الصحفيين العرب يدعو لمزيد من الحريات.. ويرفض خطة ترامب: تشرعن الاحتلال
اجتماع سابق لاتحاد الصحفيين العرب
احتضنت القاهرة اليوم وأمس أعمال اجتماعات الأمانة العامة والمكتب الدائم للاتحاد العام للصحفيين العرب بمقر الاتحاد، برئاسة مؤيد اللامي وحضور أعضاء الأمانة العامة وأعضاء المكتب الدائم في الاتحاد.
شارك في الاجتماعات رئيس لجنة الحريات ومستشار الاتحاد، وحضرها رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين يونس مجاهد والأمين المالي للاتحاد الدولي جيم بو ملحة، وتضمن جدول أعمال اجتماعات الأمانة العامة والمكتب الدائم قضايا تنظيمية ومهنية وسياسية.
تضامنا معها.. البيان الختامي للصحفيين العرب يطلق اسم "فلسطين" على اجتماعات الدورة الحالية
وذكر البيان الختامي للاجتماع، أنّه بالنظر إلى الظروف الدقيقة التي تمر بها الأمة العربية خصوصا ما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي تتعرض إلى مؤامرات خطيرة، اتفق الحاضرون وبالإجماع على إطلاق اسم "فلسطين" على اجتماعات هذه الدورة.
وتابع الاتحاد: بعد المداولات المستفيضة التي ميزت أشغال هذه الدورة، التي عكست عمق وعي التنظيمات المهنية الصحفية العربية بالأوضاع الدقيقة والصعبة التي تجتازها الأمة العربية وبما تتعرض له الحريات العامة خصوصا حرية الصحافة والتعبير والنشر من مؤامرات، وبعد أن صادق الأعضاء بالإجماع على تنظيم المؤتمر المقبل للاتحاد بالعاصمة اللبنانية بيروت خلال الأسبوع الأول من أبريل المقبل، وبعد أن وافق الحاضرون وبالإجماع أيضا على قبول عضوية نقابة الصحفيين الجيبوتيين، وبعد أن رحب المجتمعون بعودة نقابة الصحفيين الأردنيين إلى بيتهم الاتحاد، تم الاتفاق على إصدار البيان العام التالي".
وأضاف: "الظروف العصيبة التي تمر بها الأمة العربية والتي يميزها تنامي مختلف مظاهر الفوضى والتشتت والحروب وتعميق الصراعات العربية العربية، والتي تؤدي إلى استمرار تراجع مؤشرات حرية الصحافة والتعبير وباقي تجليات حقوق الإنسان، ما يستوجب المراهنة على تكثيف أشكال النضال المهني لمواجهة هذه التحديات".
واستطرد: "الاتحاد العام الذي كان وسيظل في طليعة التنظيمات المهنية العربية للتصدي لمختلف المؤامرات، وفيا لدوره في مواجهة كل هذه المخاطر والتحديات، يحث الزميلات والزملاء الصحفيين العرب على ضرورة مواصلة التعبئة وأداء أدوارهم المهنية لإحباط كل هذه المؤامرات".
ويعبر الاتحاد عن استعداده للتعاون والتحالف مع كل التنظيمات المهنية والحقوقية العربية التي تؤمن بمبادئ الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة الحريات، خصوصا حرية الصحافة والتعبير والنشر، ومناصرة مصالح الأمة العربية والنضال من اجل تحقيق قيم العدالة الاجتماعية والمساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان.
وبعد النقاشات المستفيضة التي ميزت أعمال الاجتماع في جميع الموضوعات المطروحة فيما يتعلق بالقضايا المهنية والأحداث المختلفة التي تحيط بالأمة العربية، وعلى الأخص قضية الخطة الأمريكية للسلام، اتفق الحاضرون عل إصدار البيان التالي:
أوضح البيان: "الاتحاد العام للصحفيين العرب يجدد استنكاره وإدانته للخطة الأمريكية للسلام، التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ تمثل اعتداءً صارخا على حقوق الفلسطينيين في ديارهم وأملاكهم وحرياتهم، وما تضمنته من شرعية لاغتصاب إسرائيل للأراضي الفلسطينية خلافا للقوانين والشرائع الدولية وقواعد ومبادئ السلم العالمي، ومشاركة عملية للعدوان والجرائم التي يرتكبها المحتل الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني".
وأكد الاتحاد في بيانه أنّ الإدارة الأمريكية وبالنظر إلى خطورة المواقف التي أعلنتها بانحياز تام ومطلق لفائدة العدو الاسرئيلي، فإنّها بذلك جرّدت نفسها من جميع مواصفات وشروط التحكيم والوساطة، لأنّها لا يمكن أن تكون حكما وخصما في الوقت ذاته.
وتابع: "يرى المكتب الدائم النقابات والنخب العربية، أهمية توعية الجماهير العربية بمخاطر الخطة على القضية الفلسطينية، وعلى الوطن العربي، والتي تمنح القدس للاحتلال الإسرائيلي كعاصمة موحدة وتثبت شرعية احتلاله للأراضي الفلسطينية، ولا وجود أصلا لمسمى دولة فلسطينية على أرض الواقع، وتمثل هذه الخطة اعتداء على الحدود المصرية والسورية واللبنانية والأردنية".
ويثمّن الاتحاد عاليا ردود الفعل الإيجابية والمؤثرة التي أعرب عنها الشرفاء من شعوب الأمة العربية ودول العالم، كما يناشد الاتحاد، التنظيمات الإعلامية في الوطن العربي، لوضع برامج ضمن أنشطتها لمواجهة هذا المشروع الصهيوني، والحرص على تكثيف الرسائل والدعوات التي تهدف إلى التصدي للتطبيع الذي يمثل اختراقا للصمود الشعبي والمهني.
كما يناشد الاتحاد زملاءه في النقابات والاتحادات والجمعيات الصحفية، لفتح مجالات وأطر التعاون مع الصحفيين الفلسطينيين وإسنادهم والتنسيق معهم فيما يواجهونه من اعتداء سافر على حقوقهم والتضييق عليهم، ويؤكد الاتحاد تمسكه بوحدة وسيادة الدول العربية وبرفض التجزئة والانفصال والتدخلات الخارجية. يعبر الاتحاد عن إدانته وتجريمه لأي اعتداء على الصحفيين، ويستنكر ما يتعرض له الصحفيون في اليمن والعراق ولبنان، ويدين الاتحاد استهداف الصحفيين السوريين خلال العدوان التركي على سورية.
وطالب الاتحاد الحكومات العربية بالتعاطي مع مهنة الصحافة في ضوء التطورات والمستجدات الحديثة، ومراجعة التشريعات السالبة للحريات، وإصدار تشريعات تمنح الممارسة الإعلامية العربية قدرا أوسع وآفاقا أرحب من الحريات.
وأعرب الاتحاد عن تضامنه المطلق مع اتحاد الصحفيين السودانيين، جراء الضرب المباشر لحرية التنظيم النقابي، ويدعو إلى تنسيق الجهود مع الاتحاد الدولي للصحفيين، لإيجاد الحلول الكفيلة بدعم الصحفيين السودانيين وحقهم المشروع في اختيار ممثليهم.
وتابع أنّ حرية الصحافة والتعبير تتعرض لها الدول العربية خلال هذه الظروف التي هي أبشع مظاهر الاستهداف والتضييق، ويتمثل ذلك في اعتقال الصحفيين وسجنهم واستخدام القضاء لاستصدار قرارات إداناتهم، والى القتل العمد ناهيك عن الأشكال الاخرى من التضييق والتمييز التي تحد من هذه الحرية".
وبذلك يجدد الاتحاد إدانته الشديدة للممارسات المتخلفة، ويلح في المطالبة بضرورة الإطلاق الفوري لسراح الصحفيين المعتقلين، وإلى تفعيل مبدأ عدم الإفلات من العقاب فى حق مقترفي جرائم قتل الصحفيين، وتحصين حرية الصحافة بضمانات قانونية قوية لتتمكن وسائل الإعلام من أداء دورها فى المراقبة ونشر الأخبار والمعلومات، واحتضان النقاش العام في مختلف القضايا المصيرية التي تهم الشعوب العربية وتوفر التربة المناسبة لاستنبات جيل جديد من الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولن يتأتي ذلك إلاّ عبر إعادة النظر في التشريعات المنظمة لحرية الصحافة والتعبير لتكون خالية من العقوبات السالبة للحرية.