صيدلي الإغاثة بالقليوبية: ثقافة التطوع منتشرة بين الشباب.. لكن الروتين يصيبهم بالإحباط
"فتحي": بروتوكول مع "التضامن" لإنشاء أول دار لضحايا الاتجار بالبشر
الدكتور أحمد محمد فتحى، المعروف بـ«صيدلى الخير» فى القليوبية
الدكتور أحمد محمد فتحى، المعروف بـ«صيدلى الخير» فى القليوبية، خريج 2003 فى كلية الصيدلة جامعة الزقازيق، تسلم التكليف فى أحد المستشفيات الحكومية، ثم قدم استقالته ليتفرغ لصيدليته الخاصة، حيث كان القانون آنذاك يحظر على الصيدلى الحكومى أن يمتلك أو يدير صيدلية خاصة، لكنه وجد فى نفسه الشغف للعمل العام، ومن حينها بدأ التطوع فى الهلال الأحمر، وتدرج فى المناصب القيادية حتى أصبح الآن الأمين العام لمجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر بالقليوبية، وهو أول صيدلى يشغل هذا المنصب.
«الوطن» التقته، فأكد فى حواره معها أن ثقافة التطوع عند الشباب ما زالت بخير، حيث يعمل فى مجال الإغاثة بالجهود التطوعية منذ 2003، ومعه فريق من الشباب المدربين على كيفية تقديم الخدمات الإغاثية.. وإلى نص الحوار:
بداية، حدثنا عن السيرة العلمية لكم؟
- أنا خريج كلية الصيدلة بجامعة الزقازيق، ولدىّ صيدلية خاصة ببنها، وبدأت متطوعاً فى الهلال الأحمر منذ 2003 م وحتى الآن، وعملت فى وزارة الشباب والرياضة عام 2006، واحترفت التدريب فى «الهلال» على مستوى مصر بصفة عامة ببرنامج الإسعافات الأولية، وتوليت مشروع تدريب طاقم العمل الطبى فى المستشفى السعودى الألمانى بالقاهرة قبل افتتاحه، وأنا أعتبر أول صيدلى يعمل مدرب إسعافات أولية فى «الهلال» وأول صيدلى يتولى منصب الأمين العام لمجلس الإدارة.
ما دور جمعية الهلال الأحمر؟
- ما يثار عن الجمعية دائماً أنها مخصصة فقط لجمع التبرعات بالدم، ولكنها جمعية أهلية أساسها الإغاثة أثناء الكوارث وتقديم الدعم للمتضررين، سواء دعماً نقدياً أو توفير مستلزمات الإيواء من خيام ومستلزمات معيشة لمن يفقدون منازلهم عن طريق شباب متطوعين ومدربين على كيفية تقديم الخدمات الإغاثية.
لدينا مبادرات للتوعية الصحية فى المدارس والجامعات
وهل تتعاون الهلال الأحمر والجهات المختلفة بالمحافظة؟
- نتواصل مع كافة المؤسسات، بداية من المدارس وحتى الجامعات، حيث دشنت الجمعية حملة بالمدارس بعنوان «صحتك تهمنا» عن طريق بروتوكول تعاون مع وزارة التربية والتعليم لنشر المتطوعين داخل المدارس لتوعية الطلاب بالإسعافات الأولية والسلوكيات الصحية السليمة فى النظافة وتناول الطعام والتعامل مع الآخرين للحد من انتشار الأمراض.
كما وقع الهلال الأحمر بروتوكول تعاون مع جامعة بنها لإطلاق حملة «يلا إسعاف» التى تنفذ حالياً فى كليات الآداب والتربية والتربية النوعية والتربية الرياضية والخدمة الاجتماعية والفنون التطبيقية، وتستهدف نشر المتطوعين فى الكليات من شباب الجامعة للتركيز على تعليم زملائهم عن طريق التعلم لمساعدة المتدربين على التصرف فى أوقات الأزمات سواء فى المجتمع الجامعى أو فى حياتهم المعيشية خارج الجامعة.
75 متطوعاً يعملون فى "الهلال"
هل ما زالت ثقافة التطوع عند الشباب بخير؟
- نعم، فلدينا حالياً فى الهلال 75 متطوعاً وأرى أنهم فاعلون جداً وثقافة التطوع بخير، ولكن هناك بعض التحديات التى تواجههم، منها التوازن بين سرعة التنفيذ والروتين المعقد وهو ما قد يصيبهم بالإحباط أحياناً عند القيام بعمل تطوعى، وحاولنا فى الهلال التغلب على ذلك من خلال الموازنة بين الفكر الشبابى المتحمس والسريع والجانب الإدارى.
مبادرتنا تقوم على الأساليب التفاعلية بعيداً عن المحاضرات والندوات
ما أبرز مشاريع الهلال الأحمر بالقليوبية؟
- وقعت الجمعية مؤخراً بروتوكول تعاون مع وزارة التضامن والمجلس القومى للأمومة والطفولة ووزارة التضامن الاجتماعى لإنشاء أول دار إيواء لضحايا الاتجار بالبشر على مستوى الجمهورية فى إحدى قرى مركز طوخ وستكون الأولى من نوعها لحماية الأطفال والشباب ضحايا الاتجار فى البشر.
وللجمعية دور كبير فى تقديم الأنشطة المختلفة وخاصة الطبية منها حيث رصدت وجود نقص فى بعض التخصصات النادرة فى المجتمع المحيط، مثل جراحة الأورام، وتعاقدت مع أحد الأطباء المتخصصين فى هذا المجال للكشف مجاناً على المرضى دون أى شروط مرة واحدة فى الأسبوع.
كما يوجد بالجمعية مركز لتنظيم الأسرة وآخر للعلاج الطبيعى بأسعار رمزية، بالإضافة لأنشطة الجمعية الأخرى التى تقدمها فى إطار الدور الاجتماعى، ومنها دار الأيتام للبنات بقليوب ودار المسنين ودار المغتربات ببنها ومكتبة الهلال فى القناطر الخيرية و2 حضانة للأطفال فى العبور، ونادى شباب خاص بالهلال وينظم دورات فى الإسعافات الأولية للشباب ويقدم الدعم النفسى والتدريب على الإغاثة وإدارة الأزمات والكوارث والتنمية البشرية والتواصل المجتمعى.
المحافظة محرومة من بنك دم تابع لجمعية الهلال الأحمر
وما أهم المعوقات التى تعوق الجمعية عن القيام بدورها؟
- أهم ما يواجهنا عند الاحتكاك بالمجتمع المحيط لتقديم خدمات هو عدم فهم الكثير من المسئولين لطبيعة ودور الجمعية، لذلك يتم وضع الكثير من العراقيل بسبب الروتين على دخولنا للمؤسسات والهيئات وممارسة نشاط الجمعية، بالإضافة إلى أن المواطنين وأخص أهل الخير منهم يقتصرون فى تبرعاتهم ويشترطون أن تكون للأطفال واليتامى والمسنين فقط دون النظر لباقى أنشطة الجمعية التى قد تكون فى احتياج أكبر مما تحتاجه تلك الفئات من تبرعات.
ماذا أضاف وجودك كأول صيدلى يتولى منصب الأمين العام للجمعية؟
- من وجهة نظرى، الصيدلى أجدر فى الإدارة لأنه متخصص ولديه خبرات فى العلوم الطبية والإدارة معاً، ففى مجاله يتعامل فى الأدوية والطب والتجارة والاستثمار والإدارة فى نفس الوقت من خلال إدارة الصيدلية الخاصة به أو التى يعمل فيها.