استشاريو تغذية: انتحار بالبطيء .. وطرق التخسيس الصحية يجب أن تخضع لإشراف طبي
أنظمة التخسيس الصحية هى الحل الأنسب للقضاء على السمنة
أكد عدد من استشاريى التغذية العلاجية والسمنة، أن أغلب الأنظمة الغذائية التى يتبعها مرضى السمنة عن طريق صفحات التواصل الاجتماعى تسبب العديد من الأمراض، لكونها تعتمد على التخسيس السريع دون الاهتمام باحتياجات الجسم، مشيرين إلى أن أنظمة الريجيم تختلف باختلاف السن والوزن والحالة الصحية، لذلك من المفترض مراجعة الطبيب لتحديد النظام المناسب لمريض السمنة والرياضة التى يمارسها، تجنباً لحدوث أى مضاعفات تؤثر على حالته الصحية.
"ليندا": بعض أنظمة الدايت تسبب الوفاة لمرضى الكبد والكلى
تقول «ليندا جاد الحق»، استشارى تغذية علاجية وسمنة، إن الجسم يحتاج يومياً لكربوهيدرات وبروتينات ومعادن وأملاح بكميات محددة، خصوصاً الكربوهيدرات المعقدة «النشويات»، لأنها تتحول إلى دهون ثلاثية فى حالة تناول كمية أكبر من احتياج الجسم، مضيفة أن نظام الكيتو دايت قد يسبب الوفاة لبعض مرضى السمنة، لكونه يعتمد على تناول الدهون فقط بكميات كبيرة ومقاطعة النشويات تماماً رغم احتياج الجسم لها، ما يؤدى إلى العديد من الأمراض المتعلقة بالكلى والكبد. وأشارت إلى أن الجسم يستمد طاقته من السكر الطبيعى الموجود فى الفواكه وبعض الخضراوات والبطاطا بجانب النشويات والبروتينات، مضيفة: «المفترض أن مرضى السمنة بدل ما يمشوا على نظام الكيتو وياكلوا دهون فقط، ينوعوا فى أكلهم بكمية بسيطة وعمرهم ما هيتخنوا، فضلاً عن إنهم هيحافظوا على صحتهم، لأن الكلى أكثر عضو فى الجسم بيتأثر مجرد ما نبدأ دايت، يليها الكبد، وفيه حالات بسبب النظام ده بيحصلها خلل فى أجهزة الجسم، ويصاب بالأرق والعصبية، ولذلك من الأفضل التوقف عن اتباعه لأن أضراره أكثر من فوائده».
"الصوم المتقطع" هو الأفضل فى حالة منح الجسم احتياجاته الأساسية من الفيتامينات
وعن نظام الصيام المتقطع، توضح استشارى التغذية العلاجية والسمنة، أنه من أفضل أنظمة التخسيس بشرط اتباعه بالشكل الصحيح، ، لأنه ليس من المنطقى أن يمتنع المريض عن الطعام لمدة 16 ساعة متواصلة، وبمجرد الإفطار يتناول أطعمة غير ملائمة للريجيم وبكميات كبيرة، مضيفة: «من المفترض أن يتم تناول وجبتين على الأقل يشملوا كافة احتياجات الجسم، واستبدال الأطعمة غير الصحية بأخرى صحية لضمان الحصول على نتيجة جيدة، وللأسف فيه شباب بتاكل وقت الفطار أكل عادى وبتعتقد إن فترة الصيام دى كفيلة إنها تخسسهم، وده مش صحيح، لازم فى الفطار ياكلوا وجبات صحية، على سبيل المثال ممكن يستبدلوا العيش بالشوفان، والمكرونة بالفريك أو البطاطا أو القلقاس، وفواكه طبيعية بدل السكر الأبيض، بجانب البروتينات لأنها مهمة جداً فى نظام الصيام المتقطع ونقصانها بيأثر على الجسم»، لافتة إلى ضرورة التوقف تماماً عن تناول السكر الأبيض وكافة الأطعمة المصنوعة من الدقيق لكونهما سبباً رئيسياً لزيادة الوزن: «العيش، والبقسماط والمعجنات دول كوارث بيسببوا سمنة مفرطة والناس مش بتاخد بالها، لازم نتوقف عن أكلهم حتى لو مش بنعانى من سمنة مفرطة للحفاظ على صحتنا».
وأوضحت ضرورة مراجعة الطبيب لتحديد النظام المناسب، لأن مريض السكر من المفترض أن يعتمد نظامه الغذائى على البروتين النباتى الموجود فى اللبن والجبن، حفاظاً على سلامة الكلى وتناول الخضراوات والفواكه بما يناسب وزنه، أما مريض ضغط الدم وتصلب الشرايين يجب اتباع نظام يعمل على تهدئة آلام المفاصل وخفض نسبة الكوليسترول والدهون فى الدم، مضيفة: «لازم المريض يرجع لطبيب ويحكيله تفاصيل يومه وهل يعانى من أمراض مزمنة، وبناء عليه بيتم تحديد النظام، وكذلك سنه، فالشباب فى سن العشرين بيخسوا أسرع من سن الثلاثين فيما فوق»، مشيرة إلى أن الكتلة العضلية للجسم تقل 1% كل عشر سنوات، ما يؤدى إلى نقص معدل الحرق لمن تتعدى سنهم الثلاثين.
وتوضح «ليندا» أن بعض الشباب يلجأون لشراء أدوية التخسيس من الصيدليات وصفحات التواصل الاجتماعى على أمل إنقاص أوزانهم بسرعة، لكن جميعها مجرد دعاية وليس لها أى مفعول على الجسم، مؤكدة أن معدل حرق الجسم للدهون يتراوح ما بين نصف كيلو وواحد كيلو فى الأسبوع فقط: «بشوف أنظمة بتعتمد على تخسيس 15 كيلو فى أسبوعين، وده علمياً غير صحيح، الوزن ده بيكون من الميه فى الجسم والعضلات مش الدهون، وطبعاً قلة الميه بتأثر على الشعر والكلى والبشرة، والعضلات لما بتخس بتخلى معدل الحرق أقل، أما الأدوية فده مجرد بيزنس مش أكتر وجميعها مكملات غذائية لا تساعد على التخسيس زى ما بيوهموا الشباب».
ويقول «رامى أحمد»، استشارى تغذية علاجية، إن أغلب الحالات التى تتبع أنظمة الريجيم بدون الرجوع لطبيب متخصص يعانون بعد فترة قصيرة من مضاعفات عديدة، فعلى سبيل المثال بعض المرضى يتبعون نظام «الكيتو دايت» الذى يعتمد على الدهون بشكل كامل فى نظامهم الغذائى، ما يسبب بعد مدة قصيرة من اتباعه ارتفاع نسبة الكريسترول والدهون الثلاثية فى الجسم، أما الصيام المتقطع فمضاعفاته أكثر من مميزاته فى حالة إذا كان غير مناسب لجسم المريض، مشيراً إلى أن نظام الصيام المتقطع يناسب أصحاب الوزن القليل الذين يقدرون على التحكم فى الشهية، بجانب الأشخاص الذين لا يعانون من أى مشكلات صحية كالأنيميا والضغط والسكر.
"رامى": نظام الريجيم المناسب يتطلب تحليلاً للغدة الدرقية وفيتامين "د" وصورة دم كاملة لمريض السمنة
تحاليل عديدة يجب على مريض السمنة إجراؤها قبل اتباع أى نظام غذائى صحى، من بينها تحليل للغدة الدرقية وفيتامين د وصورة دم كاملة للاطمئنان على حالة المريض وتحديد نظام الريجيم المناسب، وفقاً لـ«رامى»، مشيراً إلى أنه فى حالة اتباع نظام غير مناسب للجسم يصاب المريض بالعديد من الأمراض كالقولون وارتفاع الضغط، وقد يصل الأمر فى بعض الأحيان لإصابته بمرض السكر: «لازم الشباب يكون لديهم وعى بالمرحلة اللى داخلين عليها، ما ينفعش يفتح الفيس بوك ويقلد أى نظام غذائى مكتوب عليه، والأخطر أنهم لما بيحتاجوا يستفسروا على حاجة بيسألوا الشباب اللى زيهم وبيجاوبوا عليهم من غير ما يعرفوا إذا كان ده مناسب ليهم ولا لأ، وده بيسبب ليهم أمراض خطيرة من غير ما يحسوا»، مؤكداً ضرورة وجود رقابة على الصفحات التى توجد على مواقع التواصل الاجتماعى للحفاظ على سلامة الشباب وتجنباً لحدوث أى مضاعفات فيما بعد.
اقرأ أيضًا:
"التخسيس أونلاين".. مغامرة خطرة على حياة الشباب