البائعون في محيط "أم هاشم" قبل أيام من الليلة الكبيرة: "ضاع الموسم اللى بنستناه كل سنة"
انخفاض أعداد الباعة الجائلين فى محيط مسجد السيدة زينب
حالة من الحزن والغضب انتابت البائعين فى محيط مسجد السيدة زينب «أم هاشم» عقب معرفتهم بقرار مجلس الوزراء بإلغاء الموالد الدينية، ضمن الإجراءات الوقائية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، وذلك قبل أيام قليلة من موعد مولد السيدة زينب، واصفين ذلك القرار بالصدمة، قائلين: «ضاع الموسم اللى بنستناه كل سنة».
"خالد": يجب أن نساعد الحكومة في السيطرة على الفيروس
على كرسى خشبى، فى الجهة المقابلة للبوابة الرئيسية لمسجد السيدة زينب، يجلس خالد حامد، 52 عاماً، صاحب محل وفرشة لبيع ألعاب الأطفال، يوضح أن جميع البائعين بمحيط السيدة زينب صُدموا من قرار إلغاء الموالد الدينية، وتحديداً مولد السيدة زينب، لما فيه من حركة بيع كبيرة ورزق واسع لكافة البائعين، خاصة أن الآلاف من المواطنين يفدون إليه من مختلف محافظات مصر: «كلنا زعلنا طبعاً لما سمعنا الخبر ده، لأن مولد السيدة ده ربنا بيكرمنا فيه، خصوصاً بيع اللعب، لكن مش فى إيدينا حاجة قدام القرار ده، ولما العملية تقصر فى الرزق أحسن ما ربنا يبتلينا بأى حاجة وحشة»، مشيراً إلى أنه يجب أن نعطى الحكومة الفرصة من أجل السيطرة على فيروس كورونا ومنع انتشاره بين المواطنين أثناء إقامة المولد.
يفرش «خالد» العديد من ألعاب الأطفال البسيطة على الشارع الرئيسى، من أجل جذب انتباه الزوار والحضور لمولد السيدة زينب، وفقاً لحديثه، مُضيفاً: «أكتر حاجة بيشتروها هى العربيات البلاستيك الصغيرة واللى بريموت، والعرايس، والقطارات، وكل واحد يشترى لعبتين أو تلاتة بسعر 50 جنيه، لأن اللعبة بتبتدى من 15 جنيه»، مؤكداً أن فيروس كورونا منتشر فى كافة دول العالم، ومع تجمع المواطنين فى المولد من الممكن أن تنتشر العدوى بين أعداد كبيرة لهم: «البشاير كانت باينة إن المولد مش هيتعمل لأن الزينة والنجمة الكبيرة اللى كانت بتتعلق ما اتحطتش لحد دلوقتى».
"هانى": مديون بفلوس كتيرة جداً عشان البضاعة دى ومش عارف هسددها إزاى
وأمام سور مسجد السيدة زينب، وقف هانى المصرى، 46 عاماً، على عربة خشبية تملؤها أنواع مختلفة من الحلوى، ويعمل «هانى» فى ذلك المجال منذ ما يقرب من 10 سنوات، قائلاً إن هناك الكثير من البائعين يتكسبون من خلال رواد المولد، سواء بيع الحلوى أو الألعاب أو غيرهما، متابعاً بنبرة حزينة: «الأمل بيبقى عندهم بعد ربنا فى الموالد دى، ولما الموالد دى تتلغى إحنا هنروح نبيع فين؟ ده الأسواق كلها مليانة بياعين ومش ناقصة ناس تانية تروح لهم تبيع، وكده كده الدنيا مضغوطة ومفيش أى شراء، وامبارح بايع بـ100 جنيه من أصل تمن البضاعة مش من مكسبى»، موضحاً أن الحلوى أصبحت سلعاً ترفيهية ولا يُقبل عليها الكثير من المواطنين، وأن كيلو «الهريسة» وصل إلى 25 جنيهاً.
ينتظر «هانى» تلك الموالد من أجل البيع فيها، حيث بدأ بمولد الحسين، ثم انتقل بعدها لمولد السيدة نفسية، وغيرهما من الموالد، إلى أن وصل فى تلك الأيام إلى منطقة السيدة زينب، وفقاً لحديثه، مضيفاً: «زعلت جداً لما عرفت الخبر ده، وعليا فلوس كتيرة جداً عشان البضاعة حوالى 3 آلاف جنيه دى ومش عارف هسددها إزاى ومنين، والبضاعة عندى دى كلها حلويات يعنى ملهاش مرتجع»، مؤكداً أن مولد السيدة زينب يكون مزدحماً من المواطنين للغاية ويأتى إليه الزوار من داخل وخارج مصر، وأن هناك الكثير من البسطاء ينتظرونه سنوياً.
يتفق معه ياسر غريب، 41 عاماً، صاحب مقهى فى محيط مسجد السيدة زينب، يعمل بتلك المنطقة منذ 11 عاماً، موضحاً أن هناك حالة من الحزن عمت على الجميع بعدما سمعوا قرار إلغاء المولد هذا العام منعاً لانتشار فيروس كورونا، قائلاً: «ده بالنسبة للمقاهى الموسم اللى بنستناه من السنة للسنة، وبإلغائه السنة دى هيأثر على ناس كتير»، مشيراً إلى أن المقاهى والمطاعم فى المنطقة المُحيطة بالمسجد تتكسب من وراء المولد؛ لأن أغلبية الزوار يأتون من محافظات مختلفة ويحتاجون إلى الراحة والطعام فيجلسون على المقاهى وداخل المطاعم.