الخديوي إسماعيل.. 125 عاما على وفاة ثاني مؤسس لمصر الحديثة بعد محمد علي
الخديوي إسماعيل
هو حفيد محمد علي باشا، ولقبه البعض بالمؤسس الثاني لمصر الحديثة، حيث نسب إليه تطوير الملامح العمرانية والاقتصادية والإدارية في مصر بشكل كبير بعد إنجازات جده، كما يعد خامس حكام مصر من الأسرة العلوية وذلك من 18 يناير 1863 إلى أن خلعه عن العرش السلطان العثماني تحت ضغط كل من إنجلترا وفرنسا في 26 يونيو 1879.
الخديوي إسماعيل، والذي مر 125 عاما على وفاته في مثل هذا اليوم 2 مارس 1895، نجل إبراهيم باشا بن محمد علي باشا، ولد في 31 ديسمبر 1830م في قصر المسافر خانة بالجمالية، وهو الابن الأوسط بين ثلاثة أبناء لإبراهيم باشا غير أشقاء وهم الأميرين أحمد رفعت ومصطفى فاضل.
اهتم والده إبراهيم باشا بتعليمه، بحسب المعلومات المنسوبة لسيرته ونسردها في هذا التقرير، فتعلم مبادئ العلوم واللغات العربية والتركية والفارسية، بالإضافة إلى القليل من الرياضيات والطبيعة وأرسله والده وهو في سن الرابعة عشرة إلى فيينا عاصمة النمسا، لكى يعالج بها من إصابته برمد صديدي، وأيضاً لاستكمال تعليمه، وقد بقي في فيينا لمدة عامين، ثم التحق بالبعثة المصرية الخامسة إلى باريس لينضم إلى تلاميذها، حيث تعلم الهندسة والرياضيات والطبيعة، كما أتقن اللغة الفرنسية تحدثاً وكتابة وتأثر بالثقافة والمعمار الفرنسي كثيراً، ثم عاد إلى مصر في عهد ولاية والده إبراهيم باشا.
وحين توفي إبراهيم خلفه في الحكم عباس حلمي الأول، وقد كان الأمير إسماعيل يكره ابن عمه عباس فلما تولى الحكم شعر إسماعيل وإخوته بكراهية عباس لهم، ثم مات جده محمد على، واشتد الخلاف بين إسماعيل وبقية الأمراء بشأن تقسيم ميراث جده، وسافر إسماعيل وبعض الأمراء إلى الأستانة، وعينه السلطان عبدالمجيد الأول عضواً بمجلس أحكام الدولة العثمانية، ومنحه البشاوية، ولم يعد إلى مصر إلا بعد مقتل ابن عمه عباس وتولى بعده عمه محمد سعيد ولاية مصر.
وعندما عاد إسماعيل من الأستانة لقى من عمه سعيد عطفاً كبيراً، وعهد إليه برئاسة (مجلس الأحكام) الذي كان أكبر هيئة قضائية في البلاد في ذلك الوقت، وأرسله سعيد باشا سنة 1855 في مهمة سياسية لدى الإمبراطور نابليون الثالث بشأن رغبة سعيد باشا من الدول الأوروبية في توسيع نطاق استقلال مصر بعد اشتراكها مع الحلفاء في حرب القرم، فأدى إسماعيل تلك المهمة بما امتاز به من ذكاء ولباقة، ووعده نابليون الثالث بتأييد مقترحه في مؤتمر الصلح بباريس، ولكنه لم يحقق وعده، وكذلك قابل البابا بيوس التاسع.
بعد وفاة محمد سعيد باشا في 18 يناير 1863 حصل على السلطة دون معارضة وذلك لوفاة شقيقه الأكبر أحمد رفعت باشا ومنذ أن تولى مقاليد الحكم ظل يسعى إلى السير على خطى جده محمد علي والتخلص تدريجياً من قيود معاهدة لندن 1840.
وفي 8 يونيو 1867م أصدر السلطان عبدالعزيز الأول فرمان منح فيه إسماعيل لقب الخديوي مقابل زيادة في الجزية، وتم بموجب هذا الفرمان أيضًا تعديل طريقة نقل الحكم لتصبح بالوراثة لأكبر أبناء الخديوي سنًا، كما حصل في 10 سبتمبر 1872م على فرمان آخر يتيح له حق الاستدانة من الخارج دون الرجوع إلى الدولة العثمانية، وفي 8 يونيو 1873م حصل الخديوي إسماعيل على الفرمان الشامل الذي تم منحه فيه استقلاله في حكم مصر باستثناء دفع الجزية السنوية وعقد المعاهدات السياسة وعدم حق في التمثيل الدبلوماسي وعدم صناعة المدرعات الحربية.
ومن أبرز الإنجازات المنسوبة إليه الانتهاء من حفر قناة السويس وإقامة احتفالاتها، وإنشاء قصور فخمة مثل قصر عابدين ودار الأوبرا الخديوية، وكوبري قصر النيل، واستخدام البرق والبريد وتطوير السكك الحديدية وإضاءة الشوارع ومد أنابيب المياه وحفر الترع.