للمرة الأولى في تاريخ مصر.. رئيسان يودعان رئيسا
الرئيس السيسي في جنازة الرئيس الأسبق
هناك مشاهد لا تتكرر في العمر ثانية، وفي تاريخ مصر لا تُعاد كثيرًا، ولعل منها مشهد الجنازة العسكرية التي أقيمت ظهر اليوم للرئيس الراحل محمد حسني مبارك، وسط مشاركة عربية ودوليّة.
ورحل "مبارك" أمس الثلاثاء، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز الـ92 عامًا، وهو الرئيس الرابع لمصر الذي حكم قرابة ثلاثين عامًا، حتى تنحَّى عن الحكم في 11 فبراير 2011 تحت ضغط شعبي، مسلِّمًا السلطة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
ما يميّز الجنازة العسكرية الرسمية التي انطلقت من مسجد "المشير" شرق القاهرة، وسط إجراءات أمنية مشددة، هو حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وإلى جواره علاء وجمال مبارك وعُمر حفيد "مبارك"، وأيضًا المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق، وعدد من قيادات الدولة.
المشهد الجنائزي الذي شهدته مصر، هو الأول في تاريخها، حيث تقدمه رئيسيان (حالي وسابق) يودعان رئيسًا راحلًا، منذ إعلان الجمهورية في عام 1953.
المفارقة أنّ مبارك كان قد فعلها هو سابقًا كأول رئيس جمهورية يتقدم جنازة رئيس أسبق وهو محمد نجيب الذي رحل في 28 أغسطس 1984، وسط حضور بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة.
لم تعتد مصر هذين المشهدين الذي يقطع بينهما 38 عامًا، لأنها وعلى مرّ تاريخها لم تشهد التعددية الرئاسية قبل ثورة 2011، فرحل جمال عبد الناصر قبل أن يتولى نائبه أنور السادات زمام الأمور، ولم يتصعد حسني مبارك إلى سدّة الحكم إلا بعد اغتيال رجل "نصر أكتوبر".
واليوم ثلاثة رؤساء لمصر في مشهد واحد، الرئيس السيسي وإلى جواره الرئيس السابق عدلي منصور يودعان الراحل حسني مبارك، في لحظات توثّقها التاريخ، قبل أن يوارى الجثمان الثُرى بمقابر الأسرة بمصر الجديدة.