسى فى أنه يتحلل بعد مئات السنين ربما تصل تلك السنوات إلى ٥٠٠ سنة، ما يجعله أحد أخطر الملوثات البيئية، ومن هنا ركزت الأبحاث على كيفية التحكم فى الدورة الزمنية للأكياس، وكيف يتم تحديد زمن تحللها.
يقول وكيل الشركة الإنجليزية لـ«الوطن» إن فكرة إضافة مادة تحلل بدأت فى عام ٢٠٠٨ بعدما زار إنجلترا وفد من الشركة لحضور أحد المؤتمرات الخاصة بمكافحة انتشار الأكياس البلاستيكية: «من ١١ سنة كنا فى مؤتمر فى بريطانيا وتعرفنا على شركة متخصصة فى مجال صناعة الأكياس صديقة للبيئة، ومنها عرفنا إن فيه مادة بتضاف للكيس وبتساعده على التحلل، ومن هنا بدأت أولى خطوات الترويج للمادة دى فى مصر، وقدرت أحصل على توكيل من الشركة البريطانية لتوريد المادة لمصر».
يقول «الصفتى» إن خواص تلك المادة تختلف باختلاف المدة الزمنية التى يسعى إليها العميل: «من خلالها بنقدر نتحكم فى عمر الكيس، وفى مدة التحلل، ودى حاجة كويسة جداً، خصوصاً إن البلاستيك من المواد اللى مستحيل نسيطر على انتشارها بسهولة».
وعن تلك المادة يقول وكيل الشركة إنها مادة تسمى «d2w» وهى مادة كيميائية تضاف إلى الأكياس البلاستيكية أثناء التصنيع بنسبة ١٪ من إجمالى المادة الخام المستخدمة فى الصناعة سواء كانت بولى إيثيلين أو بولى بروبالين، ليتم بعدها تحويل الأكياس إلى أكياس صديقة للبيئة قابلة للتحلل الحيوى: «فيه أكتر من ٥٠٠ مليار كيس من البلاستيك يتم إنتاجه سنوياً فى العالم، بيتم استهلاك ٥٠٠ مليون كيلو منها فى مصر، وكل الأكياس دى فترة التحلل بتاعتها حوالى ٥٠٠ سنة، فى خلال الفترة دى كلها البلاستيك بيلوث البيئة وبيلحق الضرر بثرواتها، و٨٠٪ من الأكياس دى بتستخدم مرة واحدة وبس، وتترمى فى المكبات وصعب يتعملها إعادة تدوير نظراً لكثافتها الصغيرة».
يشير «الصفتى» إلى أن الأكياس التى تحتوى على تلك المادة تعد صديقة للبيئة حيث إنه يتم استخدامها فى فترة زمنية مبرمجة مسبقاً، وبعد انتهاء العمر المقرر لبقائها تتحلل حيوياً فى الظلام أو تحت أشعة الشمس أو فى البحر أو البر، إلى جانب إمكانية إعادة تدوير تلك الأكياس إذا لم ينته عمرها المحدد واستخدامها مرة أخرى.
ويؤكد وكيل الشركة المصنعة أن مادة التحلل تحول البلاستيك العادى فى عمره الافتراضى إلى مادة ذات جزيئات مختلفة التكوين وفى تلك المرحلة لا يعتبر «بلاستيك» ولكنه يصبح مادة يمكن استيعابها بيولوجياً بأمان فى البيئة المفتوحة بطريقة شبيهة لما يحدث لأوراق الأشجار، إلى جانب أن مادة «d2w» مادة إضافية بأساس من «البوليمر»، ومن هنا فإن مصر ليست بحاجة إلى منع استخدام الأكياس البلاستيك، ولكنها فقط تحتاج إلى تسليط الضوء على تكنولوجيا التحلل الحيوى بحسب وكيل الشركة المصنعة.
يرى «الصفتى» أن استخدام مواد تساعد على تحلل الأكياس يعد أقل تكلفة من استخدام الورق فى التعبئة والتغليف، حيث إن الطاقة المستخدمة فى إنتاج الأكياس القابلة للتحلل أقل من ٨٢٪ من المستخدمة فى الورق، كما أن المياه المستهلكة أقل ٩٧٪، إلى جانب توفير الطاقة اللازمة لإعادة التدوير وسهولة نقل الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل، حيث إن نقل ١٠٠٠ كيس بلاستيك أقل ٨٥٪ من تكلفة نقل ١٠٠٠ كيس ورق. خطوات التحلل، كما يذكرها «الكيميائى»، تبدأ بعد الصناعة مباشرة، حيث يبدأ الكيس فى التحلل بعد انتهاء عمره الافتراضى الذى تم تحديده مسبقاً فى مرحلة التصنيع، ثم يبدأ فى التفتت، عند عمر ١٨ شهراً وعندما يقترب من ٢١ شهراً يقترب من مرحلة التحلل الحيوى أو البيولوجى بعد أن يتضاءل وزنه الجزيئى، إلى أن يختفى تماماً كأوراق الشجر، مشيراً إلى أن هذا الأمر يعد مقبولاً بشكل كبير، حيث إنه بالإمكان التخلص بشكل آمن من بقايا البلاستيك، فلا داعى من الآن لانتظار تحلل البلاستيك.